أيام تفصلنا عن معرض السودان العالمي للسياحة الذى تنظمه وزارة السياحة برعاية من رئيس الجمهورية وبإشراف وزير السياحة الهمام د. محمد عبد الكريم الهد والذى يهدف الى التعريف بمقومات السياحة فى السودان. أعتقد أن السودان إذا ركز جهده فى مجال السياحة وتطويرها لكفته ولدرت عليه ملايين الدولارات فنحن نتميز بمقومات جذب سياحية لا توجد فى كثير من البلدان الأخرى. هذا الجذب ناتج من التنوع المناخي والمساحة الشاسعة للسودان ففي الشمال توجد الآثار التى تضم حقبا تاريخية مختلفة ابتداء من آثار ما قبل التاريخ مرورا بالحضارة المروية التى تضم الاهرامات والمعابد مرورا بالفترة المسيحية . شمال السودان بصحرائه الشاسعة يمكن ان يشكل مصدرا مهما لسياحة الصحراء التى اصبحت من السياحة الرائجة فالتخييم والتزلج على رمال الصحراء له رواد ومحبون من الدول الاوربية والعربية فكثبان ورمال الشمال الذهبية يمكن أن تكون مقصدا مهما للسياح اذا توفرت البنية التحتية من سكن وترحيل وإقامة . أما إذا عرجنا على شرق السودان المحبب الى قلبي بالرغم من أنني لست من شرق السودان إلا أن له معزة وحبا خاصا، به مقومات سياحية هائلة فسياحة الغطس والشعب المرجانية (البكر) التى توجد فى كثير من الشواطىء الأخرى إلا أنه فى السودان تشكل عنصر جذب للمهتمين بسياحة الغطس فشواطئنا تحتاج فقط مزيدا من الاهتمام بإنشاء الفنادق بطول الساحل او على الجزر السياحية يقصدها السياح. أريد أن ألفت نظر المسؤولين والمهتمين بأمر السياحة والمستثمرين. كنت قد زرت دولة اندونسيا ذات السبعة عشر الف جزيرة والتى تعتبر من أجمل بلدان العالم السياحية والتى يقصدها الملايين حول العالم. فى الجزر التى يقصدها السياح تنشىء الدولة والمستثمرين فنادق على شكل شقق فندقية فيمكن أن تجد فى جزيرة فندق يتكون فقط من (20) غرفة أو أقل وبمكونات محلية غير مكلفه لكنها تتميز بكافة مقومات الراحة وتقدم خدمات فندقية رائعة لذلك علينا تعميم تجربة دولة أندونسيا ليس بالضرورة فى كل منطقة سياحة إنشاء فندق (5) نجوم فبالتأكيد عدد السياح لكن يكون بالكثرة التى تتطلب إنشاء فندق كبيرلذلك نكتفي فى هذه الفترة بإنشاء هذه الشقق الفندقية وتوفير الخدمات لها . شرق السودان أيضا يتميز بآثار مدينة سواكن التاريخية بعماراتها وقصورها فهى تعد مقصدا للسياحة بالرغم من اهميتها تتعرض سواكن مدينة الأساطير إلى إهمال واضح فآثارها تتعرض للتآكل بسرعة كبيرة بفعل الرطوبة ومياه البحر المالحة قطعا ان لم تمتد يد الترميم والصيانة ستختفي خلال الأعوام القادمة . الشرق يتميز ايضا بالكثير من عناصر الجذب الأخرى فهو يحوي على الكثير من أنواع الطيور النادرة والزواحف والحيوانيات البرية الاخرى. أيضا لا ننسى منطقة أركويت السياحية التى تتميز بمناخ معتدل طوال العام فهى يمكن ان تكون مصيفا لكل السودان اذا وجدت الاهتمام والرعاية فآلاف السودانيين يسافرون سنويا فى الصيف لقضاء اجازاتهم بالخارج بل يمكن ان تكون اركويت الوجهة الاولى لسكان بورتسودان فى فصل الصيف بدلا من الذهاب الى الخرطوم او القاهرة وأسمرا .