قراءة بين ثنايا السياسة القومية للسكان نسبة النساء الناشطات اقتصادياً بالريف أعلى من في الحضر تقرير:حنان كشة حقائق محورية عديدة إستند عليها تقرير السياسة القومية للسكان الوضع الراهن، المآلات ،التحديات والآفاق الذي تم تسليط الضوء عليه أمس في ورشة العمل الفنية لمناقشة المسودة السياسية القومية للسكان التي أقامها المجلس القومي للسكان بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة تحت رعاية وزير الرعاية الإجتماعية أستاذة أميرة الفاضل وعدد من المسئولين والخبراء والمتخصصين في الشأن السكاني. مشاهد محتملة.. قدر عدد سكان البلاد عشية الإستقلال في العام 1956م ب(10.25) مليون نسمة وتزايد في العام 1973م إلي (14.11) مليون وفي العام 1983م إرتفع إلي (20.59) وفي العام 1993م تزايد إلي (25.58) وفي العام 2008م إرتفع العدد إلي (39.1) مليون نسمة وفي أبريل من ذات العام قدر حجم سكان شمال السودان ب (30.9) كما قدر العدد في منتصف عام 2011م ب (34) مليون نسمة، بإتجاه مناظر فإن معدل النمو السنوي سجل إرتفاعا بحوالي (2.1) ،(2.13)،(2.57) و (2.88) في التعدادات السكانية الأربعة علي الترتيب وقدر معدل النمو السنوي وفقا لتعداد السكان الأخير الذي أجري في العام 2008م بحوالي (2.4) مما يضاعف عدد السكان كل سبعة وعشرين عاما مما يعد معدلا عاليا مقارنة بمتوسط معدل النمو العالمي الذي يقدر بنحو 1% . وقال التقرير الإسقاطات السكانية الرسمية التي يحتمل وقوعها تتضمنها ثلاثة مشاهد لنمو السكان تشمل الإنخفاض والوسطية الإرتفاع ووفقا لذلك فإن سكان البلاد في العام 2031م يقدرون بحوالي (55.5) (58.6) و (61,7) علي التوالي وحسب المشهد الوسيط الذي يعد الأقرب إحتمالا للحدوث فإن سكان العام 2008م سيتضاعفون خلال 27 عاما أي بحوالي 61.9 مليون بحلول العام 2034م وفي نفس الوقت فإن سكان العام 2031م سيتضاعفون خلال 31 عاما بحوالي (117.2) مليون بحلول عام 2026م ولفت التقرير إلى أن ذلك الإسقاط يقوم علي فرضيات إخفاض الخصوبة والوفيات تدريجيا بوتيرة أسرع وأن يكون صافي الهجرة مساويا الصفر أو قريبا من ذلك مؤكدا علي أن تلك الظروف لن تتحقق إلا بتضافر الجهود الوطنية وتكامل السياسات الكلية والقطاعية وإتساقها. الثالوث المؤثر.. وأشار تقرير الوضع الراهن (المآلات والتحديات والآفاق) إلي أن معدل الخصوبة الكلي في تدنٍ مستمر حيث أنه إنخفض من (6.6) مولود لكل إمرأة في تعداد العام 1993م إلي (5.5) مولود في تعداد العام 2008م وبالرغم من أن المؤشرات التي إستند عليها التقرير تشير إلي إنخفاض معدلات الخصوبة خلال السنوات الأخيرة إلا أنه يرى أنها مازالت عالية وأن نمو السكان السريع سيتواصل لجيل أو جيلين قادمين وفقا لنتائج التعدادات والمسوحات السكانية الأخيرة التي أوضحت أن 49% من الولادات تم إنجابهم في أعمار دون الثلاثين ونحو 88% من الولادات تحدث قبل بلوغ النساء سن الأربعين ومضى متكئا على تلك الحقائق على حقيقة محورية مفادها أنه من المفترض أن يتم بناء السياسات والبرامج التي تهدف للتأثير على الخصوبة بإستهداف النساء المتزوجات في الفئة العمرية التي تمتد في المدي الواقع بين 20 و 39 عاما، وكشف التقرير وجود علاقة بين معدل الخصوبة والتعليم ووسط السكن كذلك إن أعلي معدل خصوبة للنساء الأميات المقيمات في الريف وأدنى معدل للنساء المتعلمات المقيمات في الحضر بنسبة تصل إلى (6) و (3.4) على الترتيب. وفيما يتعلق بالنشاط الإقتصادي فإن المؤشرات تشير إلى أن النساء الناشطات إقتصاديا في الريف تبلغ 6 بينما تنخفض إلى (4.6) للناشطات إقتصاديا المقيمات بالحضر وتؤكد الدراسات الجزئية بولاية الجزيرة ببعض محليات الجزيرة إلى أن القادمات من خارج الجزيرة يبلغ عدد المواليد الأحياء لهن (13) مولودا مقارنة ب (4.6) للمقيمات في الجزيرة. الوفيات إنخفضت..ولكن! وكشف التقرير أن معدل الوفيات الخام ظل في إنخفاض متواصل منذ منتصف القرن العشرين بإنخفاضه من (26) حالة وفاة في الألف في العام 1956م إلى (9.6) في الألف في العام 2010م فيما أوضحت نتائج البحوث والدراسات أن المؤشر النسبي للوفاة إنخفض تدريجيا من "37.7 " في العام 1956م إلى "17.3" في العام 2010م وساق التقرير حقيقة كشف عنها مسح صحة الأسرة مفادها أن معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة إنخفض من " 233" في الألف في العام 1956م إلى "78" في الألف في العام 2010م وأبانت المسوحات السكانية الخيرة أن معدل وفيات الأمهات سجل إنخفاضا ملحوظا من "554" في العام 1989م إلى "216" لكل مائة ألف مولود حي في العام 2010م ونوه إلى أنه لابد من التعامل بحسم مع ذلك الإنخفاض والعمل على إيجاد تدخلات جادة في إطار إعلان مبادرة الأمومة الآمنة لكون المعدل يعد من أعلى المعدلات في العالم. ومن المؤشرات التي تؤكد على ضرورة إيجاد تدابير عاجلة لتحقيق نتائج إيجابية لصالح المجتمع تأكيد التقرير على أن نسبة الإصابة بمرض الأيدز تصل إلي "0.67%" أي ما يزيد عن ال" 262000" شخص تقريبا واكد التقرير أن ملف الوبائيات مازال مليئا بالأمراض المعدية بجانب الأمراض غير المعدية كالسرطان وأمراض الدورة الدموية بجانب الإنتشار المتكرر لوباء السحائي البكتيري والإسهال المائي والحمى مشيرا إلى أن الأخيرة تمضي في تزايد مستمر وقال أن الملاريا مازالت تمثل التحدي الأكبر مستندا علي التغيرات المناخية التي تؤكد على أن 75% من المواطنين معرضون لخطر الملاريا وزاد التقرير أن نسبة الإصابات الجديدة للعام 2009م بلغت نحو "7430" من بين كل مائة ألف من السكان وبمعدل وفيات لكل مائة ألف من السكان بمعدل "3.6" وفاة لكل مائة ألف.