سهير عبد الرحيم الخطوط " الشهادة السودانية": (السوداني) تقتحم غرف التصحيح المغلقة استخدام طائرة لإعادة ورقتين فقدتا في دارفور الهاتف الجوال حاضراً في حالات الغش قصة وفاة إحدى المصححات مدير الامتحانات: لا صحة لوجود أخطاء في الجغرافيا و3% أخطاء اللغة العربية المقدمة: لا تكتب داخل هذا المستطيل، عبارة ألفناها مع كل مرحلة دراسية انتقلنا بموجبها إلى مرحلة أخرى، هذه العبارة رأيتها نهار أمس في وضع غير مألوف بالنسبة لي، لقد تم قطعها بعناية ومنحها رقماً ورمزاً سرياً انسحبت بموجبه إلى إحدى الظروف الكبيرة مبتعدة عن الورقة الأصلية درءًا لشبهات اسم الممتحن ومدرسته وولايته حفاظاً على نزاهة تصحيح امتحانات الشهادة السودانية. الكنترول ووسط أجواء حماسية ملتهبة لم تخفف حرارتها أجهزة التكييف المنتشرة على امتداد صالات مبنى تصحيح الامتحانات، جلس أكثر من أربعمائة وخمسين من رجال الكنترول لمراجعة درجات اللغة العربية في امتحانات الشهادة لهذا العام، كل مصححين منهم جلسا قبالة بعضهما البعض تفصل بينهما منضدة أقرب شكلاً إلى منضدة المذاكرة، وضعت فوقها بعناية مجموعة من أوراق الطلاب تخص مادة اللغة العربية. دلفنا إلى القاعة والكل منكب على مراجعة الدرجات، الأوراق البيضاء منحت الكثير من بياضها لرؤوس المصححين فكان الشيب على رؤوسهم يحمل وقار العمر وخبرة التصحيح وربما معاناة الراتب. ممنوع الدخول ووسط إجراءات أمنية مشددة سرنا نحو مكتب مدير الامتحانات، نعبر على كلمات على شاكلة (سري للغاية)، ونتخطى بوابات (ممنوع الدخول). وداخل مكتب مدير امتحانات السودان شاهدنا العمل من خلف الكواليس لإخراج النتيجة بعد كل ما أشيع من معلومات خاصة بالامتحانات وخطأ السؤال فيها، أكد لنا مدير امتحانات السودان الأستاذ / مختار أحمد مختار أن كل شيء مما قيل عار تماماً عن الصحة. مادة الجغرافيا أشار الأستاذ مختار إلى أن التصحيح في مادة الجغرافيا يسير على قدم وساق وإن مستوى إجابات الطلاب ممتازة، نافيا بشدة وجود أخطاء في الأسئلة الخاصة بها، موضحا أن السؤال الأول إجابته بالنص في الكتاب المدرسي صفحة (25) السطر الرابع وأن السؤال الفرعي عن مصفاة البترول قصد منه مصفاة البترول في هجليج وليست أبو جابرة وإن خط الاستواء موقعه صحيح بالرجوع للكتاب ص(124)، أما مدار السرطان فقد كان موقعه صحيحا مع تغيير مساره عبر إفريقيا ناحية الشمال قليلاً وهو أمر لا يربك الطالب في الإجابة خاصة وأن الإجابة لهذا السؤال في هذا العام معطاة في خيارين وذلك بسبب تدني مستوى الطلاب في سؤال الخرائط لأعوام سابقة. وكشف مدير الامتحانات أن لجنة واضعي امتحان مادة الجغرافيا توصلت إلى أن الذي تولى كبر الترويج لوجود أخطاء في امتحان المادة هو كبير الورقة لأعوام كثيرة سابقة حتى العام، 2013م ويحسبون أنها شكوى كيدية وليس للمصلحة العامة. ويمضي في حديثه بالقول إن الهدف هذا العام من التغييرات هو تغيير النمط التقليدي لامتحان الجغرافيا لأسباب تربوية وأكاديمية، مثل الاعتماد على الكتاب المدرسي ومحاربة الملخصات والمذكرات وحصص التركيز و(الاسبتن) والتخمينات والاستفادة من دليل الطالب للامتحان الصادر من المركز القومي للمناهج (المُُهمل من قبل المدارس وأولياء الأمور) وتأكيداً لذلك أوردت اللجنة سؤالين منه هذا العام. اللغة العربية وبخصوص مادة اللغة العربية، تحدث تقرير لجنة واضعي مادة اللغة العربية عن أخطاء حقيقية في الامتحان ولكنها تمثل 3%، ومنها زيادة ألف في كلمة (أبا الخطب .... والصواب أبا لخطب )، وسقوط تاء التأنيث في كلمة التي (كانت) ووجود كسرة تحت الشدة وكسرتان لا واحدة، وأن المفتوحة وردت بين القوسين مكسورة، وهي في النص صحيحة وفي مكان الإجابة صحيحة وهي أخطاء على قلتها (3%) لا تؤثر في إجابات الطلاب . ورقة الإجابة تمر ورقة الإجابة عبر اثني عشر مصححاً ومراجعاً ومدققاً حتى تصل إلى المرحلة الأخيرة وقد بدأ التصحيح بأوراق الجغرافيا واللغة العربية وسيستمر حتى إعلان النتيجة في الأسبوع الثاني من يوليو. وفاة إحدى المصححات مع بداية التصحيح وعقب انتهائها من تصحيح الكثير من الأوراق سقطت إحدى المصححات بعد أن فارقت الحياة وهي تؤدي في رسالتها التربوية حتى آخر لحظة. الغشاشون مجموعة كبيرة من الأوراق ضبطت لطلاب وتم استبعادها لتطلع عليها إدارة الامتحانات المسؤولة عن اتخاذ القرار في حالات الغش، البخرات وسوء السلوك وسب العقيدة واستعمال الهاتف الجوال أبرز ملامح تلك الأوراق. وعلمنا أن الطالب الذي تضبط عنده حالة غش يتم تسجيل المادة (صفر غش) وتظهر هكذا في النتيجة أما الذي يغش في أكثر من مادتين فلا نتيجه له . الملفت في الأمر تقارب نسبة تعاطي الغش بين البنات والأولاد وفي حالة البنات يكثر استعمال الهاتف الجوال تحت الحجاب بعد ربط الطرحة بإحكام وإخفاء السماعات من تحتها والاستماع إلى الإجابات من الطرف الآخر والذي غالباً مايكون طالبا جامعيا. فقدان ورقتين وذكر الأستاذ مختار أنهم فطنوا لفقدان ورقتين تخصان طالبين في امتحان مادة الرياضيات فما كان منهم إلا أن سافروا وعبر الطائرة ومعه مدير التعليم ومدير المرحلة الثانوية ومدير الامتحانات إلى ولاية جنوب دارفور حيث وصلوا إلى مطار نيالا ومن هناك عبر طوف من القوات المسلحة سافروا إلى محلية عد الفرسان ووجدوا الورقتين بحوزة مخفر الشرطة بعد أن تخلفتا بسبب تخزينهما عن طريق الخطأ مع الأوراق الفائضة. من المحررة : عندما خرجنا من مبنى تصحيح امتحانات الشهادة السودانية ظلت عالقة في أذهاننا حركة أقلام التصحيح وهي تروح وتغدو تطلق الإشارة الفيصل صاح خطأ. سهير عبد الرحيم هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته