لولا هذا (الوطن) لما شهدت سوحه السياسية مؤتمرا وطنيا ولا إسلاما سياسيا، ولا أمة قوميا ولا اتحادا ديمقراطيا، إذن الأصل في الأحزاب (الوطن) فليفهم قادتها وزعماؤها أن المرحلة ربما تقتضي جلوسهم جميعا في كنبة الاحتياطي ريثما يلملم (الوطنيون) من غير ذوي الطمع المؤدلج أشلاء جسد البلاد الممزق إنسانا وأرضا.. ثقافة وموارد.. ذاتا وأعضاء.. كلا وبعضا. قبل الآن كنت أكتب مستعرضا قواي الكتابية، قادني للفخر (الشيطاني) ذاك، جو مشحون ب"أنا" منفوخة ب"هواء" الوصوليين خاطبي ود أرباب العمل أو السلطويين وذوي الجاه وربما مدعيه.. حالي من جنس حال "الهوية" التي ذابت حلاوتها في ملح الثراء فلم يبق من ملامحها اللهم إلا الاسم وهنا أم درمان. لكن و"الوطن" يترنح كرجل ثمل تعذَّر عليه تلمس مخرج للطوارئ فلا بد من تأمل و"صيحة" تدوي لتثقب أذن كل من ألقى السمع وهو شهيد... لا بد أن يتداعى العقلاء وأرباب الحكمة إن كان مازال بيننا رجل رشيد. أما والحال ينذر بغد جديد يتوعد الماضي وربيع لا يبقي ولا يذر فلن أصغ للتحريض الداخلي وسأملأ دفاتري حبرا يسيل حبا وفألا وأملا ولن أثني قامتي كما فعلت بالأمس لأي رياح تعكس اتجاه مسيرتي نحو "الحق والعدل، والسلام".. لن أسمح لأي شهواني انتفخت أوداجه حبا للدنيا بالجلوس على مقاعد الكبار. لن أرضى لوطني حاكما سوى وريث الفاروق رضي الله عنه والمتمثل سيرة سيدنا عمر بن عبدالعزيز والمجتهد في بسط الأمن بسلاح العدل. وسأشهر يراعي هذا سيفا يقطِّع أوصال أية خيانة وطنية تؤدي عاجلا أم آجلا إلى إصابة عرين الوطنية بخدوش تشوه سمتها الأسمر أو لسانها العربي وثقافتها الإسلامية... ولن يجرفني سيل دعاة السياسة وتجارها، فلي بحمد الله وتوفيقه حصانة باسم القوم والوطن تنأى بي عن التقهقر والانتساب للبعض دون الكل... حبري قومي وهواي وطني، ويا وطني ستعود ولو كره المرتزقون ودلالو العصبيات الإثنية والقبلية والمناطقية ستعود سيرتك الأولى ضاربا أروع مثال في تعايش ومحبة ووئام تجمع ألوانا شتى تتحدر الدماء من منابع متعددة لتصب فيك شعبا يدفُقُ منه الكرم ويفيض الصدق من نهر جنة بربوة أصابها وابل المحبة فاخضرَّت وأورقت تهب الحياة للجميع وتتوزع ثمارها على القاصي والداني من بني وبنات هذا الوطن، لا تستثني ضعيفا مغلوبا على أمره ولا تخص بالعطاء مهابا بحكم بريق السلطة ولمعان الجاه. سأرفع راية "حيا على العمل والإنتاج" على حافة هذا القرطاس ليعود "النفير" باعثا روح الجماعة طائعا أمر الله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان........" . من اليوم فصاعدا فلنختزل ولاءاتنا في ماعون الوطن، وألواننا السياسية في الجنسية، وليرو التاريخ أن الحق أبلج والحكمة ضالة المؤمن وعفا الله عما سلف. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته