ندوة الشيوعي    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خمِّس لي معاك .. ومحل ما مشيت بريحة سجارتك بَبْراك.!
نشر في السوداني يوم 12 - 02 - 2014


هترشات .. مشاترات .. دندنة وطنطنة
الشيخ درويش
خمِّس لي معاك .. ومحل ما مشيت بريحة سجارتك بَبْراك.!
* الفتوى الدخانية
انشغل الناس خلال الأسبوعين الماضيين بحكاية الفتوى التي انطلقت على طريقة الثورة انطلقت أو النار ولّعت والتي كشفها – حسب السوداني 5/2/2014 – عضو هيئة علماء السودان محمد هاشم الحكيم عن وجود فتوى تحل للمرأة طلب الطلاق من زوجها متعاطي التدخين دفعاً للأضرار الصحية المترتبة عليها على قاعدة (لاضرر ولا ضرار) .. ولم تقل الفتوى أو على الأقل لم يقل الحكيم بحق الزوج في حالة تدخين المرأة في وقت يتحدث فيه الأطباء عبر أجهزة إعلامنا بزيادة نسبة المدخنات (بتشديد وكسر الخاء وليس بفتحها) من النساء وحق الرجل في طلاقها على قاعدة (لاضرر ولا ضرار) .. مع ملاحظة أنه لم يوضح إن كان المقصود السيجارة الخضراء أم الحمراء أم كوبية.! ولم يقل الحكيم كيف كشف عن الفتوى .. يعني كانت مدسوسة أم بالقلم السري؟ كما أنه لم يشر الى تحريم استيراد الدخان وتصنيعه.
ولأن الأسابيع الماضية شهدت حكاية (المتدخنين) وليس المدخنين من الرجال أي على طريقة حفرة الدخان فقد حسبت لأول وهلة أن المقصود هؤلاء المتشبهين بالنساء ممن قبض عليهم في حالة تلبس دخاني علماً بأن بعض الرجال ممن يعانون من الرطوبة تسمح لهم زوجاتهم (بوجهة نظر) عملية أي ب(بخَّة) للجلوس على حفرة دخان الطلح أو على أضعف الفروض وضع أرجلهم فوق دخان طلح على منقد صغير الحجم .. وهو أمر معلوم ومعروف منذ أن فتحنا أعيننا على منظر حفرة الدخان ومراسم حفرها والتلفح بشملتها وكساء أرضيتها ب(النطع) أو بحصيرة السعف المستديرة وفوهة المنتصف التي تظهر الحفرة بيت القصيد .. وكذا شفنا زحمة النساء بشاطىء أبروف (والأزواج السواقين خلف الدركسون منتظرين) حيث الطلح والشاف الذي جمركته إحدى ولايات دارفور .. وسمعنا عن حكاية السودانية التي تصاعد دخانها من شقتها في بلد عربي حتى هرعت المطافيء الى المنزل لتكشف أنها مَدْخَنة لمصنع عطور للكبار.!
المهم أن موضوع الفتوى خلال الفترة الماضية أصبح مادة دسمة للتندر بين الرجال بعيداً عن أسماع وأعين النساء إلا من استرقن السمع.. وأصبح البعض يسأل عن نوعيات السجائر وأيها أنْتَنْ رائحة وأكثرها استنفاراً واستفزازاً لأحاسيس النساء بغضاً وغضباً .. وبعضهم احتفظ لنفسه بصندوق سجاير وولاعة لإشعالها عند اللزوم .. وآخر قام بوضع سيجارتين على فمه وهو يدخل بيته ليس بقصد الطلاق مرتين بل لأنه متزوج من امرأتين .. وحينها ترحمت على فن الكاريكاتير عندنا!.
* خمِّس لي معاك
وصباح الجمعة الماضية عندما دخلت على عامل الفرن هجو بعد صلاة الفجر مازحته على طريقة (ياناس هجو تجو) وأضفت عليها (النسوان اشتكو) .. وحكيت له عن الفتوى إياها .. وهو بدوره حكى قصة طريفة من واقع مخزونه الميراثي بمنطقة الحاجاب مفادها أن الزوجة صَحَّت زوجها من النوم ليخرج الى الشارع ليستبين أسباب الضجة والكواريك والصياح الذي أقلقها وحرر وسخَّن شمارها .. وبالسؤال عرف الرجل أن شبكة الماء في المنطقة ملوثة بالسموم القاتلة وأنهم خرجوا جميعاً ليحذروا منها السكان .. وتبسم الزوج ثم دخل على زوجته وهي شارعة أذنيها ومفتحة عينيها لتعرف الخبر .. فقال لها مافي حاجة استهدي بالله واشربيلك كوز موية وارقدي .. دي كانت جوطة ساكت (وبالقطع لم تكن موية جودة الله لأنها صحية ومضمونة).
