*اليوم تنطلق مباريات نهائيات كاس العالم في البرازيل بمباراة الافتتاح التي تجمع منتخب البرازيل بنظيره الكرواتي في مونديال عالمي ولكن للأسف سيشاهده أناس محددون ليس لغياب المتعة ولكن لأن قاطني الكرة الارضية أغلبهم من الفقراء مع أنهم مدمني كرة القدم. هؤلاء الفقراء اصطدمت آمالهم وطموحاتهم بطمع واستغلال القنوات الناقلة الحصرية لمباريات المونديال مع أنها مناسبة عالمية تأتي مرة واحدة كل اربع سنوات. *أغلب جماهير الرياضة بالعالم الثالث ومعظم جمهور الرياضة ببلدنا السودان لم يتمكنوا من شراء جهاز وكارت الاستقبال ) bean sport (الجزيرة الرياضية سابقا والذي فاق سعر الجهاز والكرت مجتمعين كل طاقات ومجهودات الغلابة من أبناء بلادي وهنالك الكثيرون من الاشخاص في العالم مثلنا تماما واصبحت على يقين بان الغالبية ستحرم من متابعة المونديال. كرة القدم ايها السادة عنوانها المحبة والسلام والتعايش الاخوي بين جميع الشعوب بعيداً عن النزاعات مهما كانت فضلاً عن تنافسها الشريف وحلمها الجميل الذي يسطر امنيات الوصول الى النجومية كما وصل اليها الآخرون وتمنيات يتطلع اليها الكثيرون. * سابقا تحتم على الرياضيين في كافة أنحاء العالم منذ مونديال المانيا عام 2006، الاشتراك في قنوات تلفزيونية خاصة لمشاهدة مباريات أهم بطولة كروية ورياضية على الإطلاق، وامتد الأمر ليشمل كل المسابقات المهمة الأخرى مثل البطولات القارية للمنتخبات، ودوري أبطال أوروبا ودوري ابطال افريقيا وغيره من الدوريات الاخرى. لقد ابتعدت الرياضة عن مفهومها العام واصبحت تجارة ومصدراً لكسب الاموال على حساب الآخرين وهذا الامر يتحمله الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا " بعد ان منح حقوق النقل التلفزيوني لوسيلة اعلام تجارية واحدة اسهمت بمنع الملايين من عشاق الساحرة المستديرة من متابعة معشوقتهم. *إن قرار بيع حقوق النقل لمباريات كاس العالم كان من المفترض أن يواجه برفض الجمعية العمومية للاتحاد الدولي "فيفا" للغبن والحرمان الذي ستتعرض له مجموعات كبيرة على الكرة الارضية من الفقراء إما بإلزام الحاصل على حقوق البث ان يطلب مبالغ رمزية مقابل ذلك على أن يتمكن الجميع من مشاهدة المباريات، ولعل هنالك الكثير من شعوب العالم تبحث عن المحطات الارضية التي تبث المباريات بالمجان من دون التركيز على البرامج الأخرى المصاحبة للمونديال. للأسف اصبحت القنوات التلفزيونية بفعل حصرية البث وبتساهل من الفيفا تشاركنا في قوتنا اليومي. عموما لنا وللفقراء جميعا كما يقول المثل السوداني المعروف(لينا الله وعيشة السوق).