سؤال نتجنبه كثيراً ونبعده عن خواطرنا ونمشي بجانب الحيط منه. فلا أحد منا يرغب في الخوض في تفاصيله رغم أنه يشغل بال الكثيرين، ولكنهم لايملكون الشجاعة والجرأة حتى يقولوا (STOP) بل يخدعون أنفسهم ويضللون أفكارهم ويواصلون المشاركة في مسرحية هزلية أو دراما باهته لا لون لها ولا نكهة فالممثلون فاشلون والديكور تقليدي والمخرج لايملك من مقومات الإبداع ما يجعله يعبث قليلاً بالشخوص فيخرجهم من دائرة الرتابة والملل. صديقة لي أخبرها شقيقها برغبته في الزواج مرة أخرى رغم أن زوجته ست بيت لايشق لها غبار تعتني بالأطفال وتكرم الضيوف وتقوم بكل الواجبات المنزلية على أكمل وجه. ولكن مبعث شكواه كان إحساسه بالملل فهي كقطعة من ديكور البيت لا حياة ولا روح فيها بل هي مثل جهاز التلفاز يتحكم فيها عبر ريموت كنترول يتنقل بين القنوات ويغير ملامح الشاشة بما يريد وإن شاء رفع الصوت أو خفضه أو أطفأ الجهاز. هي دمية يحركها كيف يشاء وأين يريد البسي هذا واخلعي ذاك زوري فلان وأقطعي علاقتك بفلانة البسي لنخرج ... لا لن نخرج ... وهي سعيدة وراضية تمام الرضا بدور الدمية. ولكن هذا الشقيق وبعد اداءه لدور (سي السيد) وهي شخصية مصرية لرجل يمارس دور الزوج بمفهوم القرن الثالث قبل الميلاد، بعد أداءه لهذا الدور (بقى ليهو بمبي) وصار يبحث عن امرأة حيوية تشاركه الرأي والمشورة وتطرح الرؤى والأفكار امرأة تخرجه من أجواء الرتابة والتقليدية ولو (بمشكلة ) تحاوره وتجادله وترسم معه خارطة طريق لحياتهم الزوجية لا أن تكون هي جزء من الخريطة يغير موقعها أو يمسحها (بإستيكة) . هذه القصة أو غيرها مما نمر به في الحياة تصنف صلف آدم وغروره كما تصنف ضعف حواء وخنوعها وبالمقابل هناك الرجل الطيب الحنون وهناك المرأة النكدية والتي تعشق افتعال المشكلات وتتعامل بغباء مفرط مع أحداثيات خريطة زوجها فتفقد البوصلة ولا تعلم حينها أين تجد زوجها. إن الحياة الزوجية هي مشوار من مشاوير الحياة كله صعاب ومخاطر وبين كل خطوة وأخرى نتفاجأ بانحراف الطريق أو وجود شوارع زلقة ومطبات أو تلوح لنا إشارات تحذيرية من طرق وعرة أو هاوية سحيقة أو شوارع غير آمنة، وما لم يتوفر الحب والثقة والتفاهم بيننا فحتماً ستتعاظم المصاعب وسيصبح الطريق أكثر وعورة وأقل إنارة ومبعثاً للقلق من السير فيه والخوف من نهاية المطاف. عندها يجب أن نقف وقفة شجاعة مع أنفسنا ونسأل ماذا نريد فالإنسان يعيش عمره مرة واحدة هل نرغب أن نكمل حياتنا في أجواء التعاسة والقلق هذه أم نطوي هذه الصفحة من ذاكرتنا ونبدأ البحث عن حياة جديدة. هذه ليست دعوة للطلاق إنما هي دعوة لوقفة صدق مع النفس فكم من البيوت يعيش فيها زوج وزوجة ولكن لا حياة بينهما، ولا أعني هنا العلاقة الحميمية فهي في كثير من هذه الحالات تكون أداء واجب لا أكثر ولا أقل ولكني أعني الحياة الزوجية بمعناها السامي من حب ومؤانسة ومودة وضحك ومشاركة. كم بيت تهتز أركانه مائة مرة في اليوم ولكنه لايسقط خوفاً من كلام الناس أو (نحنا قاعدين مع بعض عشان الأولاد) والأطفال الذين نتحجج بهم يحتاجون إلى أجواء نفسية وبيئة هادئة مطمئنة فمشكلاتنا وصراخنا كنقيق الضفادع في رؤوسهم يغّيب فطرتهم السليمة ويشوه أفكارهم. يجب أن نسأل أنفسنا أولاً ماذا نريد نحن لا أن نفكر كيف ينظر إلينا الناس لأنه عندها سنواصل فصول التمثيلية الهزلية. سهير عبد الرحيم هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته