الاقتباس الفني ..مابين توارد الخواطر والسرقة الملحنة أسماء حمزة :الاقتباس المتعمد يشكل خطراً موسيقياً بليغاً الموسيقار الشافعي شيخ إدريس: المتعارف عليه للمدلولية وما دونه سرقة .. تقرير :محاسن أحمد عبد الله عدد كبير من الموسيقيين والملحنيين اقتبسوا بعض الجمل الموسيقية لتجويد أعمالهم الغنائية والمفهوم العام للاقتباس الفني يكون بالاستعانة وفي حدود معينة لإدخال جزء أوأجزاء من أعمال فنية مسبقة لتنصهر في عمل فني جديد يقدم للمستمعين بلونه الذي يقدم به بعد عملية المزج والانصهار وقد يكون هذا العمل الجديد مقبولاً أو لا يكون بدعوى أنه لا جديد فيه لأنه قدم بدون جهد أو بذل عطاء. تشويه الجماليات.. الاقتباس الفني برغم من أضراره البليغة فهو شيء مألوف ومعمول به في معظم الأوساط الفنية والموسيقية في أرجاء العالم ولكن بتصرف معقول لا يلفت النظر أو يشوه المحتوى ..أما الاقتباس الواضح الفاضح فهو الذي يأتي بنتائج عكسية لا تخدم التطور الموسيقي في شيء . (كوكتيل) أرادت إلقاء الضوء على الظاهرة التي قد تكون سبباً في تشويه جماليات عمل فني ما ..ومعرفة ما هي مقدرات الشخص الموسيقية الذي يقوم بعملية الاقتباس ..وهل يحسن التصرف بصياغته بالطرق المثلى التي تثبت براعته في عدم إظهار ما يقتبسه بالصورة الفاضحة لمستمعيه حتى يكون عملاً فنياً ناجحاً جديراً بالاحترام ..وهل يمكن أن نطلق على هذا التشابه بأنه جاء نتيجة توارد خواطر؟؟..أم تعمد القصد منه السرقة..ولكن بأي حال لايحدث أن يكون التشابه صورة طبق الأصل مع ملاحظة أن هذا التشابه وفي أجزاء كبيرة لا يحدث إلا نادراً جداً ويكون اكتشافه رهيناً للصدف وحدها. قتل الطموح.. ابتدر الحديث الشاعر صلاح شلقامي قائلا :الاقتباس بصورة متكررة أمر غير مستحب إلا في القليل النادر متى ما جاء الاقتباس بالصورة المثلى التي لا تضر بمصالح الفنان وبالأسلوب الذي لا يثير اشمئزاز الفنان لافتاً,لأن الاستمرارية فيه تقتل الطموح عند البعض وتجعلهم أسرى له مكبلين بقيوده وبالتالي يصعب التخلص من هذه العادة التي ستلازمهم طوال حياتهم الفنية وكم من فنان هوى بسببه. تشابه الألحان.. فيما قالت الملحنة أسماء حمزة (يحدث في أحيان كثيرة أن يتم الاقتباس من شخص يستمع إلى الموسيقى بصورة مكثفة مما يجعل الكثير من الموسيقى تختزن في أحساسه حتى وإن حدثت خاطرة مشابهة تكون غير مقصودة مبينة ,حدث في مرات كثيرة أن قمت بعمل بعض الألحان الغنائية فنبهتني ابنتي بأن أحد هذه الأعمال يشبه مثلاً لحناً في أغنية للفنان الراحل عثمان الشفيع وكذلك لحن آخر كان يشبه إحدى أغنيات (ثنائي النغم) فقمت على الفور بالغائهما دون تردد, مشيرة إلى أن هنالك أشخاصاً يقصدون أن يستمعوا إلى الموسيقى بغرض الاقتباس في الوقت الذي ترى فيه بأن الاقتباس العمد يشكل ضرراً موسيقياً بليغاً ولابد من معايشة العمل الفني بالإحساس مع وجود المجهود) . اقتباس منطقي.. اتفق معها في ذات الرأي الموسيقار الشافعي شيخ إدريس الذي قال :لابد أن يكون الاقتباس منطقياً إذا دعت الضرورة إلى ذلك وأن يكون بشكل مقبول ولكن إذا (فات الحد) يكون الأمر عبارة عن سرقة, ولكن الاقتباس المتعارف عليه للمدلولية بمعنى حينما قدم الراحل خليل فرح أغنية (عزة في هواك) اقتبس اللحن من مقدمة مارش عسكري قديم وكذلك الفنان الراحل محمد وردي في أغنيته (نحنا أبناؤك في الفرح الجميل .. أيضاً الاقتباس يقدم معنى حقيقياً للعمل الموسيقي الذي يقدم ولكن لا فائدة إن لم يكن من التراث أو الموسيقى القديمة للدلالة اللحنية التي يريد الملحن أو المؤلف الموسيقي إيصالها للمستمع.