عضو الوفد الذي التقى المهدي بسجن كوبر فضل السيد عيسى ل(السوداني): الصادق المهدي مصمم على الحوار والمعارضة تنتظر (رد الزيارة) وجدناه بمعنويات عالية وصحة جيدة ووجدنا معه ابنه بشرى في خدمته لم يتحدث عن ظروف اعتقاله ونتوقع الإفراج عنه \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ قال ممثلون لأحزاب معارضة زاروا أمس رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي في محبسه بسجن كوبر إنهم وجدوا المهدي بصحة جيدة وبروح معنوية عالية وإنه مصمم على أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل أزمات البلاد. وجاءت الزيارة بعد يوم واحد من لقاء جَمَعَ الأحزاب مع النائب الأول لرئيس الجمهورية وضعوا على منضدته جملة مطالب من بينها طلب الزيارة نفسها. (السوداني) جلست في حوار قصير مع فضل السيد عيسى شعيب رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي الذي كان من ضمن الوفد الذي زار المهدي وخرجت منه بالإفادات التالية. حوار: عبد الحميد عوض *كيف تمت الزيارة؟ الزيارة تمت بعد لقاءنا بالنائب الأول للرئيس بالقصر الجمهوري أمس الأول، وطلبنا منه كممثلين لآلية الحوار من جانب المعارضة زيارة المهدي. وهذا ما حدث بالأمس، حيث زرناه بكامل المجموعة التي كانت من ضمن الآلية وهي أحزاب الحقيقة الفيدرالي الذي أمثله والمؤتمر الشعبي مثله كمال عمر وحركة الإصلاح الآن مثلها حسن رزق ومنبر الشرق الديمقراطي مثله فضل المولى والحزب الاشتراكي الناصري مثله مصطفى محمود وتحالف قوى الشعب العاملة. *كيف وجدتم الصادق المهدي صحيَّاً ومعنويَّاً؟ وجدناه بصحة جيدة، وكعادته وجدناه صامداً سياسياً، وواقفاً على مواقفه ومبادئه حول قضايا الوطن المحورية، وعلى رأسها قضية الحوار التي قال لنا إنها قضية جوهرية بالنسبة له، ولا يوجد حل لقضايا الوطن إلا بالحوار. *هل تحدث المهدي عن ظروف اعتقاله؟ أبداً أبداً، ولم نسألْه عن ظروفه وهو داخل سجن كوبر، ولعل الرجل لا يكترث لمثل هذه المسائل إطلاقاً. وعرفنا من خلال آخرين أنه يمارس الرياضة وحياته الطبيعية جداً في السجن، والأهم أننا تحدثنا معه حول قضية الحوار، فنحن نحملها بمثلما يحملها هو، ونحن خرجنا بمفهوم ضرورة سيادة الحوار، ومن جانبنا نطالب الحكومة بعدم التراجع عن تهيئة المناخ للحوار بإطلاق الحريات العامة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمحكومين الأسرى، وإيجاد تدابير قانونية فيما يتعلق بحملة السلاح لا سيما المحكومين. *فيما يتعلق بمبادرتكم للرئاسة بإطلاق سراحه على أساس سياسي وليس على أساس قانوني ماذا كان موقف الصادق؟ في هذا الجانب لم يتحدث، ولكنه يفتكر أن المشكلة لو حلت بأيٍّ من الحلول، فالنظام في مشكلة لأن الحريات حدثت فيها انتكاسة ولم يستفض في موضوع اعتقاله شخصياً، ولكنه تحدث عن ظروف الحريات بصورة عامة. هل شعرت بأنه مستعد لاستئناف الحوار عقب قرار حزبه بإيقاف الحوار؟ كان هدفنا إبلاغ المهدي أن حزبه تم اختياره كواحد من السبعة المنسقين للحوار في اللجنة العليا ونحن افتقدناه في هذه الظروف، وأردنا أن نقول له إن الحوار يمر بالظروف السياسية الحالية، ولا يمكن أن يتم في غياب الحريات الصحفية والسياسية وفي ظروف اعتقاله شخصياً، وهو رقم لا يمكن لإنسان أن يتجاوزه على الإطلاق، وظل على الدوام ينادي بالحريات. ألم تجدوا أيَّ مخارجة فيما يتعلق بموضوع اعتقاله؟* الموضوع حسمه ليلة أول أمس النائب الأول لرئيس الجمهورية، بأن الاعتقال سيمضي وفق إجراءات قانونية. هل تتوقع الإفراج عنه؟ نعم نتوقع أن تنتهي الإجراءات في القريب العاجل. *متى؟ هناك تحقيق وتحرٍّ، وهو موضوع له جانب أمني، لكن السياسية حاضرة. أشير فقط إلى أن الموافقة على زيارتنا تمت بتصديق من رئاسة الجمهورية، وهي جهة سياسية، ونعتقد أن الموضوع لو كان قانونياً وجنائياً بحتاً لما وافقت الرئاسة على طلب الزيارة. *كم من الزمن استمرّت زيارتكم؟ حوالي الساعة أو تزيد قليلاً. الزيارة سهلها جهاز الأمن إم إدارة السجن؟ لا أعلم بالترتيبات التي تمت. *هل كان معكم أحد أفراد أسرته ومن كان معه؟ نحن لم نصطحب أحداً من الأسرة، ولكن وجدنا ابنه بشرى كان معه، ولعله كان في خدمته فيما يتعلق بإحضار الطعام والملابس وغيرها من متطلبات الحياة. هل أبلغكم المهدي أي رسالة من داخل السجن؟ لم يقل بلغوا عني، ولكن فهمنا منه أن قضية الحوار قضية أساسية بالنسبة له ولا بديل لها أصلاً، ولكن لا يمكن أن يتم حوار في مثل هذه الظروف. حزب الأمة قال إنكم سرقتم لسانه ولم يرفع اسم المهدي لآلية الحوار؟ نحن لم نسرق لسان حزب الأمة، وإذا شعر بأن هناك جهة سرقت لسانه فيتحدث مع الجهة التي يرى أنها فعلت ذلك، ونحن كآلية لم نسرق لسانه، وكان من الطبيعي أن يكون رئيس حزب الأمة عضواً في الآلية. هل الصادق وافق أن يكون عضواً في الآلية؟ لم نتحدث معه حول هذا الشأن. لماذا؟ لأن البدهي أن كل رؤساء الأحزاب هم أعضاء في الآلية، وحتى وإن لم يكن هو رئيساً لحزب الأمة، فمن باب أولى أن يكون الصادق المهدي عضواً في الآلية. *حتى من بعد تعليق حزب الأمة نشاطه في الآلية والحوار؟ حزب الأمة الآن ليس له نشاط معنا في آلية الحوار. *معنى ذلك رفعتم اسمه أنتم في الآلية؟ نعم، ونحن لا ننكر ذلك. ما هي خطوتكم المقبلة؟ الآن الكرة في ملعب الحكومة لرد الزيارة رداً عملياً في قضايا الحريات السياسية والصحفية، فيما يتعلق بتهيئة المناخ ليبدأ الحوار، ونحن جاهزون لذلك، ولكن لا يمكن أن يقوم الحوار تحت هذا الجو الملبد بالأتربة والسحب، (ولا يمكن أن تعصر شخصاً على خده وتقول له نتفاهم. هذا لا يمكن). هل يمكن أن تواصلوا في الحوار إن استمر المهدي في السجن والأمة ظل موقفاً للحوار؟ هذا ما سنقرره في اجتماع الآلية القادم، ونحن الآن قابلنا رئاسة الجمهورية، وأوصلنا الرسالة التي نعتقد أن يتم الحوار في إطارها، وننتظر الرد وبعده سنجتمع ونقرر هل نستمر في الحوار أم لا نستمر.