هيئة عمليات جهاز الأمن تفتح أبوابها للإعلام.. قادة قوات الدعم السريع.. محاولة لفك الاشتباك تقرير: محمد البشاري تصوير: أحمد طلب حاجز كبير كسر بالأمس، بعد أن وفدت خطوات عجلى من الصحفيين وكاميراتهم لمباني كان الاقتراب منها ممنوعاً وكذا التصوير. مبنى هيئة العمليات التابع لجهاز الأمن والمخابرات، يعده الكثيرون المقر الأكثر غموضاً. حينما دلفت مع بقية الزملاء إلى هنالك علت مكبرات الصوت بالأناشيد الحماسية والتهليلات والتكبيرات، يقابلها تفاعل كبير من قوات الدعم السريع التي احتشدت أمامنا بكامل عتادها العسكري وأزيائها المموهة. أما المخاطبات فكانت مقرونة بالمشهد نفسه، فقد بعثت أكثر من رسالة بعضها كان مشفراً وبعضها أوضح من شمس نهارات أمس الحارقة في الصيف الحارق. قوات الدعم.. رفع التمام بالخرطوم مشهد القوات الموجودة بموقع الاحتفال، بدا وكأنه ساحة حربية جراء الحماس الطاغي من أفرادها، الذين انتصبوا تحت هجير الشمس، والتي ربما وصلت درجة حرارتها الى(45) درجة مئوية، غير أن عامل الطقس لم يكن له أي تأثير في انخفاض معنويات تلك القوات. هكذا بدا الأمر عندي. أكثر ما كان لافتاً في الحدث اتجاه قوات الدعم السريع الموجودة في الاحتفال تجاه المنصة لتحية أي قائد، مهما كانت الجهة التي يتبع لها، لا يختلف إن كان من ضباط قوات الدعم السريع أو من قيادة جهاز الأمن والمخابرات. تتجلى التحية العسكرية لحظة تقديم القائد للحديث في الاحتفال، وحتى وزيرة تنمية الموارد البشرية إشراقة سيد محمود التي كانت ضيف شرف اللقاء نالت نصيبها من تلك التحية. ما لفت الأنظار هو عدم ظهور القائد الميداني لقوات الدعم السريع، العميد محمد حمدان دقلو الشهير (بحميدتي) خلال اللقاء ببزته العسكرية، وارتدى بدلة كاملة لكنها (مدنية الثياب)، لم تنعكس على كلمته أثناء الاحتفال، حيث أرسل عدة رسائل (عسكرية) في اتجاهات متعددة. أحاديث قادة قوات الدعم السريع ومدير هيئة العمليات بالجهاز ألهبت حماس القوات بشكل طاغٍ ودفعتهم لترديد عبارات من شاكلة "جيب من جوة". حميدتي.. رسائل ساخنة استهلالية الحديث كانت من نصيب القائد الميداني لقوات الدعم السريع العميد محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي بدأ عباراته بالقول: "نحن كلامنا كلام جيش"، ومضى ليضيف: "نحن في مراكز التدريب قبل ما نتحرك قلنا انحنا والناس ديل واطه ما بتشيلنا ونحن الاتنين الأرض ما بتشيلنا ولا خليناها ليهم ولا خلوها لينا هم خلوها لينا"، واتجه ليؤكد أن مدن دارفور وكردفان الآن خالية من التمرد بفضل القوات المسلحة والدعم السريع، وأشار إلى أن التمرد كان موجوداً في ولاية جنوب دارفور في أم قوجة وشرق الجبل، وعمد إلى إغلاق كل الطرق إلى نيالا، وقال إن هذا الأمر لم يحرك الإعلام ولا من سمَّاهم بالمرجفين الآن الذين بدأوا الحديث عقب هزيمة التمرد. واتهم حميدتي المرجفين أو هكذا سمّاهم بأنهم كانوا يراهنون على التمرد لتسليمهم الخرطوم، وأردف: "ونحن بنقول ليهم الخرطوم دي تستلموها بالصناديق لكن رجالة قرقاش ما في ليكم طريقة عبر الصناديق مرحب بيكم ولو جابكم الشعب السوداني مرحب بيكم وبنحييكم لكن غير كده طريقة ما في". حميدتي اقتنص اللقاء كسانحة ليرسل رسائل عبر الإعلام للقوات المسلحة بعدم الاستماع للشائعات والأكاذيب من ما سمّاهم ب(الصعاليك)، الذين نسبوا إليه حديثاً في الوسائط الإلكترونية، ومضى ليؤكد أنه لا يمكن أن يتحدث بكلام في القوات المسلحة، وذهب الرجل إلى أبعد من ذلك حينما قال: "ينقطع اللسان البيتكلم في القوات المسلحة". وشدد حميدتي على أنهم ليسوا أناس كلام أو