الجيش المصري يعيد ترتيب أوراقه ++ تقرير: ماهر أبو جوخ ++ كوتيشن 1 (...) هذا ما سيعزز وضعية وزير الدفاع وقائد الجيش الجديد 2 رئيس الأركان الفريق حجازي دفعة السيسي وخليفته في إدارة المخابرات 3 الفريق التراس هو الوحيد من أعضاء المجلس العسكري الذي شارك في حرب أكتوبر ++ أخيراً، أعلن نائب رئيس الوزراء المصري، وزير الدفاع والقائد العام للجيش المصري، المشير عبد الفتاح السيسي، رسمياً، تنحيه عن موقعه الحكومي والعسكري، تمهيداً لخوضه انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في الشهور القادمة. واستناداً للعديد من المعطيات؛ فإن حظوظ الرجل تبدو هي الأكبر للفوز في الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد الانسحاب المبكر، لأبرز منافسيه رئيس هيئة الأركان السابق للجيش المصري الفريق سامي عنان. أما النقطة الأهم بإعلانه الترشح لخوض انتخابات الرئاسة، هي ترتيب الجيش المصري أوراقه الداخلية، تمهيداً لحقبة جديدة من تاريخ البلاد. ++ ونقلت وسائل إعلامية مصرية، أن السيسي حضر لمقر اجتماع مجلس الوزراء المصري صباح أمس الأول، مرتدياً الزي المدني، لتقديم استقالته من موقعه الوزاري لرئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب. طبقاً لوسائل الإعلام تلك؛ فإن لقاء الرجلين استمرّ قرابة نصف الساعة، دار فيها لقاء وديٌّ بينهما، أعرب فيه الثاني عن شكره للأول على دوره في المرحلة الانتقالية، وتمنياته له بالتوفيق، مشيرةً إلى قيام السيسي بمصافحة جميع الحاضرين من الوزراء، قبل مغادرته لمقر انعقاد جلسة مجلس الوزراء، التي انعقدت وناقشت جدول أعمالها. بديل السيسي استوجبت استقالة السيسي ترتيب الأوراق الداخلية للجيش المصري، الذي يُعتبر قوة رئيسية في البلاد. سياسياً واقتصادياً واجتماعياً تنامى نفوذها وتأثيرها خلال دورها الذي لعبته في أكبر تحوليْن شهدتهما البلاد في 25 يناير 2011م و30 يونيو 2013م، وقد أنهيا حكميْ الرئيسيْن محمد حسني مبارك ومحمد مرسي، بجانب ما حوتهما هاتان الفترتان من تحولات سياسية داخلية على رأسها تنظيم الاستفتاء على دستور 2011م، وانتخابات مجلسي الشعب والنواب ورئاسة الجمهورية، التي ما كان بالإمكان تحقيقها دون الحصول على رضا الجيش المصري وموافقته. في إطار تلك الترتيبات، أصدر الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور، قراراً يوم أمس الأول، يقضي بترقية رئيس أركان الجيش المصري الفريق صدقي صبحي لرتبة الفريق أول، وهو ما كان تمهيداً لتقديمه في موقع السيسي، وهو ما تم بصدور قرار لاحق بتعيينه وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للجيش المصري. وينظر لصبحي –البالغ من العمر ال64 عاماً وتخرج من الكلية الحربية في العام 1976م- بوصفه أبرز معاوني السيسي، وخدم في العديد من الوحدات العسكرية التابعة للجيش المصري، والتي كان آخرها قيادته للجيش الثالث الميداني خلال الفترة من (2009-2012م)، والتي تزامنت مع اندلاع ثورة 25 يناير 2011م ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وخلال تلك الفترة تمكن من تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة السويس، والتواصل مع القيادات السياسية