رغم أننا من أنصار الاتجاه العام الداعي لتغيير العديد من الولاة لأسباب موضوعية إلا أننا لاحظنا بأن هنالك خطّا إعلاميا منتظما من بعض الصحف ظلّ يستهدف بصورة منهجية والي ولاية البحر الأحمر محمد طاهر أيلا وكأنه على رأس قائمة الولاة المرشحين للتغيير دون أن تأتي تلك الوسائط بحيثيات تسند دعواها سوى الإدعاء بأنه اهتم بمدينة بورتسودان دون الريف وهو ما أردنا تفنيده مرتكزين على حجة التغيير النسبي الكبير الذي جرى في الريف الساحلي في عهد إيلا وبطبيعة الحال لا ندعي أنه تغيير مطلق الإيجابية وهو ما لا يدعيه الوالي نفسه فالرجل منذ أن جاء أحدث ثورة غير مسبوقة في ولايته في تنمية الريف والحضر تشد وتدهش المسافر عبر أرياف الولاية وخاصة الذي يستحضر صورة البنادر والأرياف قبل وبعد إيلا من حيث التغيير المعماري للمحليات أفقياً ورأسياً في كل المحاور الخدمية والصحية والتعليمية والاجتماعية في كل من سواكن وسنكات وهيا ودروديب وطوكر وجبيت ومحمد قول وأوسيف وجبيت المعادن وبل يرجع الفضل بعد الله لإيلا في أنه أول سوداني يمتلك الرقم القياسي في إنشاء وترميم أكبر عدد من المدن والقرى ومنها ما لم يكن لها سميا من قبل وخاصة مدينة أوسيف حاضرة محلية حلايب السودانية والتي أنشأها عندما كان مديراً للموانئ كميناء بحري واستكمل بقية مرافقها الخدمية عندما أصبح والياً فصارت المحطة الأساسية لاستقبال النازحين من أهالي حلايب الفارين من كبت الاحتلال المصري الغاشم للمثلث وقد ظلت أوسيف الوتد الحضري الأول المطل على خط 22ج وورثت بجدارة لقب محلية حلايب السودانية وبدونها لما استطاعت البلاد إيجاد مرتكز مدني يناظر الشطر المحتل من حلايب المغيبة!! وكذلك أحيا إيلا العديد من المدن والقرى بعد أن كادت أن تلفظ آخر أنفاسها وعلى رأسها ميناء سواكن العريق فضلاً على أنه حول مدينة بورتسودان من فسيخ إلى شربات في الوقت الذي حول فيه غيره أجمل مدينة شرقاوية من شربات إلي فسيخ!! فصارت بورتسودان من مدينة يهرب منها المواطن قبل الظاعن إلي منتجع يهرب إليه الناس من كل فجّ عميق وتعلمت منها شرائح عريضة من السودانيين معنى أن تكون السياحة قيمة حضارية واقتصادية رديفة للسلام والاستقرار والرقي بدلا أن كانت ثقافة السياحة في الإرث الشعبي السوداني فقط متاحة نظرياً في المطالعة المدرسية والقنوات الفضائية الحصرية على سواحل البحر الأبيض المتوسط الممتدة بين طرابلس الشرق والمغرب تلك المنتجعات التي لا يصلها من السودانيين إلا طبقة قليلة ميسورة الحال وكذلك تغير الحال النوعي والكمي في العديد من القرى النموذجية التي جاءت بكامل مرافقها الخدمية واستقر بها الكثيرون من البدو المشتتين بين حواكير جبال البحر الأحمر مناط المعدن النفيس فاستكملت العامل الأهم لدواعي الاستقرار وهو وجود مشاريع إنتاجية مدرة للدخل بدليل أن أغلب محليات الولاية صارت تعتمد على إيرادات الذهب كمورد رئيسي عبر خدمات الدهابة وشركات التعدين وهذا المظهر من الغني النسبي لا تخطئه عين المراقب المنصف عندما يشاهد أرتال بكاسي الأهالي التي باتت تجوب فرقان وديوم أرياف محليات ولاية البحر الأحمر بالإضافة إلى الإمتدادات المعمارية النوعية والكمية ويكفي دليلا على الطفرة الاقتصادية وكثافة الحركة النقدية بالريف تسابق البنوك التجارية لافتتاح أفرع لها في العديد من محليات الولاية وهذه بعض من النماذج الداحضة لدعاوي المرددين لأسطوانة إهمال أرياف البحر الأحمر رغم أننا لا ندعي أن الأوضاع الاقتصادية بالثغر لا توجد بها معاناة وإنما شأنها شأن باقي أرياف البلاد لا تخلو من العلل ولكن نستطيع أن نقول بأن سيادة الدولة فيها قد ترسخت بأرياف وحضر البحر الأحمر على أسس فحواها(سيد القوم خادمهم) الذي يقدم إنجازات ملموسة ومحسوسة مع الفارق الكبير بالعهود السابقة وحورب معها الفساد بشهادة تقارير المراجع العام بأن البحر الأحمر أقل الولايات فساداً وكذلك تم ترشيد الصرف الإداري للحد الأدنى حيث تم تمليك العربات للموظفين لوقف بنود الصرف الإداري المفتوح ويعتبر دستوريو الثغر أقل إمتيازات ودعة مقارنة برصفائهم في الولايات الأخرى ورغم يقيني بحق النقد المتاح للكل إلا أن ما يؤسفني أن توضع الإنجازات غير المسبوقة لإيلا في مصاف إخفاقات ولايات أخرى فاشلة بكل المقاييس وأن الذين يتحاملون على أداء أيلا لا يملكون نماذج تنموية سابقة أو قائمة يمكن المعايرة بها للحكم على ما تم في الثغر الذي يعتبر بدون منازع النموذج الأوحد للتنمية المعيارية بالولايات منذ تأسيس الدولة السودانية وبل النموذج الإنقاذي المتألق الذي ظلت تصفع به معارضيها من الهامش وتدحض به حجج كل ولاتها المتقاعسين!! ويكفي أيلا فخراً شهادة طفلة لأسرة سودانية مقيمة بأوربا عندما أجريت معها دردشة صحفية بإحدى الصحف القومية حيث أفادت بأنها فخورة جداً عند زيارتها للبلاد لأنها وجدت مدينة بورتسودان تشبه مدينتها هامبورغ التي تقيم بها أسرتها وبطبيعة الحال هذه الطفلة على سجيتها لا تحمل أي أجندة لا سياسية ولا جهوية ولا عنصرية وإنما تعبر فقط عن الفطرة السوية وما كانت تلك الشهادة لتأتي لولا مجهودات إستثنائية وفي عهد إستثنائي لا ينبغي تجريد ما تم فيه من نجاحات باهرة بمجرد جرة قلم لتصفية حسابات لوبيات متسترة خلف لافتات هلامية تتصيد صغائر الأمور لتصنع من الحبة قبة بإسناد مرجعية أخبارها على إفادات أفراد وتنظيمات لن يعجبهم العجب الجاري بالثغر نتيجة لخلافات شخصية أو سياسية معلومة ومن الطبيعي أن لا يتفق الناس على شخص واحد وهذا ما لم يحصل عبر التاريخ وحتى الرسل والأنبياء لم تجتمع حولهم كل الآراء وأخيراً نتمنى أن لا يوجه الخط الإعلامي المستهدف لإيلا عدسته المهنية على بعض الفقاعات الهوائية العالقة بدلاً عن الكوب المليء بالإنجازات في الثغر والتي يكفي أن يشهد عليها البسطاء من قدامى سائقي الشاحنات وأفواج المغتربين والحجاج والمعمرين والمعسلين والمروسين والمخلصين الذين ظلوا يجوبون فيافي الولاية قبل وما بعد إيلا ليشهدوا على الفروق الشاسعة بين الماضي والحاضر وبل بينها وجميع الولايات السودانية قاطبة!! ويكفي أن العديد من جماهير الولايات المجاورة ما فتئت تنادي باللجوء الإداري لولاية البحر الأحمر عشماً في استنساخ تجربتها المتميزة !!