وقيل إن أحدهم دخل بالفعل الى بيته وفي فمه سيجارة (كنج سايز) رغم أنه لا يدخن إلا أن زوجته فاجأته بقولها: عليك الله خمِّس لي معاك وتاني محل ما مشيت بي ريحة دخانك ببراك.! وبعد السؤال والبحث والتقصي اكتشف أن الزوجة فعلاً كانت تدخن (بالدَّس) وكانت تخشى أن يكتشفها زوجها بالرائحة لأنه لا يدخن وعلى ذلك أقامت (بارتي) صغير لصويحباتها ابتهاجاً بهذه المناسبة.
* فتوى الطنطاوي
وكنت قبل سنوات قد أشرت الى ما سمعته بنفسي من فضيلة الشيخ علي الطنطاوي عبر برنامجه التلفزيوني الشهير خلال فترة الثمانينيات بالسعودية حيث قال ما معناه إنني أكره التدخين كراهية التحريم ولا أعرف له حسنة واحدة ولكن – وهذا ما قاله بالضبط – (عندي من يحرِّم التدخين كمن يحلل الخمر) .. ومن لا يعرف الشيخ علي الطنطاوي فهو عالم سوري الأصل هاجر للسعودية في أواخر الخمسينيات محتمياً بها من بطش النظام السوري آنذاك. وهو فقيه في علوم الدين وفي اللغة وكاتب صحفي من أيام مجلة الرسالة بمصر ومعلم وقاضي وشاعر ورياضي ومصارع ومسرحي وأفضل مقدّم برنامج تلفزيوني وو و .. وأشياء كثيرة صقلت تجربته ما بين سوريا ومصر والعراق وبلاد الشام الأخرى والسعودية.
ومع ذلك عندي أن الشيخ الطنطاوي وغيره ممن يكرهون ويمقتون التدخين في الدرجة الثانية من بعدي .. وكلما شاهدت أحداً يدخن أمازحه بقولي: بالله عليك الله ناس البيت صباح اليوم دا ما قالوا ليك الكُرْهة دي خَلِّها؟! فيبتسم ويوافقني على ما قلت ويعتذر بقوة سلطانها عليه ...الخ .. ومع ذلك أنا ضد تحريمها وضد الشيشة وضد المبالغة في تكريم المغنين لدرجة تناسي العلماء والمهنيين.. وبالتالي ضد تحريم الغناء وضد الانشغال بالإعلانات والمحاضرات حول ختان الإناث لأن الفتوى حوله غير حاسمة ولأنه مثل الشلوخ لم نحتج لمثل هذه الهيلمانة لنتركها أو نحرمها ولكن راحت مع الزمن والجديد ومع البياض بياض (البُدَر) والمكياج وليس بياض البناء وقريباً سوف نحتفي بآخر المشلخين من المثقفين في العاصمة المثلثة (حَسِّي أنا جبت سيرة دقش ولا الأمين دفع الله ولاَّ وكيل الهوندا المشلخ إتش؟).
وأصله (المرا) الماعاوزة الطلاق لو راجلها نفخ الدخان في وشّها حتطلب ليهو أغنية (الريحة تفوح ترد الروح) .. ولسان حالها يقول: أطلق يا راجل الدخان في كل البيت ولن تطلقك ست البيت ولا بتقول أبيت .. ومع ذلك لسجائر قوم عند قوم فوائد.! وليس من الحكمة يا شيخ حكيم أن نفرتك الأسرة بعقب سيجارة ونجني الخسارة. السجارة زمان يا مولانا يبشِّر بيها الشاب في حفلة العرس وتزغرد الفتيات.
