أعلن وزير المالية أنه لا يوجد اتجاه لرفع الدعم عن القمح. وأن الدولة ستستمر في الدعم لمصلحة الفقراء ومحدودي الدخل. انتهى تصريح وزير المالية عند هذا الحد وكنت أتمنى أن لو يستمر ليقول (شريطة أن يذهب الدعم لمستحقيه). ذلك لأن الدعم الحالي يمثل إهداراً لموارد الشعب السوداني حيث تذهب نسبة مقدرة منه لأفواه حوالي 5 ملايين أجنبي يقيمون في بلادنا. فضلاً عن ملايين أخرى من السودانيين لا يحتاجون لهذا الدعم إما لأن القمح لا يشكل الغذاء الرئيس لهم أو لأنهم من المقتدرين الذين لا يحتاجون دعماً لغذائهم. لقد بلغ إجمالي الأداء الفعلي لدعم السلع الإستراتيجية خلال الربع الأول للعام 2014م مبلغ 2195 مليون جنيه بنسبة أداء 135% من الاعتماد النسبي مقارنة بمبلغ 1315 مليون جنيه بنسبة أداء 110% من الاعتماد النسبي لنفس الفترة من العام 2013. أهم سلعة مدعومة هي القمح الذي تعامل مستورداته بسعر خاص للدولار يساوي 2.9 جنيه للدولار في حين السعر الرسمي يساوي 5.7 جنيهات للدولار. إن خفض هذا الدعم بنسبة 25% فقط سيوفر مبلغاً يزيد عن 2 مليار جنيه يمكن تحويله لدعم زراعة القمح المحلي أو دعم وتطوير تجربة الخبز المخلوط (قمح+ذرة) وبالتالي خفض فاتورة استيراد القمح الباهظة تدريجياً. أما كيف يمكننا توجيه الدعم لمستحقيه فهذا يمكن أن يتم عبر البطاقة التموينية. وهي بطاقة ذكية لا تمت بصلة للبطاقة التموينية التقليدية التي نعرف. والتجارب متوفرة في منطقتنا لهذا النوع من التنظيم. ففي مصر أكبر مستورد للقمح في العالم حددت 150 رغيفا للمواطن من الخبز المدعوم بشكل شهري وذلك مع بدء العمل بمنظومة جديدة لتوزيع الخبز بالبطاقات التموينية الذكية بهدف الحد من تهريب الدقيق المدعوم. ويستفيد نحو 67 مليون مواطن من بين أكثر من 86 مليون مواطن يعيشون في مصر حاليا من منظومة دعم المواد التموينية من خلال 18 مليون بطاقة تموينية. ويتسبب هيكل دعم الخبز الحالي في تهريب الكثير من الدقيق المدعوم للسوق الموازية وهو ما يؤدي إلى تضخم فاتورة الدعم دون أن تصل الأموال إلى المستحقين. ويرى وزير التموين السيد حنفي أن النظام الجديد لبيع الخبز "سيحفظ للمواطن كرامته ويوفر المستحقات المالية فورا لأصحاب المخابز من بيع العيش ويحافظ على الدعم المخصص للعيش والبالغ 22 مليار جنيه سنويا من الإهدار والتسرب". أما في الأردن فقد طرحت وزارة الصناعة والتجارة والتموين عطاء البطاقة الذكية، التي ستكون مخصصة لدعم أسعار الخبز الذي يستهلكه الأردنيون، بحسب مصدر حكومي مطلع. وأعلن وزير الصناعة والتجارة والتموين والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور حاتم الحلواني، أن "البطاقة الذكية لن تكلف المواطن أي شيء وهي تمثل محفظة تتضمن فرق الدعم بين 38 قرشا (للسعر الحقيقي) لمادة الخبز و16 قرشا لكيلو غرام الخبز والذي يمثل (سعر البيع) الحالي لكيلو الخبز، فيما سيتم منح المواطن الفرق بين السعرين وهو 22 قرشا للكيلو". وردا على استفسار حول البطاقة الذكية، قال الحلواني إن التوجيهات الملكية واضحة بشأن قوت المواطن ولا مساس بها، لكن الهدر غير المقبول أمر مرفوض. وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أخيرا قال: "إن 130 مليون دينار من دعم الحكومة للخبز تذهب هدرا". وبين أن هنالك 3 ملايين شخص من غير الأردنيين يستفيدون من دعم الخبز، وهذا ما يدفع الحكومة إلى التوصل إلى آلية مباشرة بما لا يمس سعر الخبز. أخي وزير المالية: ليس عيباً إعادة البطاقة التموينية. ونحن في السودان ليس لدينا مشكلة في تشغيل نظام بطاقة تموينية ذكية. لا بد من صنعاء وإن طال السفر. د/ عادل عبد العزيز الفكي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته