قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالفيديو.. تاجر خشب سوداني يرمي أموال "طائلة" من النقطة على الفنانة مرورة الدولية وهو "متربع" على "كرسي" جوار المسرح وساخرون: (دا الكلام الجاب لينا الحرب والضرب وبيوت تنخرب)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خمِّس لي معاك .. ومحل ما مشيت بريحة سجارتك بَبْراك.!
نشر في السوداني يوم 12 - 02 - 2014


هترشات .. مشاترات .. دندنة وطنطنة
الشيخ درويش
خمِّس لي معاك .. ومحل ما مشيت بريحة سجارتك بَبْراك.!
* الفتوى الدخانية
انشغل الناس خلال الأسبوعين الماضيين بحكاية الفتوى التي انطلقت على طريقة الثورة انطلقت أو النار ولّعت والتي كشفها – حسب السوداني 5/2/2014 – عضو هيئة علماء السودان محمد هاشم الحكيم عن وجود فتوى تحل للمرأة طلب الطلاق من زوجها متعاطي التدخين دفعاً للأضرار الصحية المترتبة عليها على قاعدة (لاضرر ولا ضرار) .. ولم تقل الفتوى أو على الأقل لم يقل الحكيم بحق الزوج في حالة تدخين المرأة في وقت يتحدث فيه الأطباء عبر أجهزة إعلامنا بزيادة نسبة المدخنات (بتشديد وكسر الخاء وليس بفتحها) من النساء وحق الرجل في طلاقها على قاعدة (لاضرر ولا ضرار) .. مع ملاحظة أنه لم يوضح إن كان المقصود السيجارة الخضراء أم الحمراء أم كوبية.! ولم يقل الحكيم كيف كشف عن الفتوى .. يعني كانت مدسوسة أم بالقلم السري؟ كما أنه لم يشر الى تحريم استيراد الدخان وتصنيعه.
ولأن الأسابيع الماضية شهدت حكاية (المتدخنين) وليس المدخنين من الرجال أي على طريقة حفرة الدخان فقد حسبت لأول وهلة أن المقصود هؤلاء المتشبهين بالنساء ممن قبض عليهم في حالة تلبس دخاني علماً بأن بعض الرجال ممن يعانون من الرطوبة تسمح لهم زوجاتهم (بوجهة نظر) عملية أي ب(بخَّة) للجلوس على حفرة دخان الطلح أو على أضعف الفروض وضع أرجلهم فوق دخان طلح على منقد صغير الحجم .. وهو أمر معلوم ومعروف منذ أن فتحنا أعيننا على منظر حفرة الدخان ومراسم حفرها والتلفح بشملتها وكساء أرضيتها ب(النطع) أو بحصيرة السعف المستديرة وفوهة المنتصف التي تظهر الحفرة بيت القصيد .. وكذا شفنا زحمة النساء بشاطىء أبروف (والأزواج السواقين خلف الدركسون منتظرين) حيث الطلح والشاف الذي جمركته إحدى ولايات دارفور .. وسمعنا عن حكاية السودانية التي تصاعد دخانها من شقتها في بلد عربي حتى هرعت المطافيء الى المنزل لتكشف أنها مَدْخَنة لمصنع عطور للكبار.!
المهم أن موضوع الفتوى خلال الفترة الماضية أصبح مادة دسمة للتندر بين الرجال بعيداً عن أسماع وأعين النساء إلا من استرقن السمع.. وأصبح البعض يسأل عن نوعيات السجائر وأيها أنْتَنْ رائحة وأكثرها استنفاراً واستفزازاً لأحاسيس النساء بغضاً وغضباً .. وبعضهم احتفظ لنفسه بصندوق سجاير وولاعة لإشعالها عند اللزوم .. وآخر قام بوضع سيجارتين على فمه وهو يدخل بيته ليس بقصد الطلاق مرتين بل لأنه متزوج من امرأتين .. وحينها ترحمت على فن الكاريكاتير عندنا!.