* مبادرة
في البدء يكون الحديث عن إنفاذ المبادرة ثم يتحول الى إنقاذ المبادرة ليصبح حكاوي عن تأريخ المبادرة وليالي نحييها ببدور القلعة وجوهرها.. وتصبح المسألة كلها مؤانسة بدرية على السهلة السودانية في أم درمان!
* الشهرة متاعب
زوجة مسؤول رفيع (كان حديث التعيين) قبل زمن مضى ظهرت لأول مرة في لقاء تلفزيوني قالت فيه إنها وأبناءها يدخلون السوق خفية حتى لا يعرفهم الناس فيضيقوا عليهم وساع المكان.. فسألتني أم العيال: هي دي زوجة منو؟ قلت زوجة فلان. فقالت فلان دا منو؟ قلت ابن آدم زيِّي وزيّك.!
وأذكر ذات مرة رأيت طالب ثانوي يحمل صينية قهوة صفيح من السوق للمدرسة المجاورة .. فأرخيت زجاج السيارة وسألته: القهوة دي لمنو؟ لأستاذ الانجليزي. فقلت: أمشي قول ليهو الوزير لاقاني بره وقال لي قول للأستاذ دا تاني ما يرسلك للسوق عشان تجيب ليهو قهوة ولا غيرها.! وعلمت فيما بعد أن الرسالة وصلت. وتمنيت لو أن الأستاذ نفسه قابلني في تلك اللحظة معتذراً لأنه حسب علمي لن يكن متأكداً إن كنت أنا الوزير أم لا علماً بأنني لم أحدد صفة الوزير إن كان وزير تدريس أم وزير عريس.
* ولد سوداني جدع
مثله مثل أي شخصية شهيرة يكفي أن تقول اسمه بلا ألقاب .. غازي سليمان .. ويكفي أن تقول عنه (ولد سوداني جدع) اختصاراً لسيرته العامرة بحب الوطن والذاخرة بمواقفه الشجاعة.. يحكي عنه القطب الإسلامي قطبي المهدي قبل عقود مضت بأنه أي قطبي عندما اعتقل سياسياً في إحدى زنازين سجون أديس أببا وجد على الحائط مخطوطاً مذيلاً باسم غازي سليمان الذي سبقه في ذات المكان وبذات الأسباب وإن اختلفت التوجهات.
وفي تأبين الراحل فتحي خليل المحامي قال غازي إنه فشل في عدة محاولات لاستفزاز فتحي بالإساءة إليه ولكن فتحي لم يستجب ولم يغضب من غازي .. وهذه محمدة تحسب للاثنين .. فتحي بعدم استجابته .. وغازي بفضل الاعتراف .. علماً بأن غازي وفتحي تزاملا في كلية القانون بجامعة الخرطوم .. فعندما كنا في العام الثالث .. أنا في الآداب وفتحي في القانون التحق غازي بذات الصف ربما كان منتدباً من وزارة المالية (مصلحة الضرائب) وقد كان في وظيفة مساعد وكيل .. وأيامها ذخرت باحات القانون وحوافي النشاط بشللية من أولاد دفعتنا تستمع وتناقش الطالب الموظف المناكف غازي سليمان ويقلده البعض بصوته وعلى طريقته في الكلام كما يفعل الطلاب عادة ومن هؤلاء زميلنا المحامي الآن عبدالرحمن فرح سنادة.
وغازي كما عرفه الكل فخور بوطنه وجيرة وطنه في إثيوبيا وإرتريا ومنافح عادل ومنطقي وعقلاني في قضية الجنوب ومعتز بأهله وأسرته ولا سيما ابنته التي يساويها بعشرين رجلاً .. والذي يعرف غازي جيداً لا يلومه على ما يقول إن كان لا يرضي الطرف الآخر .. هو كدا ! .. نعم فقدنا على الساحة فتحي خليل الرجل القيَّم الأمين المتصالح وفقدنا غازي رجل المغازي والمصادم الشجاع والمتحدث الشفاف.. سائلين الله لهما الرحمة وأن يسكنهما فسيح جناته وأن يلزمنا وأهلهما وذويهما ومحبيهما الصبر والسلوان.
وسيبقى غازي (ولد سوداني جدع) وفتحي بقول الحق قد صدع .. وكان يوم تشييعهما استفتاء تنادى له الجميع .. وبالله من كان له عليهما شيء فليعفو وليصفح.
