8 نوفمبر 9-5-9-1 زكريا محي الدين (مصري) ، محمد طلعت فريد (سوداني) ، مداد اسود مسم ينسكب على اوراق بيضاء اسموها باتفاقية السد العالي ليتمدد بعدها على 150 كيلومتر من الاراضى السودانية وأخرى بنفس المساحه شمالا هى مجمل الاراضي التى كان يسكنها النوبيون مدمراً كل ما فيها من اراض زراعيه قدرت آنذاك بأكثر من 200 الف فدان من اجود الاراضي ومليون شجرة من النخيل وما يعادلها تقريبا من اشجار الفواكه ، ترى كم عائدها لنصف قرن مضى ؟؟ وتاريخ تليد كنا نفاخر به الامم والحضارات التى كانوا سادتها وجبال راسيات من المعادن الثمينة . اما سكانها فنفوا الى عمق الشرق ظلوا هناك يحلمون بالعودة الى جذورهم حتى ولو كان يباساً وقاع نهر تليد . واحد وخمسون عاماً شاخ فيها الطفل الذى كان عمره سنة عند هجرة آبائهم ، شيخا يتوكأ على عصا ورغم انه لم يكن مدركا آنذاك لما حدث إلا انه ظل ايضا يحلم كالآخرين الذين عاصروا الفيضان المدمر مستمدا حلمه من الاهازيج والروايات والقصص التى كان يسمعها من آبائه وأجداده في هجير ما سمي آنذاك بحشم القربة احكم اغلاق فوهتها عليهم ظلوا لفترة امتدت مع توالي ساعاتها وأيامها وشهورها وسنواتها التي مضى عليها ليومنا هذا واحد وخمسون عاما يتساءلون كيف السبيل ؟ و أين طريق العودة؟ و كيف؟ كتبوا كثيرا وتحدثوا وعقدوا المؤتمرات وناشدوا الحكومات المتعاقبة والمنظمات الاقليمية والدولية بلا جدوى وأخيرا اقتنعوا أن عليهم حفر دروب العوده بأنفسهم ، بداياتها تأسيس جمعيات العودة الطوعية للتبشير كمرحلة اولية لتوفير سبل العيش للراغبين وتخطيط مواقع سكناهم ، اسسوا 12 جمعية زراعية تضم في عضويتها جميع المهجرين سعت تلك الجمعيات كمرحلة اولية الى تخطيط اراض سكنية للقرى الشمالية وعددها 12 قرية بإجمالي 15 الف قطعة قابلة للزيادة في نفس المواقع التي كانوا فيها من قبل ، لا تبعد كثيرا عن بحيرة النوبة والتي كانت من قبل نهراً يفيض بالخير الوفير على قاطنيها يحدها شارع الاسفلت شرقا الذي يربط وادي حلفا وميناء اشكيت وأبو سمبل حتى الحدود الدولية لجمهورية مصر ولا تبعد كثيرا عن مدينة وادي حلفا بأكثر من 17 كيلو متر هي تقريبا نفس المساحة قبل الهجرة وعلى بعد لا يتجاوز6 كيلو مترات من الاسلاك الشائكة وقفت قريبا وترقرقت دمعتان انحدرتا الى البحيرة هي تتشابه مع سد برلين والحوائط الاسمنتية التي شيدها الاسرائيليون في ارض فلسطين . اطلق البعض على ذلك الموقع الفاصل ما بين مصر والسودان نتوءة وادي حلفا تقليلا لشأن أراضينا المغتصبة التي كانت عامرة بسكانها وأشجار نخيلها الممتدة على مد البصر في أرقين ودبيرة وإشكيت . لا يا سادتي هي اراض مغتصبة وستزال قريبا إن شاء الله متى كانت الأسلاك الشائكة حائلا ما بين الشعب النوبي شمالا وجنوبا إن الإخوة في مصر بما لديهم من إمكانيات فنية يعلمون ما في تلك الأراضي من ثروات ومعادن كالحديد والذهب و يؤسفني تجاهل مختلف الحكومات السودانية لضرورة تعمير الأراضي الحدودية قد شجع الإخوة في مصر علي اغتصاب تلك المناطق بل لهم اطماع للتغول على الولاية الشمالية فكثير من سفنهم مازالت تعشش في اذهانهم طوابع البريد المشهورة (فاروق ملك مصر والسودان) بل أن احدهم تفرعن وادعى بأن السودان هو احدى المحافظات المصرية بعد المداخلة التي اقتضتها وضعية المنطقة. نحي القائمين على امور الجمعيات الزراعية ومجالس تنسيقها التي تسعى قدر جهدها لتحويل الحلم النوبي الى واقع مشاهد، ننصحهم بأن تخطيط المواقع السكنية لا يكفي ما لم يكن هناك جهد يوازي مسعاهم ولإجراء الدراسات الفنية اللازمة لتقديم الخدمات بمواقع السكن والبحث عن وسائل سبل كسب العيش على سبيل المثال معرفة مدى صلاحية المساحات القريبة من القرى للزراعة او البستنة بالاستعانة بالخبراء النوبيين في مختلف المجالات وهم كثر اكانوا داخل الوطن او خارجه مع تكوين لجان فنية لهذا الغرض وقد كان لي شرف حضور ندوة لهذا الغرض منذ تلاث سنوات استعرض خلالها المتخصصون من كبار العلماء النوبيين شرحوا خلالها مشروعاً علمياً متكاملاً لمشاريع البستنة بالوادي خاصة الموالح والنخيل. عليه فانني اناشد الجمعيات الزراعية للاستعانة بهم وتبني تلك المشروعات.