الزي المدرسي الجديد..هل سيحظى بالقبول؟! الخرطوم: وجدان طلحة تساءل البعض عن ما الذي يجعل وزارة التربية والتعليم تتمسك بالزي (المبرقع) في الوقت الذي تخلت فيه القوات المسلحة عن زيها المعروف؟. ارتفعت أصوات تنادي بضرورة تغيير الزي المدرسي (المبرقع) الذي يرمز للحرب, ورأى المختصون ضرورة مناقشة هذا الموضوع في مؤتمر التعليم الذي انعقد في العام السابق, لكنه لم يُدرج ضمن المواضع المطروحة. الآن علينا الانتظار حتى بداية العام الدراسي الجديد لنرى الطلاب بالزي المدرسي الجديد. زي جديد بعض المصادر من داخل وزارة التربية والتعليم تحدثت ل(السوداني) عن أصوات في وزارة التربية والتعليم دعت لتغيير الزي خاصة بعد انفصال الجنوب وتحرص على تناوله بعيداً عن أجهزة الإعلام. ونادت بضرورة إشراك أولياء الأمور في هذه العملية وسؤالهم عن الخامة والألوان الأفضل لأبنائهم إذا كانوا في مرحلة الأساس أو الثانوي، بالإضافة لشكل الزي في كل مرحلة، ويكون ذلك عبر استمارة أو أيٍّ من الوسائل المتبعة لقياس الرأي. وقالت المصادر إن رفض المصدّر ربط تغيير الزي المدرسي بأنه يسبب الحساسية, وقال إنها كانت متطلبات مرحلة الحرب في جنوب السودان فبل أن يصبح دولة. إلا أن نائب رئيس غرفة الغزل والنسيج وعضو الغرف الصناعية د.الفاتح عباس قال ل(السوداني) أمس إنه بالفعل تم الفراغ من تحديد شكل ولون الزي المدرسي، وإن تغيير الزي سيشمل المرحلتين الابتدائية والثانوية ومن المتوقع أن يكون مع بداية العام الدراسي الجديد، وقال: "الزي المدرسي للمرحلة الابتدائية سيكون بنطلوناً أخضر زيتياً وقميصاً حرجلياً للأولاد, أما البنات فزيهم يتمثل في مريلة لونها حرجلي وكذلك البنطلون, أما المرحلة الثانوية فيرتدي الأولاد فيها بنطلوناً رصاصياً غامقاً وقميصاً رصاصياً فاتحاً, أما البنات يرتدين مريلة رصاصية طويلة تصل إلى الركبة وبنطالاً رصاصياً فاتح اللون أيضاً، على أن يكون واسعاً, وأن تراعى في الزي اللمسة الجمالية", وأضاف أن اللون الأزرق سيكون للمرحلة المتوسطة لاحقاً, وهذه النقطة تحديداً لم يذهب فيها رغم سؤال (السوداني) المتكرر عنها, وأضاف: "تم تدشينه بحضور وزارة التربية والتعليم الاتحادية ومناديب 16 ولاية". سوق هش عندما نادى أعضاء المجلس التشريعي بولاية الخرطوم بضرورة تغيير الزي المدرسي؛ وجدت هذه المطالبة القبول من أولياء الأمور، إلا أنه في نفس الوقت أبدوا تخوفهم بأن تنتهي هذه المطالبات تحت قبة المجلس التشريعس وتصبح حلماً يصعب تحقيقه. كثير من الإعلاميين طالبوا بضرورة تغيير الزي من بينهم الكاتب الصحفي عثمان ميرغني والذي اعتبر تغيير الزي المدرسي شيئاً مهماً، لأنه زي القوات المسلحة, والظروف الذي أتت بهذا الزي هي ظروف الحرب في جنوب السودان، ووقتها كانت الحكومة تريد إثارة الحمية العسكرية, ورأى ضرورة تغييره. وقال ل(السوداني): "يجب تطبيع الحياة وأن يلبس الطلاب زياً يرمز للحياة الاجتماعية الآمنة, ويجب غرس ضمير الطلاب بالسلام وليس الحرب", ووصف ميرغني ألوانه ب(القبيحة). في تسعينيات القرن الماضي عندما بدأت الحكومة (تجييش) الشعب السوداني وفرضت الزي (المبرقع) على طلاب المرحلة الثانوية، انتقد البعض هذه الخطوة باعتبارها تشعل روح الحرب وسط قطاع مهم, ويمكن استثمار حماسهم في التنمية بدلاً عن الحرب. وبعد انفصال دولة جنوب السودان عن الدولة الأم، تعالت أصوات بضرورة التغيير, بل وذهب بعضهم إلى أن الزي أشعل الحماس في نفوس الطلاب في تظاهرات سبتمبر الماضي, واعتبر البعض أن هذا السبب أخفاه من يطالبون بتغيير الزي المدرسي. إلا أن د.الفاتح عباس قال إن أحد مبررات تغيير الزي هو عدم مطابقته للمواصفات وقد تم إغراق السوق به, وأضاف أن الأقمشة الموجودة مصنوعة من الألياف الصناعية ولها مضار كثيرة، خاصة إذا تم ارتداؤها لساعات طويلة وفي جو كجو السودان. وقال إن الأقمشة غير مطابقة للمواصفات، لأن السوق السوداني (هش)، أي تسيطر عليه الأسعار وليس الجودة, واستغل ضعاف النفوس هذا السبب في ظل غياب هيئة المواصفات المقاييس, وقال إن الزي (المبرقع) بشكله الحالي هو مقترح ثانٍ, فالأول كان يشبه لحد بعيد زي القوات المسلحة، وتمت طباعته في مدينة ودمدني إلا أن جهات اعترضت عليه وتمت مصادرته. أمراض جلدية مع بداية كل عام دراسي تنفق الأسر كل ما في جيبها من أجل توفير المستلزمات الدراسة لعدد من الأبناء, ولضيق ذات اليد تقوم بشراء الزي المدرسي الأقل سعراً، كما إن بعض المدارس تلزم الطلاب باستخدام الخامات السودانية القطنية، وذلك تفادياً لحدوث أمراض جلدية بفعل الصيف, إلا أن د.الفاتح عباس قال: إن الزي من مخلفات البترول. وأضاف: "إذا تم إشعال النار في القماش يصبح (زفت)"، وأشار إلى خلط المواد بالقطن أو السليلوز الصناعي. ولمعرفة الأضرار الصحية للزي المدرسي التقت ال(السوداني) باختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية د.سعاد حامد حيث قالت: (الوزارة حددت شكل الزي المدرسي ولونه, إلا أنها لم تحدد نوعية القماش), وأضافت: "توجد في خامات مختلفة في السوق بنفس الشكل منها الطبيعي مثل القطن, وآخر صناعي مثل البولستر، ويؤدي البولستر إلى قلة التهوية للجلد، وبالتالي زيادة العرق، خاصة في فصل الصيف، ما يؤدي إلى الحكة والتحسس الجلدي, وقد يؤدي إلى زيادة الفطريات نتيجة لزيادة الرطوبة في الجلد", وقالت إن الخامات الطبيعية نادراً ما تسبب حساسية الجلد".