المهرجانات السياحية التي أقامتها بعض الولايات خلال الفترة الماضية بدءاً بمهرجان السياحة والتسوق ببورتسودان، مروراً بالمهرجان النوبي بوادي حلفا، والمهرجان السياحي بمدينة شندي، وانتهاء بالمهرجان الثقافي السياحي الثالث بكسلا، الذي بدأت فعالياته في الثاني من هذا الشهر.. كما تستضيف العاصمة القومية للبلاد هذه الأيام مهرجان السودان للسياحة والتسوق تحت رعاية وزارة السياحة والحياة البرية، وإشراف الإدارة العامة للآثار والسياحة بولاية الخرطوم.. كل ذلك يمثل خطوة إيجابية وضرورية من أجل رفع معدلات الوعي السياحي بين المواطنين، والترويج للموارد والامكانات السياحية التي تزخر بها ولايات السودان، فالمهرجانات السياحية بجانب ذلك تلعب دوراً مهماً في تنمية وتطوير السياحة الداخلية، التي تعتبر الركيزة الأساسية للتنمية السياحية، فإذا لم تجهز بيتك لا يمكنك دعوة الآخرين، إضافة لدور السياحة الداخلية في تدعيم وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق السلم الداخلي،، ونشر ثقافة السياحة والإعلام والتعريف بربوع البلاد.. كما تساهم المهرجانات السياحية في خلق رواج اقتصادي في المنطقة من خلال تفعيل وتحريك كل المنشآت السياحية، والصناعات الرئيسية والفرعية المتصلة بصناعة السياحة، وهي تتجاوز اربعمائة وخمسين صناعة، مما يضاعف من حجم الضرائب والرسوم، آخذين في الاعتبار أن المهرجانات تصنف وتعرف بأنها أحداث سياحية جماهيرية تؤمها أعداد غفيرة من المشاهدين والمشاركين والمنظمين والإعلاميين وغيرهم.. وتساهم المهرجانات أيضاً في زيادة فرص العمالة بالنسبة للمواطنين، بالإضافة لتسويق وترويج المنتجات الريفية من صناعات يدوية، ومنتجات ألبان، ولحوم، وخضر وفاكهة، وغيرها.. وتعتبر أيضاً متنفساً مهماً لسكان المنطقة خاصة في حالة المهرجانات التي تشمل أنشطة وأحداثاً تتعلق بالأسر والأطفال. في إطار الاستعدادات لاستقبال مهرجان السودان للسياحة والتسوق في منتصف الشهر الجاري، انعقد بدار الشرطة ببري مساء السبت30-3-2013م المنتدى السياحي حول الخروج برؤية قومية واستراتيجية بشأن المهرجانات السياحية.. وخرج المنتدى بتوصيات ومقترحات هادفة تساهم في تنمية وتطوير السياحة السودانية.. تتمثل في الآتي: أولا: تكملة التشريعات السياحية المنظمة للنشاط السياحي في البلاد، وذلك باصدار اللوائح التالية: - لائحة لتنظيم خدمات الإرشاد السياحي -لائحة لخدمات النقل السياحي -لائحة وضوابط بشأن الاحتياجات السياحية - قانون قومي لحماية المناطق السياحية والأثرية من المد الزراعي والصناعي والعمراني. ثانياً: الاسراع بتكوين مجالس تنمية السياحة في الولايات إنفاذاً لتوصيات الاجتماع التنسيقي الخامس للولاة، حتى يبدأ النشاط من القاعدة وهي الولايات. ثالثاً: تكوين المجلس الأعلى للسياحة كآلية قومية تنسيقية، وذلك عقب تكوين مجالس الولايات حتى يسهل تمثيلها مع فعاليات القطاع الخاص السياحي والاتحادات القومية، الرياضية، والفنية، والمهنية، والثقافية، وكل الأجهزة ذات الصلة بالتنمية السياحية، بغرض إحكام التنسيق وتفعيل مبادئ الشراكة في صناعة السياحة. رابعاً: العمل على قيام الهيئة القومية لتنشيط السياحة، ومشاركة ومساهمة القطاع الخاص السياحي في وضع سياستها وخططها، وبرامجها المتعلقة بالترويج السياحي في المجالات التالية: - الإعلان عن السياحة السودانية في المجلات، والصحف العالمية، والقنوات الفضائية الدولية، وتخصيص موقع في الانترنت، وإرسال بعثات إشهار سياحي للأسواق المصدرة، وإقامة أسابيع سياحية، وإصدار ملاحق بالصحف المحلية والأجنبية. - عمل أقراص ممغنطة CDS وطباعة مطبقات وخرائط، وأدلة سياحية بلغات عالمية مختلفة. - دعوة كبار منظمي الرحلات السياحية لزيارة البلاد. - دعوة كبار المستثمرين لزيارة البلاد وذلك من منطلق أن القطاع الخاص السياحي هو المستفيد الأول عند ازدهار السياحة في البلاد. خامساً: العمل على إصدار تقويم سياحي يساعد منظمو الرحلات في الداخل والخارج على معرفة نوع ومكان وتاريخ إقامة الحدث السياحي كسباقات الهجن،أعياد الحصاد والانتاج، معارض الزهور، الأحداث والمناسبات الدينية،والرياضية والفنية وغيرها. سادساً: الاهتمام بسياحة الخريف كنمط جديد متميز يمكن أن تقدمه وتنافس به السياحة السودانية، في بعض الولايات الآمنة، ذات معدلات الأمطار العالية، وشبكة الطرق البرية كولايتي القضارف وشمال كردفان (المرحلة الأولى). سابعاً: الاهتمام بمناطق العلاج الطبيعي في عكاشة والقعوب «مرحلة أولى» الحامية روتوكي في جبل مرة، وسلو في وادي ازوم في المستقبل، والاستعانة والاستفادة من تجارب بعض الدول الصديقة في هذا الخصوص كتركيا وتونس والصين وغيرها. ثامناً: العمل على تطبيق سياسة التكريم والتحفيز بالنسبة للمبدعين والمميزين في مجالات الخدمات السياحية، وذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي للسياحة كل عام، وذلك من أجل تشجيع وتحفيز الآخرين للارتقاء بمستوى الخدمات السياحية في كل ولايات البلاد. تاسعاً: السعي لإعلان العام القادم 2014 عاماً للسياحة في السودان، على أن تبدأ الاستعدادات لهذا الحدث المهم منذ الآن على مستوى المركز والولايات، وسفاراتنا، وأندية الجاليات السودانية، ومجلس الصداقة الشعبية... أخيراً.. نأمل أن تشهد كل ولايات البلاد حراكاً سياحياً في مجال تنظيم المهرجانات السياحية، وأن نشهد قريباً إنفاذا للتوصيات والمقترحات الهادفة المذكورة.. والله الموفق. خبير سياحي