تعتبر السياحة اكثر الانشطة الانسانية صلة وارتباطا بالسلام والاستقرار، وفي هذا الصدد اصدرت منظمة السياحة العالمية خلال السنين الماضية، العديد من الشعارات بمناسبة اليوم العالمي للسياحة في السابع والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، تعكس وتؤكد دور السياحة في تحقيق ودعم السلام الداخلي والاقليمى والعالمي وكذلك السياحي في أى مكان، اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الشعارات التالية: السياحة سبيل السلام1963 السياحة جسر للتواصل الانساني 1964م. السلام والاستقرار العمود الفقري للتنمية السياحية 1998م. السياحة أداة للسلام والحوار بين الحضارات عام 1999م. لم ينحصر دور السياحة في تحقيق السلام أو أهمية الاستقرار والسلام بالنسبة للتنمية السياحية فقط، بل تعدى ذلك الى ظهور علم منفصل من علوم السياحة الحديثة وهو علم السلامة والأمان في صناعة السياحة الذي يتناول الكثير من الامور المهمة نتيجة التطور الكبير الذي شهدته الجريمة عموما والجريمة السياحية على وجه الخصوص بسبب التطور التقني والثقافي الذي شهده عالمنا المعاصر خلال العقدين الماضين. العلم المذكور يتحدث عن أهمية السلامة والأمان في صناعة السياحة والدور الكبير الذي تلعبه السياحة في تحقيق السلام الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال تنمية وتطوير حركة السياحة الداخلية. وكذلك دور السياحة في تقوية ودعم العلاقات بين مناطق الاقليم الواحد من خلال تنمية وتطوير السياحة البينية والسياحة الاقليمية وايضا هناك دور السياحة في تحقيق السلام العالمي من خلال التواصل وتقوية العلاقات، وانشاء الصداقات بين شعوب العالم. قبل بضعة شهور خلال فعاليات الدورة المدرسية بولاية النيل النيل الأزرق نبهت الى غياب السياحة عن الدورة المذكورة، وتحدثت عن أهمية التوعية السياحية بين جمهور الطلاب باعتبار انهم قادة المستقبل، وتحدثت أيضا عن غياب السياحة عن فعاليات المؤتمرات والملتقيات الشبابية رغم أن جمهور الشباب والاشبال صار يحظى بأنماط سياحية مهمة جدا وهي سياحة الشباب، وسياحة الاشبال (8-12سنة). نأمل أن تتحول السياسات التقليدية للجهاز السياحي القومي وإدارات السياحة في الولايات الى سياسات وأنشطة حديثة تواكب المستجدات والتنافس الأقليمى والعالمي، لان السياحي صناعة تقوم على الابداع والابتكار والتجديد، وأن يكون توجيه الأخ ابراهيم محمود وزير الزراعة الاتحادي لوزراء الزراعية بالولايات لاقامة مهرجانات سنوية لفاكهة المانجو كضربة بداية لإحداث سياحية جاذبة غير تقليدية مثل مهرجانات للتراث الشعبي وحياة البادية، وسياحة الخريف، ومهرجانات لحصاد التمور، وفاكهة القريب، والكركدي والسمسم، والصمغ العربي، أعياد انتاج السكر، ومهرجانات دولية لسباقات الهجن والزوارق والتجديف والتزحلق فوق الماء في النيل وغيرها، آخذين في الاعتبار أن السودان يذخر بموارد وإمكانات سياحية كثيرة ومتنوعة، ولديه تجارب ثرة في تنظيم أعياد الحصاد والانتاج وبرامج السياحة الداخلية خلال فترة السبعينات والثمانينات، آملين أن يستفاد من ايجابياتها في تحقيق السلام الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية، وتنمية وتطوير حركة السياحة الداخلية، لان المهرجانات وأعياد الحصاد والانتاج هي أحداث سياحية جماهيرية مهمة واداة إعلامية فعالة ومؤثرة في الترويج السياحي إضافة لدورها الكبير في التوعية السياحية وتفعيل وتحريك كل الانشطة والصناعات الرئيسية والفرعية المتصلة بصناعة السياحة، والله الموفق. عثمان ابراهيم محمد- خبير سياحي مدير سابق لإدارات الإعلام/ الرقابة/ التدريب بوزارة السياحة الاتحادية