* قولها تاني
شاهدت أكثر من مرة – بالصدفة – اللقاء الذي أجرته قناة الخرطوم مع العبقرية الفنانة آمال النور أو بالأصح وكما تحب هي ويحب والدها نور الهدى .. وتمنيت لو تكررت المشاهدة عدة مرات لأكتشف في كل مرة جديداً في هذا الإنسان السوداني الذي أضاء عالم الفن بإضافات جديدة علماً وعبقرية وصبراً وموهبة وصقلاً وأملاً مترعاً بالحب والحياة والتحدي والاستمرارية من أجل تحقيق الأهداف.
والذي يستمع لآمال النور ويتابع تجربتها يتعلم ويثري نفسه بمحفزات الطموح والارتقاء الى الأعلى .. بصراحة نحن أغلقنا أنفسنا في أقفاص بعينها وكأن حواء السودان لم تلد غيرهم رغم أنهم فعلاً عمالقة وليتها أي آمال تتكامل مع نانسي عجاج .. وعندها سوف نبعد الكثير من الخموم والردوم وكل ما ليس له لزوم لتضج وتصدح الخرطوم بأنغام تخرج من أوتار القلوب وليس الحلقوم. وأما رائعتها (قولها تاني) فذاك أمر تاني وشكراً للرائع عصام ولصفحتيه الإذاعية الأولى والتلفازية الثانية.
* فات الأوان
الأسبوع الماضي شهدت عبر التلفاز تكريم الفنانين الكبيرين ابن البادية وود الأمين بقاعة الصداقة .. وقد تميزت المقاعد الأمامية في الليلتين بحضور كثيف من السياسيين والدستوريين والفنانين ووجهاء المجتمع والشباب المحب .. وكانت الوزيرة تابيتا أكثر الحضور ابتهاجاً وحركة وفرحاً بأنغام الفنانين خاصة في (ليلة السبت) إلا أن جارها الوالي ود الخضر كان عصيّاً على (المقامة) .. (متلفعاً بالصمت) ولكنها أي تابيتا والشباب من ورائها زينوا مساحة المكان بما يوافق فرح الفنان .. والوالي عامل متعالي!.
* قلم كابو
الأخ الصحفي هيثم كابو كتب في أخيرة (اليوم التالي) بتأريخ 4 يناير 2014 كلاماً مؤثراً مبرراً فيه تحوله من السوداني لليوم التالي .. وكان عنوان مقاله (القلم ليهو رافع) على غرار القدم ليهو رافع .. وإن كان هذا هو المعنى الذي قصده فالواقع أن رفع القلم كما في الحديث الشريف (رفعت الأقلام وجفت الصحف) معناه التوقف عن الكتابة ورفع القدم يعني المشي وليس التوقف.. ولأنني كنت قبل سنوات مضت في الجميلة (الوطن) وتوقفت عن الكتابة لثلاث سنوات عدت بعدها بطلب من أخي الاستاذ نورالدين مدني للكتابة في السوداني إلا أنني مازلت أشعر بالخجل والحياء وقلة المروءة كلما وقعت عيني على جريدة الوطن أو أحد محرريها لأن الولف كتَّال وخاصة أنا من كسلا (ناس الولف وليس الوولف المرفعين).
* ما شبه هاشم
الأستاذ حسين ملاسي جاءت كبسولته (فتأمل) بتأريخ 4 يناير 2014 بأخيرة هذه الصحيفة (لو كنت مكان الفريق أول هاشم عثمان الحسين مدير عام قوات الشرطة، لأمرت – فوراً – بإنزال اللافتة التي بها صورته واسمه أعلى المجمع السكني آخر شارع الحرية، كيلا يظن (البسطاء) أنها له، ولكي لا ينزلها من يليه أو الذي يليه). أقول ليست هذه فقط فهناك أخريات بأسماء أخرى ينظر إليها المواطن بعدم الرضا بسبب ما يدور حول هذا المعنى.. وهناك بالطبع من يعجبهم مثل هذا الثناء المجسم ولو بأموال الدولة .. ولأنني أعرف الفريق هاشم مخبراً وجوهراً ومن أفواه البسطاء في تندلاي ومتاتيب ووقر وأروما وكسلا وجمهرة معارفه .. أقولها بالفم المليان إنها من فعل البطانة الذين يظنون أنهم أحسنوا صنعاً لرجل يستحق أو الذين يظنون ذلك ويستبطنون ما بعد السبت .. ولكنها بأي حال لا تشبه هاشم الذي نعرفه .. ونيابة عنه وتثنية لمطالبة ملاسي: آمر برفع الاسم عنها فوراً لأن هاشم أكبر من ذلك واسمه محفور من نور في قلوبنا .. وكان التقليد السائد أن تضع على المدخل تربيعة رخام أو نحاس صغيرة يكتب عليها تم في عهد فلان أو افتتحها فلان وهذا يكفي .. وعظم الله الأجر.
