*على عكس ما كان متوقعا خلت قمة نصف الموسم التي جمعت المريخ بالهلال أمس في المباراة المؤجلة من الأسبوع الثامن للدوري الممتاز من أي لمحات جمالية وكثر فيها الضرب والاحتجاج وتشتيت الكرة في معظم أوقاتها بالمقابل حملت بداياتها تألقا لافتا للحكم السموأل خلف الله الذي أدار المباراة واستطاع أن يقودها إلى بر الأمان وبأخطاء غير مؤثرة إطلاقا ولكن كادت المباراة أن تخرج من سيطرته بعد قراره بطرد فيصل موسى وتغاضيه عن طرد قائد الهلال عمر بخيت الذي أكثر من الاحتجاج وطرد فيصل واحدة من علل لاعبي المريخ حيث سبقه ضفر الذي طرد في المباراة السابقة دون داعٍ وها هو فيصل يتحصل على كرت أحمر مجاني ويجب معاقبتهما وبقسوة حتى لا يتكرر الأمر من لاعب آخر وعموما أخطاء الحكم في مباراة الأمس مقارنة بمستوى التحكيم في ممتاز هذا الموسم تعتبر غير مؤثرة واقتصرت على عكس بعض الحالات وشخصياً أقول للسموأل شكراً فقد أثبت أن التحكيم (فيه باقي أمل). * بالعودة للمباراة، فإن محصلتها وسط، حيث لم يكن أكثر المتابعين تشاؤما يتوقع أن يظهر لقاء الفريقين بهذه الصورة السلبية (الباهتة). حين طغى العك الكروي والشد النفسي مع الالتحامات القوية على اللقاء دون مبرر.. كان الأزرق أفضل نسبيا من الأحمر في هذا اللقاء حيث ظهر أكثر من لاعب في المريخ دون المستوى وتحديدا راجي ورمضان وأولفيه وفيصل موسى الذي أنهك وتأخر الجهاز الفني في استبداله ليطرد بالبطاقة الحمراء. *في مباراة الأمس ظهرت أفضلية خط مقدمة الأزرق الهجومية عبر الثنائي كاريكا والمدينة اللذين يتمتعان بالسرعة في المقابل وضح جليا أن دفاع الأزرق به بعض الخلل الذي يجب معالجته قبل مواجهة مازيمبي والثغرات الواضحة في خط ظهر الأزرق والفرص التي وجدها العاجي أولفيه إن أتيحت لهجوم الغربان فإن شباك الأزرق لن ولم تسلم. أوضحتُ أن فريق المريخ قبل قمة الأمس يحتاج لإضافات كبيرة في الأطراف وتحديدا الطرف الشمال وفي خانة صناعة اللعب إلى جانب مهاجم سوبر إلى جانب الثنائي تراوري وأولفيه. *في مباراة الأمس وعلى غير العادة فإن جمهور القمة الذي شهد المباراة من داخل استاد الخرطوم متوسط في حجمه إلى جانب أن تشجيعه لأي منهما -الأحمر أو الأزرق- جاء في فترات متقطعة وهي علة لازمت جمهور الرياضة بالبلاد كثيرا والسبب في تقديري يرجع إلى تراجع مستوى الأداء فنيا وغياب الكرة السلسة والممرحلة. *عموما انتهت قمة نصف الموسم تعادلية ومتوسطة في كل شيء ونامت العاصمة هادئة ومنذ اليوم سيتفرغ الجهازان الفنيان لكتابة تقاريرهما الفنية وتسليمها لقطاعات الكرة فيما يتعلق بالإحلال والإبدال وإن كان الهلال يحتاج للزمن لأنه مقبل على دوري المجموعات فإن الأحمر ستكون أموره واضحة من حيث الزمن ومعرفة الخبير الألماني أوتفيستر بكل صغيرة وكبيرة في فريقه من حيث النقص والخانات ونوعية اللاعبين الذين يحتاجهم لبناء فريق ينافس على البطولات. * نتيجة الأمس جعلت أمر روليت المنافسة في مقدمة الترتيب على ما هو عليه بفارق نقطة بين المتصدر وصاحب المركز الثاني وأبقت على حظوظ الفريقين كبيرة المريخ للمحافظة على اللقب والهلال في مهمة الاسترداد وطرفا القمة سيدخلان مباريات النصف الثاني من الموسم بهذه الوضعية ولكن بقدرة وقوة مختلفة بعد الإعداد والإضافات.