محاسن أحمد عبد الله التحرر من وثاق العبودية تدمع عيناك كثيرا وفي بعض الأحيان تصل لدرجة البكاء وأنت تتنقل بين الفضائيات التي تبث ما يعجز اللسان عن وصفه والقلم عن كتابته ومنظر الجثث المترامية للنساء والأطفال تتسيد الموقف ونحيب الرجال الذي يشق صمت العرب والمسلمين المخجل والمخزي, أطفال يموتون بالغاز السام وأسر تتوسد العراء بعد الثراء والنعيم. أحوال (مجهجهة) ومبكية تجعلك تغلق التلفاز لتفاديها أو الانتقال إلى محطة أخرى ذات (طرب وهجيج) تزيل عنك صورة الألم والشقاء الذي يعانيه غيرك في بلدان أخرى أو بجوارك وأنت لا تعلمهم وقد تعلمهم ولكنك تغض الطرف عنهم, لأن (عبارة ليس باليد حيلة) تكون حاضرة وهي (شماعة) كل ضعيف, لتتعمق الهوة وتتسع الفجوة ويكون الوجع فوق حدود الاحتمال. ظللنا نعاني بسبب الأزمة المالية بعد ارتفاع وانهيار سوق العقار وارتفاع أسعار الطاقة, والسبب هو تكلفة الحروب في عدد من الدول والتي تقضي على الأخضر واليابس فضلا عن العمل الاستخباري المكثف للإدارة الأمريكية التي تمددت أذرعها بيننا, كل هذا يسمى بالصرف غير الإنتاجي.. ليبقى السؤال: إلى متى سنظل نترنح ما بين الجوع والفقر والمرض والهزيمة والفكر العقيم والخوف من التقدم لنزع حقوقنا وحرياتنا عنوة وفرض سطوتنا على الآخرين حتى يعلموا أن الله حق. ارتفعت أعداد الجوعى ما يفوق المليار شخص في العالم، وارتفعت نسبة البطالة إلى ما يفوق المائة مليون شخص ولا وجيع ولا مساهمات لبرنامج الغذاء العالمي في الأزمات وخسارة أموال الصناديق السيادية العربية التي أصبحت جعجعة من غير طحين, ليبقى السؤال: ما هي الحلول والمعالجات؟. يجب علينا أن نضع في الاعتبار أنه لن يتحقق التداول بالخطب والشعارات، ولكن عن طريق الانتخابات النزيهة والفائز الحقيقي هو الناخب الذي يتزايد لديه مستوى الوعي كلما ارتفعت درجة حرارة المنافسة السياسية بين الأحزاب. بدون قيد: عزيزي... أتوجس كثيرا في حضرة ما يجمعنا من نقاء وتسامح.. أريد أن اقول لك شيئا.. أنت (جغرافية) حياتي دون تضاريس.