وشباب الثورة بشكل إيجابي. عين لاحقاً رئيساً لأركان الجيش بعد ترقيته لرتبة فريق، في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، خلفاً للفريق سامي عنان. وأشرف من خلال موقعه على تنفيذ العديد من المهام العسكرية للقوات المصرية، وأشهرها مهمة تحرير سبعة جنود مصريين بعد اختطافهم في مايو 2013م، بالتنسيق مع رئيس هيئة تدريب الجيش المصري الحالي، وقائد الجيش الثاني الميداني وقتها اللواء أحمد وصفي. تحصين موقع أشرف صبحي من خلال موقعه على عمليات تحريك وحدات الجيش المصري المختلفة، وأدار بالتعاون مع السيسي غرف العمليات التي تولت تأمين البلاد منذ العام 2012م، ويتسم بالتحركات الدائمة وسط عناصر الجيش المصري، ويعد من أبرز الشخصيات التي تحظى بثقة السيسي –المرشح الرئاسي وأبرز المرشحين للفوز فيها- وما سيعزز من سلطته تحصين موقعه الوزاري لمدة ثماني سنوات، بنص الدستور المصري الجديد، ووضع اشترطات تحول دون عزله أو تعيينه من قبل البرلمان، أسوة ببقية الوزراء الذين سيخضع تعيينهم وعزلهم لقرار نواب مجلس الشعب بعد انتخابه. هذا الإجراء يوفر بشكل عملي الحصانة للمؤسسة العسكرية، ويقطع الطريق أمام أي محاولات تعيد إنتاج تجربة سابقة في البرلمان السابق، حينما طالب بعض النواب بإخضاع ميزانية الجيش لمراجعة ومتابعة النواب، وهو ما كان يرفضه الجيش باعتبارها تحتوي على أسرار لا يجوز الإفصاح عنها، وفي ذات الوقت يجعل موقع وزير الدفاع غير خاضع للتحولات والتقلبات السياسية، باشتراط موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على قرار تعيين وزير الدفاع خلال دورتين رئاسيتين، أي ما يعادل ثماني سنوات بعد انتخاب أول رئيس للبلاد. ترشيحات وتسريبات منذ تلميح السيسي في يناير الماضي، إلى إمكانية خوضه الانتخابات الرئاسية؛ اتجهت معظم تكهنات المراقبين لخلافة صبحي له في موقعه وزيراً للدفاع، وقائداً عاماً للجيش؛ في ما تزايدت التكهنات حول خلفية صبحي في رئاسة أركان الجيش المصري، وطرحت العديد من الأسماء، لعل أبرزها قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي، استناداً إلى دوره الحيوي والحاسم في إدارة العديد من الملفات، على رأسها نزع فتيل الأزمة بمنطقة بورسعيد، في أعقاب صدور الأحكام في مواجهة المتهمين في مقتل أكثر من 70 مشجعاً للنادي الأهلي في مباراتهم الدورية أمام فريق المصري، ورفضه الدخول في صدام مع المواطنين، الذين رفضوا قرارات مرسي بإعلان حظر التجول والطوارئ في المحافظة، ثم إسهامه في تحرير الجنود السبعة المختطفين في مايو 2013م، وإحباطه مخطط (الإخوان) للإطاحة بالسيسي وتعيينه وزيراً للدفاع وقيادته للعمليات الأخيرة في شبه جزيرة سيناء، إلا أن تعيينه رئيساً لهيئة التدريب، أنهى تلك الإرهاصات. عقب ترفيع صبحي وزيراً للدفاع، ترددت معلومات في المواقع الإلكترونية، تشير إلى تعيين قائد قوات الدفاع الجوي الفريق عبد المنعم التراس رئيساً لأركان الجيش، وهو يعتبر الوحيد من بين أعضاء المجلس العسكري الحالي الذي شارك في حرب أكتوبر بعد تخرجه من الكلية الحربية، في سبتمبر 1972م، وعين قائداً للدفاع الجوي بواسطة الرئيس السابق محمد مرسي، في أغسطس 2012م، وتمت ترقيته لرتبة الفريق في أبريل 2013م. إلا أن المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري، العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، أشار في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)؛ إلى إصدار منصور قراراً أمس، يقضي بترقية مدير المخابرات الحربية اللواء محمود إبراهيم محمود حجازي –وهو دفعة المشير السيسي وتخرجا من الكلية الحربية في العام 1977م- لرتبة الفريق وتعيينه رئيساً لأركان الجيش المصري. واشتهر حجازي بالمشاركة في اللقاءات السياسية التي كانت تعقد داخل إدارة المخابرات والاستطلاع، حينما كان يرأسها السيسي مع قيادات القوى الثورية والسياسية في يناير 2011م، ثم لاحقاً في يونيو 2013م. من هو (حجازي)؟ وكان حجازي قائداً للمنطقة الغربية، وكلف بعد ثورة يناير 2011م التي أطاحت بحكم مبارك برئاسة هيئة التنظيم والإدارة داخل الجيش، وظل في موقعه حتى نوفمبر 2012م، حينما عيّنه السيسي –بعد حوالي ثلاثة أشهر من شغله لموقع وزير الدفاع والقائد العام للجيش- خلفاً له كمدير للمخابرات الحربية والاستطلاع. في ما يتصل بتعيين مدير جديد للمخابرات الحربية والاستطلاع، فإن عدداً من الأجهزة الإعلامية المصرية نقلت عن مصدر عسكري قوله، إن من سيحدد من يشغل رئاسة المخابرات الحربية خلفاً لحجازي، هو وزير الدفاع والقائد العام الجديد للجيش المصري الفريق أول وصفي صبحي. ترحيب (صباحي) تسارعت وتباينت ردود الفعل على إعلان السيسي استقالته وخوضه انتخابات الرئاسة، لعل أبرزها جاءت من منافسه زعيم التيار الشعبي والمرشح السابق لانتخابات الرئاسة حمدين صباحي، والذي كتب على حسابه الشخصي بموقع (تويتر) على شبكة الإنترنت: "أرحب بترشح السيد عبد الفتاح السيسي، ونسعى لانتخابات ديمقراطية نزيهة شفافة، تضمن حياد الدولة وحق الشعب في اختيار رئيسه بإرادته الحرة". وهنأ صباحي وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي بمناسبة توليه منصب وزير الدفاع، وكتب في صفحته على (تويتر): "نهنئ الفريق أول صدقي صبحي بتولي وزارة الدفاع، ليكمل الدور الوطني للقوات المسلحة في مواجهة الإرهاب، وحماية البلاد بعيداً عن التجاذبات السياسية". بلا زيٍّ عسكري أشار السيسي في مستهل كلمته التي وجهها لجموع الشعب المصري مساء يوم الأربعاء الماضي، إلى كونها ستكون الأخيرة له بالزي العسكري، بعد قراره بإنهاء خدمته وزيراً للدفاع وقائداً للجيش، استعداداً للترشح وخوض الانتخابات الرئاسية, ولم تقتصر على إشارته للأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، ولكنه تطرق لأربع مهام عسيرة يحتاج المصريون إلى إكمالها تتمثل في (إعادة بناء جهاز الدولة الذي يعاني من ترهل يمنعه من النهوض بواجباته؛ وإعادة عجلة الإنتاج للدوران في كل القطاعات لإنقاذ البلاد من مخاطر حقيقية تمر بها؛ وإعادة ملامح الدولة وهيبتها التي أصابها الكثير خلال الفترة الماضية؛ ومهمة استعادة مصر وبنائها)، ورحب بمنافسته في الانتخابات من قبل أيِّ شخص، واحترامه لخيار الشعب، متمسكاً بوجود أمل في إمكانية عودة مصر لدورها ووضعها القوي، وأردف: "أنا لا أقدم المعجزات، بل أقدم العمل الشاق والجهد وإنكار الذات بلا حدود".