* خمِّس لي معاك
وصباح الجمعة الماضية عندما دخلت على عامل الفرن هجو بعد صلاة الفجر مازحته على طريقة (ياناس هجو تجو) وأضفت عليها (النسوان اشتكو) .. وحكيت له عن الفتوى إياها .. وهو بدوره حكى قصة طريفة من واقع مخزونه الميراثي بمنطقة الحاجاب مفادها أن الزوجة صَحَّت زوجها من النوم ليخرج الى الشارع ليستبين أسباب الضجة والكواريك والصياح الذي أقلقها وحرر وسخَّن شمارها .. وبالسؤال عرف الرجل أن شبكة الماء في المنطقة ملوثة بالسموم القاتلة وأنهم خرجوا جميعاً ليحذروا منها السكان .. وتبسم الزوج ثم دخل على زوجته وهي شارعة أذنيها ومفتحة عينيها لتعرف الخبر .. فقال لها مافي حاجة استهدي بالله واشربيلك كوز موية وارقدي .. دي كانت جوطة ساكت (وبالقطع لم تكن موية جودة الله لأنها صحية ومضمونة).
وقيل إن أحدهم دخل بالفعل الى بيته وفي فمه سيجارة (كنج سايز) رغم أنه لا يدخن إلا أن زوجته فاجأته بقولها: عليك الله خمِّس لي معاك وتاني محل ما مشيت بي ريحة دخانك ببراك.! وبعد السؤال والبحث والتقصي اكتشف أن الزوجة فعلاً كانت تدخن (بالدَّس) وكانت تخشى أن يكتشفها زوجها بالرائحة لأنه لا يدخن وعلى ذلك أقامت (بارتي) صغير لصويحباتها ابتهاجاً بهذه المناسبة.
* فتوى الطنطاوي
وكنت قبل سنوات قد أشرت الى ما سمعته بنفسي من فضيلة الشيخ علي الطنطاوي عبر برنامجه التلفزيوني الشهير خلال فترة الثمانينيات بالسعودية حيث قال ما معناه إنني أكره التدخين كراهية التحريم ولا أعرف له حسنة واحدة ولكن – وهذا ما قاله بالضبط – (عندي من يحرِّم التدخين كمن يحلل الخمر) .. ومن لا يعرف الشيخ علي الطنطاوي فهو عالم سوري الأصل هاجر للسعودية في أواخر الخمسينيات محتمياً بها من بطش النظام السوري آنذاك. وهو فقيه في علوم الدين وفي اللغة وكاتب صحفي من أيام مجلة الرسالة بمصر ومعلم وقاضي وشاعر ورياضي ومصارع ومسرحي وأفضل مقدّم برنامج تلفزيوني وو و .. وأشياء كثيرة صقلت تجربته ما بين سوريا ومصر والعراق وبلاد الشام الأخرى والسعودية.
ومع ذلك عندي أن الشيخ الطنطاوي وغيره ممن يكرهون ويمقتون التدخين في الدرجة الثانية من بعدي .. وكلما شاهدت أحداً يدخن أمازحه بقولي: بالله عليك الله ناس البيت صباح اليوم دا ما قالوا ليك الكُرْهة دي خَلِّها؟! فيبتسم ويوافقني على ما قلت ويعتذر بقوة سلطانها عليه ...الخ .. ومع ذلك أنا ضد تحريمها وضد الشيشة وضد المبالغة في تكريم المغنين لدرجة تناسي العلماء والمهنيين.. وبالتالي ضد تحريم الغناء وضد الانشغال بالإعلانات والمحاضرات حول ختان الإناث لأن الفتوى حوله غير حاسمة ولأنه مثل الشلوخ لم نحتج لمثل هذه الهيلمانة لنتركها أو نحرمها ولكن راحت مع الزمن والجديد ومع البياض بياض (البُدَر) والمكياج وليس بياض البناء وقريباً سوف نحتفي بآخر المشلخين من المثقفين في العاصمة المثلثة (حَسِّي أنا جبت سيرة دقش ولا الأمين دفع الله ولاَّ وكيل الهوندا المشلخ إتش؟).
وأصله (المرا) الماعاوزة الطلاق لو راجلها نفخ الدخان في وشّها حتطلب ليهو أغنية (الريحة تفوح ترد الروح) .. ولسان حالها يقول: أطلق يا راجل الدخان في كل البيت ولن تطلقك ست البيت ولا بتقول أبيت .. ومع ذلك لسجائر قوم عند قوم فوائد.! وليس من الحكمة يا شيخ حكيم أن نفرتك الأسرة بعقب سيجارة ونجني الخسارة. السجارة زمان يا مولانا يبشِّر بيها الشاب في حفلة العرس وتزغرد الفتيات.
* مبادرة
في البدء يكون الحديث عن إنفاذ المبادرة ثم يتحول الى إنقاذ المبادرة ليصبح حكاوي عن تأريخ المبادرة وليالي نحييها ببدور القلعة وجوهرها.. وتصبح المسألة كلها مؤانسة بدرية على السهلة السودانية في أم درمان!
* الشهرة متاعب
زوجة مسؤول رفيع (كان حديث التعيين) قبل زمن مضى ظهرت لأول مرة في لقاء تلفزيوني قالت فيه إنها وأبناءها يدخلون السوق خفية حتى لا يعرفهم الناس فيضيقوا عليهم وساع المكان.. فسألتني أم العيال: هي دي زوجة منو؟ قلت زوجة فلان. فقالت فلان دا منو؟ قلت ابن آدم زيِّي وزيّك.!
وأذكر ذات مرة رأيت طالب ثانوي يحمل صينية قهوة صفيح من السوق للمدرسة المجاورة .. فأرخيت زجاج السيارة وسألته: القهوة دي لمنو؟ لأستاذ الانجليزي. فقلت: أمشي قول ليهو الوزير لاقاني بره وقال لي قول للأستاذ دا تاني ما يرسلك للسوق عشان تجيب ليهو قهوة ولا غيرها.! وعلمت فيما بعد أن الرسالة وصلت. وتمنيت لو أن الأستاذ نفسه قابلني في تلك اللحظة معتذراً لأنه حسب علمي لن يكن متأكداً إن كنت أنا الوزير أم لا علماً بأنني لم أحدد صفة الوزير إن كان وزير تدريس أم وزير عريس.
* ولد سوداني جدع
مثله مثل أي شخصية شهيرة يكفي أن تقول اسمه بلا ألقاب .. غازي سليمان .. ويكفي أن تقول عنه (ولد سوداني جدع) اختصاراً لسيرته العامرة بحب الوطن والذاخرة بمواقفه الشجاعة.. يحكي عنه القطب الإسلامي قطبي المهدي قبل عقود مضت بأنه أي قطبي عندما اعتقل سياسياً في إحدى زنازين سجون أديس أببا وجد على الحائط مخطوطاً مذيلاً باسم غازي سليمان الذي سبقه في ذات المكان وبذات الأسباب وإن اختلفت التوجهات.
وفي تأبين الراحل فتحي خليل المحامي قال غازي إنه فشل في عدة محاولات لاستفزاز فتحي بالإساءة إليه ولكن فتحي لم يستجب ولم يغضب من غازي .. وهذه محمدة تحسب للاثنين .. فتحي بعدم استجابته .. وغازي بفضل الاعتراف .. علماً بأن غازي وفتحي تزاملا في كلية القانون بجامعة الخرطوم .. فعندما كنا في العام الثالث .. أنا في الآداب وفتحي في القانون التحق غازي بذات الصف ربما كان منتدباً من وزارة المالية (مصلحة الضرائب) وقد كان في وظيفة مساعد وكيل .. وأيامها ذخرت باحات القانون وحوافي النشاط بشللية من أولاد دفعتنا تستمع وتناقش الطالب الموظف المناكف غازي سليمان ويقلده البعض بصوته وعلى طريقته في الكلام كما يفعل الطلاب عادة ومن هؤلاء زميلنا المحامي الآن عبدالرحمن فرح سنادة.
وغازي كما عرفه الكل فخور بوطنه وجيرة وطنه في إثيوبيا وإرتريا ومنافح عادل ومنطقي وعقلاني في قضية الجنوب ومعتز بأهله وأسرته ولا سيما ابنته التي يساويها بعشرين رجلاً .. والذي يعرف غازي جيداً لا يلومه على ما يقول إن كان لا يرضي الطرف الآخر .. هو كدا ! .. نعم فقدنا على الساحة فتحي خليل الرجل القيَّم الأمين المتصالح وفقدنا غازي رجل المغازي والمصادم الشجاع والمتحدث الشفاف.. سائلين الله لهما الرحمة وأن يسكنهما فسيح جناته وأن يلزمنا وأهلهما وذويهما ومحبيهما الصبر والسلوان.
وسيبقى غازي (ولد سوداني جدع) وفتحي بقول الحق قد صدع .. وكان يوم تشييعهما استفتاء تنادى له الجميع .. وبالله من كان له عليهما شيء فليعفو وليصفح.
* قولها تاني
شاهدت أكثر من مرة – بالصدفة – اللقاء الذي أجرته قناة الخرطوم مع العبقرية الفنانة آمال النور أو بالأصح وكما تحب هي ويحب والدها نور الهدى .. وتمنيت لو تكررت المشاهدة عدة مرات لأكتشف في كل مرة جديداً في هذا الإنسان السوداني الذي أضاء عالم الفن بإضافات جديدة علماً وعبقرية وصبراً وموهبة وصقلاً وأملاً مترعاً بالحب والحياة والتحدي والاستمرارية من أجل تحقيق الأهداف.
والذي يستمع لآمال النور ويتابع تجربتها يتعلم ويثري نفسه بمحفزات الطموح والارتقاء الى الأعلى .. بصراحة نحن أغلقنا أنفسنا في أقفاص بعينها وكأن حواء السودان لم تلد غيرهم رغم أنهم فعلاً عمالقة وليتها أي آمال تتكامل مع نانسي عجاج .. وعندها سوف نبعد الكثير من الخموم والردوم وكل ما ليس له لزوم لتضج وتصدح الخرطوم بأنغام تخرج من أوتار القلوب وليس الحلقوم. وأما رائعتها (قولها تاني) فذاك أمر تاني وشكراً للرائع عصام ولصفحتيه الإذاعية الأولى والتلفازية الثانية.
* فات الأوان
الأسبوع الماضي شهدت عبر التلفاز تكريم الفنانين الكبيرين ابن البادية وود الأمين بقاعة الصداقة .. وقد تميزت المقاعد الأمامية في الليلتين بحضور كثيف من السياسيين والدستوريين والفنانين ووجهاء المجتمع والشباب المحب .. وكانت الوزيرة تابيتا أكثر الحضور ابتهاجاً وحركة وفرحاً بأنغام الفنانين خاصة في (ليلة السبت) إلا أن جارها الوالي ود الخضر كان عصيّاً على (المقامة) .. (متلفعاً بالصمت) ولكنها أي تابيتا والشباب من ورائها زينوا مساحة المكان بما يوافق فرح الفنان .. والوالي عامل متعالي!.
* قلم كابو
الأخ الصحفي هيثم كابو كتب في أخيرة (اليوم التالي) بتأريخ 4 يناير 2014 كلاماً مؤثراً مبرراً فيه تحوله من السوداني لليوم التالي .. وكان عنوان مقاله (القلم ليهو رافع) على غرار القدم ليهو رافع .. وإن كان هذا هو المعنى الذي قصده فالواقع أن رفع القلم كما في الحديث الشريف (رفعت الأقلام وجفت الصحف) معناه التوقف عن الكتابة ورفع القدم يعني المشي وليس التوقف.. ولأنني كنت قبل سنوات مضت في الجميلة (الوطن) وتوقفت عن الكتابة لثلاث سنوات عدت بعدها بطلب من أخي الاستاذ نورالدين مدني للكتابة في السوداني إلا أنني مازلت أشعر بالخجل والحياء وقلة المروءة كلما وقعت عيني على جريدة الوطن أو أحد محرريها لأن الولف كتَّال وخاصة أنا من كسلا (ناس الولف وليس الوولف المرفعين).
* ما شبه هاشم
الأستاذ حسين ملاسي جاءت كبسولته (فتأمل) بتأريخ 4 يناير 2014 بأخيرة هذه الصحيفة (لو كنت مكان الفريق أول هاشم عثمان الحسين مدير عام قوات الشرطة، لأمرت – فوراً – بإنزال اللافتة التي بها صورته واسمه أعلى المجمع السكني آخر شارع الحرية، كيلا يظن (البسطاء) أنها له، ولكي لا ينزلها من يليه أو الذي يليه). أقول ليست هذه فقط فهناك أخريات بأسماء أخرى ينظر إليها المواطن بعدم الرضا بسبب ما يدور حول هذا المعنى.. وهناك بالطبع من يعجبهم مثل هذا الثناء المجسم ولو بأموال الدولة .. ولأنني أعرف الفريق هاشم مخبراً وجوهراً ومن أفواه البسطاء في تندلاي ومتاتيب ووقر وأروما وكسلا وجمهرة معارفه .. أقولها بالفم المليان إنها من فعل البطانة الذين يظنون أنهم أحسنوا صنعاً لرجل يستحق أو الذين يظنون ذلك ويستبطنون ما بعد السبت .. ولكنها بأي حال لا تشبه هاشم الذي نعرفه .. ونيابة عنه وتثنية لمطالبة ملاسي: آمر برفع الاسم عنها فوراً لأن هاشم أكبر من ذلك واسمه محفور من نور في قلوبنا .. وكان التقليد السائد أن تضع على المدخل تربيعة رخام أو نحاس صغيرة يكتب عليها تم في عهد فلان أو افتتحها فلان وهذا يكفي .. وعظم الله الأجر.
* شيخ القبيلة
رغم أنه أفندي ساكت إلا أنهم فاجأوه باختيارهم له شيخاً للقبيلة بعد اجتماع كبير في مناسبة حضرها من أبنائهم الخفير والمدير والوزير والصقور والزرازير.. فأبدى رفضه متسائلاً: عشان شنو اخترتوني؟ لقيتوا فوقي شنو؟ فقالوا له: الله يعينك .. اخترناك عشان علمك ودينك وسنك.. (وهذه حكاية حقيقية).
وصفق الشيخ (المختار) مقلباً كفيه وهو يقول: نان وينو العجين .. وين السرحة والقمحة البتجيب الفرحة.. وين الطين البخلط العجين مع الدين ويملا العين..؟
- سمح يا خونا .. داير شنو؟
- داير مراح بقر يحلب للجايين والماشين من النهار للأسحار .. وداير مراح ضان للكرامات وشد القيزان .. وداير مطمورة عيش للمريدين وناس كيفكم طيبين.. ومباركات العيدين وزيارات جماعة (السيدين) وأهل الحكم التقول غايرين يجوك بالشرطة والدوشكا وبلتون الجيش.. وما يخلوا حبة عيش .. والوالي وما أدراك ما الوالي بدون مناسبة عاوز يشوف أحوالي وبعد الانتخابات يغيب طوالي.
فأجلسوه وطبطبوا على كتفيه: يا خونا النعلك شغلانتك القديمة ما فكيتها.. حرّم أحسنلك من كلام الزيطة والزمبريطة ولبس العمة بدل البرنيطة.
(وكان الصحفي الهمام مهدي الحداد أجدع فرسان (ألوان) في أيام زمان المنسية عندما كانت ألوان للإنقاذ اللوجستية سأل أحد النظار وهو يتغدى معه: يا حضرة الناظر ماهي أهم مقومات وشروط النظارة ؟ .. قال الناظر: الصينية البيني وبينك دي! .. وهي ليست كصواني نائب الوالي رامبو يوسف عبدالفتاح في شوارع الخرطوم في بداية الإنقاذ .. صحن مليان واحد مافيها .. فاضيااااا .. !).
* عاوز تعرف؟
عاوز تعرف مدى ضعفنا وهواننا على الناس؟ أمشي أي مكتب استخدام للشغالات أو سمسار من جنسهم وسجل الحوار الذي يدور .. يفرضن علينا أقسى الشروط: مانكوي .. إجازة يومين كل أسبوع .. كم عدد غرف .. كم زول .. حوش في؟ .. ولا أحد يقول بغم .. وتسرق أهل البيت وتتملص زي الممسح بالزيت.!
* تهنئة
التهنئة لجيراني وأصدقائي آل شريف ببحري و ودنوباوي بزواج ابنهم أيمن أحمد شريف الذي جرى عقده بمسجد السروراب بأم درمان الخميس الماضي.
* حق منو؟
الباتشر لسه ما عرفنا عنه حاجة .. حق منو .. وعشان شنو .. ولمتين .. وأين القانون؟! لو كان حق ناساً هوينين كان شالوه وسجموهم زماااان.! لكن ما بنسكت خاصة نحن في حملة إصحاح البيئة العاصمية وليس هناك ملوث أكبر من هذا (الغَبَّار) في صرة العاصمة غرب جسر المك نمر .. أين أنت يا ود الخضر من هذا؟! وفي زمن مجالس الأحياء الصورية نقول يا حليل شيخ الحلة وحملات المفتش الانجليزي على ظهر الحصان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.