وسائط ولا يعرف الكتابة في الوسائط. باللهجة الغاضبة.. اللواء عبد العزيز يطالب بالاعتذار قائد قوات الدعم السريع اللواء الركن عباس عبد العزيز الذي انخرط في حديثه بوصفه للعمل التي تقوم به قوات الدعم السريع بأنه عمل صالح وواجب وطني لا أحد يزايد فيه، وأكد أن من يزاود فيه سيذهب إلى مزبلة التاريخ لأن التاريخ لا يرحم، واتجه ليشدد على أن من قدموا أرواحهم رخيصة هم بعيدون كل البعد عن ما نسب إليهم زوراً وبهتاناً، واعتبر من يتحدث هكذا يريد أن يخدم الحركات المتمردة والدوائر التي لها أغراض دنيئة في السودان، لكنه قال إنهم لها بالمرصاد، وأضاف عبد العزيز: "نقول لهم من الذي يزايد على سودانيتنا؟ الذي يهتك الأعراض أم الذي يحرق المباني أم الذي يدمر الطاقة أم الذي ينهب ويسلب أم الذي يبيع ضميره ودينه للأجنبي أم الذي يقدم روحه رخيصة فداء للوطن فمالكم كيف تحكمون؟". وطالب عبد العزيز من انزلقوا وراء الدعاوى الكاذبة بالاعتذار لقوات الدعم السريع اعتذاراً واضحاً لكل الشعب السوداني، مؤكداً أن تلك الادعاءات لن تثنيهم عن واجبهم وسيظلون سهماً للأعداء والمتربصين، ونصح من اتهموا قوات الدعم السريع زوراً وبهتاناً بالتوبة إلى الله، لأن أفراد تلك القوات هم جنود السودان وليسوا جنود حكومة بعينها، وكشف عن أن قواته تتأهب لدخول منطقة أم ستيبة وبعدها منطقة كاودا. وشدد عبد العزيز على أن دارفور خالية من التمرد عدا قطاع الطرق، وزاد: "الدعم السريع موجود في دارفور وكردفان، والآن في الخرطوم مستعد للاتجاه لأي مكان". مدير هيئة العمليات: البرفع إيدو بنقطعا مدير هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات، اللواء علي النصيح القلع، كشف عن أن قوات الدعم السريع تعتبر دائرة من دوائر هيئة العمليات بالجهاز، مشيراً إلى أن أفراد هيئة العمليات كلهم من داخل السودان ومن أم وأب سودانيين وليس بهم أحد من خارج السودان. وأشار القلع إلى أن الجهاز منتشر في كل مكان وأنه قوة منضبطة لا تعتدي على أحد، ودلل على ذلك بقوله إن دائرة التوجيه بالجهاز تعتبر أهم دوائره، لأنها تطلع منسوبيها بأمور دينهم ومعاملاتهم، وأكد أنه لولا الدعم السريع لتبدل الحال عندما كانت قوات التمرد على مشارف أم روابة، مشيراً إلى أن التمرد الآن في الحدود. ومضى القلع ليقول بأنهم يقومون بتأمين البترول بأكثر من(6) آلاف عسكري، بجانب تأمين المدن الكبيرة بالبلاد فضلاً عن وجودهم في الحدود السودانية مع تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى، مبيناً أنهم يساهمون مع الشرطة في تأمين العاصمة بأطوافهم، وسخر من أحاديث البعض عن قوات الدعم السريع التابعة لهيئته عند دحرها للتمرد في مناطق الطويشة واللعيت وكلمندو بأنها تعمل وتعمل، وأردف: "الناس ليه ما اتكلموا لما التمرد دخل الطويشة واللعيت وكلمندو وخرب"، وتابع: "نحن ما بنعمل، ونحن أي عسكري تجاوز الآن في السجن، نحن ما قاعدين نجامل لأنو الظلم ظلمات، دا ديدنّا عشان كده نحن لما نجي نعين في الجهاز بنتحرى عن الزول (6) شهور". إشراقة سيد محمود.. توجيه بالدعم وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل، إشراقة سيد محمود، دفعت بمبلغ مالي كمساهمة من وزارتها لقوات الدعم السريع. إشراقة قالت إنها لم تحضر لموقع الحدث لرؤية القوات، وإنما حضرت لتهنئة تلك القوات بالانتصارات الكاسحة التي حققتها في مسارح العمليات. الوزيرة وجهت كافة مؤسسات الخدمة المدنية بتقديم الدعم اللازم فوراً لقوات الدعم السريع، ودعت إلى أن تكون القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى فوق كل شيء.