* شيخ القبيلة
رغم أنه أفندي ساكت إلا أنهم فاجأوه باختيارهم له شيخاً للقبيلة بعد اجتماع كبير في مناسبة حضرها من أبنائهم الخفير والمدير والوزير والصقور والزرازير.. فأبدى رفضه متسائلاً: عشان شنو اخترتوني؟ لقيتوا فوقي شنو؟ فقالوا له: الله يعينك .. اخترناك عشان علمك ودينك وسنك.. (وهذه حكاية حقيقية).
وصفق الشيخ (المختار) مقلباً كفيه وهو يقول: نان وينو العجين .. وين السرحة والقمحة البتجيب الفرحة.. وين الطين البخلط العجين مع الدين ويملا العين..؟
- سمح يا خونا .. داير شنو؟
- داير مراح بقر يحلب للجايين والماشين من النهار للأسحار .. وداير مراح ضان للكرامات وشد القيزان .. وداير مطمورة عيش للمريدين وناس كيفكم طيبين.. ومباركات العيدين وزيارات جماعة (السيدين) وأهل الحكم التقول غايرين يجوك بالشرطة والدوشكا وبلتون الجيش.. وما يخلوا حبة عيش .. والوالي وما أدراك ما الوالي بدون مناسبة عاوز يشوف أحوالي وبعد الانتخابات يغيب طوالي.
فأجلسوه وطبطبوا على كتفيه: يا خونا النعلك شغلانتك القديمة ما فكيتها.. حرّم أحسنلك من كلام الزيطة والزمبريطة ولبس العمة بدل البرنيطة.
(وكان الصحفي الهمام مهدي الحداد أجدع فرسان (ألوان) في أيام زمان المنسية عندما كانت ألوان للإنقاذ اللوجستية سأل أحد النظار وهو يتغدى معه: يا حضرة الناظر ماهي أهم مقومات وشروط النظارة ؟ .. قال الناظر: الصينية البيني وبينك دي! .. وهي ليست كصواني نائب الوالي رامبو يوسف عبدالفتاح في شوارع الخرطوم في بداية الإنقاذ .. صحن مليان واحد مافيها .. فاضيااااا .. !).
* عاوز تعرف؟
عاوز تعرف مدى ضعفنا وهواننا على الناس؟ أمشي أي مكتب استخدام للشغالات أو سمسار من جنسهم وسجل الحوار الذي يدور .. يفرضن علينا أقسى الشروط: مانكوي .. إجازة يومين كل أسبوع .. كم عدد غرف .. كم زول .. حوش في؟ .. ولا أحد يقول بغم .. وتسرق أهل البيت وتتملص زي الممسح بالزيت.!
* تهنئة
التهنئة لجيراني وأصدقائي آل شريف ببحري و ودنوباوي بزواج ابنهم أيمن أحمد شريف الذي جرى عقده بمسجد السروراب بأم درمان الخميس الماضي.
* حق منو؟
الباتشر لسه ما عرفنا عنه حاجة .. حق منو .. وعشان شنو .. ولمتين .. وأين القانون؟! لو كان حق ناساً هوينين كان شالوه وسجموهم زماااان.! لكن ما بنسكت خاصة نحن في حملة إصحاح البيئة العاصمية وليس هناك ملوث أكبر من هذا (الغَبَّار) في صرة العاصمة غرب جسر المك نمر .. أين أنت يا ود الخضر من هذا؟! وفي زمن مجالس الأحياء الصورية نقول يا حليل شيخ الحلة وحملات المفتش الانجليزي على ظهر الحصان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.