اختارت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس الدبلوماسي حاييم كورين ليكون أول سفير لإسرائيل في دولة جنوب السودان. وقال المتحدث باسم الوزارة يغال بالمور إن حاييم كورين الذي يتحدث العربية ويتقن عدة لهجات سودانية سيكون سفيراً متنقلاً، مقره في القدس. وقام رئيس جنوب السودان سالفا كير في 20 ديسمبر بزيارة قصيرة إلى إسرائيل بعيداً عن الأضواء. وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أمس إن تعيين سفير لأول مرة بدولة جنوب السودان حديثة العهد، يأتي في سياق الجهود الإسرائيلية للوقوف أمام محور الإسلام السياسي الذي بدأ ينتشر بقوة في القرن الإفريقي خاصة عقب فوز الإسلاميين في مصر بالانتخابات البرلمانية الأخيرة بأغلبية ساحقة وكذلك في تونس والمغرب وليبيا. وأضافت الصحيفة العبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل بشكل كبير للغاية على تعميق التحالفات مع الدول المسيحية في القارة الإفريقية، مؤكدة بأن نتنياهو يعمل على إيجاد محور جديد لتعميق التحالف مع الدول المسيحية في القارة السمراء خوفاً من تصاعد الإسلام السياسي في شمال إفريقيا في أعقاب أحداث الربيع العربي وصعود نجم الإسلاميين في مصر. ونقلت معاريف عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع بالحكومة الإسرائيلية قوله: "إن التغييرات التي بدأت في شمال إفريقيا تؤثر أيضاً في باقي دول إفريقيا التي تخشى تعزيز الإسلام الراديكالي ومن تصاعد نفوذه وتأثيره في كامل القارة"، مشيراً إلى أن هذه القضية تحظى باهتمام مشترك بين الدول المسيحية وإسرائيل التي تخشى من تصاعد المد الإسلامى في القارة. وأوضحت معاريف، أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجادور ليبرمان كان قد وعد ممثلين من جنوب السودان قبل بضعة أسابيع بتعيين سفير لإسرائيل غير مقيم في جوبا، لافتة إلى أنه قد قرر الجانبان تشكيل لجنة مشتركة تنظر فى التعاون بين البلدين خلال السنوات المقبلة. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت تطوراً سريعاً بعد إعلان دولة جنوب السودان عن استقلالها ولاقت اعترافاً وترحيباً دولياً، مضيفة بأن إسرائيل أرسلت عدداً من الوفود الرسمية إليها وعرضت تقديم المساعدة في كافة المجالات، وبالمقابل زار رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت إسرائيل نهاية العام الماضي لتعزيز العلاقات ومناقشة قضية مكافحة ظاهرة تسلل الأفارقة إلى إسرائيل. وفي السياق نفسه، قال مصدر دبلوماسي إسرائيلي بارز بالخارجية الإسرائيلية للصحيفة العبرية، "إن التعاون مع دول إفريقية أخرى سيستمر في المستقبل، في ظل النظام العالمي الجديد"، مؤكدًا أن أحد الأهداف المستوعبة في تلك التحالفات هو إحباط الجهود التي تقوم بها إيران حتى في المجال الاقتصادي. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن حراكاً دبلوماسياً شهدته الشهور الماضية من جانب تل أبيب في هذا الاتجاه تمثلت فى زيارات متبادلة واجتماعات تنسقها شعبة إفريقيا في وزارة الخارجية المسؤولة عن تنظيم ومعالجة هذه الزيارات. وأوضحت معاريف، أن من بين المجالات التي يمكن لإسرائيل أن تساعد فيها الدول الإفريقية في هذا الملف، المساعدات العسكرية والأمنية والزراعية والبنية التحتية.