تقود دولة ما يسمى بدولة الإسلام في العراق والشام والتي تعرف باسم (داعش) حربا ضروسا داخل الأنبار السنية في العراق في مدن الفلوجة ومدينة الرمادي والحروب التي تدور رحاها بين عشائر الأنبار وتنظيم (داعش) التابع للقاعدة من جهة، إضافة إلى الجيش العراقي الذي يقصف مناطق في الفلوجة وأسفر القصف عن قتل وإصابة عشرات المدنيين الأبرياء. عشائر الأنبار طالبت في أكثر من بيان بعدم تدخل الجيش لأنهم قادرون على سحق التنظيم المتطرف الذي يعمل على الإضرار بالمنطقة مستغلا تدخل الجيش في فض الاعتصامات السلمية في مدن الأنبار التي نظمتها العشائر من أجل الضغط على حكومة بغداد من أجل مطالب قال عنها المالكى إنها مطالب مشروعة على الرغم من مماطلته في تنفيذ هذه المطالب المشروعة. نعود لتنظيم (داعش) الذي أصبح يمثل جزءا من المعادلة في القضية العراقية والمشكلة السورية التي أصبح جزءا لا يتجزأ منها فكان لاستيلائه على عدد من البلدات والمدن ومهاجمته للجيش الحر في حلب واستيلائه على شحنات من الأسلحة التي ترسلها الولاياتالمتحدة ودول أصدقاء الشعب السوري. تسبب باستيلائه على تلك الأسلحة في إيقاف الدعم الأمريكي للجيش الحر خوفا من أن يستولي عليه التنظيم التابع للقاعدة وبالتالي يشكل خطرا كبيرا على دول المنطقة. وكان وزير العدل العراقي حسن الشمري كشف عن معلومات خطيرة مفادها أن رؤوساً كبيرة في الحكومة العراقية تقوم بتهريب عناصر وقادة في تنظيم القاعدة من السجون العراقية من أجل أن ينضموا لتنظيم (داعش) في سوريا وبالتالي إخافة الولاياتالمتحدة من أن البديل لنظام الأسد سيكون هؤلاء الإسلاميين المتشددين وتأكيدا لهذه المعلومات قال الجيش الحر في سوريا إن لديه أدلة ووثائق تثبت تعامل ضباط في الجيش العربي السوري يعملون جنبا إلى جنب مع تنظيم (داعش)، هذا إن ثبت صحته يقود إلى تساؤل مهم هو أن النظام السوري يريد خلط الأوراق لكن أن ينفذ تنظيم القاعدة أجندة النظام السوري يبقى محل تساؤل ما السبب الذي يدفعهم إلى مساندة هذا النظام القاتل لشعبه؟ أم هم مجرد مرتزقة في أيدي النظام وليس لديهم أهداف أم أن تطبيق الشريعة الإسلامية في دولتهم المقترحة مجرد ستار لتنفيذ هذه الأجندة الخبيثة فالتنظيم أصبح مؤخرا يعوق عمل الجيش الحر في المناطق التي يسيطر عليها مما جعل الحر يوجه هجماته إليه وبالتالي أصبح عائقا أمام تقدم ونجاح الثورة السورية. قواسم مشتركة بكري خليفة