الحوار الوطني.. قفزة جديدة تقرير: عبد الباسط إدريس بتوجيه من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير استخدم وزير العدل سلطاته بشطب البلاغ رقم (2402) والذي يواجه فيه الاتهام زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، وهو البلاغ الذي بسببه أودع المهدي سجن كوبر على ذمة التحقيقات وموضوع الاتهام يتعلق بتصريحات أدلى بها رئيس حزب الأمة في حق قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن الوطني. خطوة إطلاق سراح المهدي أمس وجدت إشادات واسعة من قبل المجتمع السياسي في البلاد، وتوقعت قيادات بارزة بالقوى السياسية ومراقبون أن يكون لإطلاق سراح المهدي أثر كبير في مسيرة الحوار الوطني الشامل وإعادة البلاد لأجواء السادس من أبريل الماضي تاريخ خطاب رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وما تبعها من حراك مدني وسياسي، ضمن مناخات عامة للحوار. صفقة سياسية الحقيقة التي لا جدال حولها أن إلقاء القبض على الصادق المهدي أربك المشهد السياسي عامة ومشهد الحوار الوطني بصورة خاصة، لحسابات أن الإمام الصادق المهدي ظل من أقرب الحلفاء للحكومة، ومن الفاعلين الرئيسيين في عملية الحوار الوطني والدعوة إليه، حتى أن هذا الموقف وضع المهدي أمام عاصفة من الانتقادات من قبل ما تسمي نفسها بقوى –التغيير الثوري - القائم على إسقاط النظام بالقوتين المدنية والعسكرية ومن بعض رموز الأحزاب السياسية، وقد تجلت كل تلك المواقف باتهام الرجل في مهادنة الحكومة التي يقودها المؤتمر الوطني، بجانب اتهام آخر بالسعي لإحباط قوى التغيير لحسابات مصلحية لا تمتُّ لتطلعات حتى جماهير حزبه، ولعل تلك المواقف هي التي جعلت كثير من المراقبين يرتابون من سجن الصادق المهدي. وبالأمس القريب جرى إطلاق سراح الرجل لتعود من جديد أحاديث الحوار التي انتعشت وربما تنتعش أكثر خلال الأيام القادمة، وهنا يقول المحلل السياسي د.حمد عمر حاوي في تعليقه ل(السوداني) إن عملية إطلاق سراح المهدي تمت بصفقة إن لم نقل صفقات، ويشير إلى أن العملية جرت في جو فيه قدر كبير من الودية ما بين المؤتمر الوطني وحزب الأمة القومي، واستدل بالبيان الذي صدر بتوقيع رئيس الهيئة المركزية للحزب علي قيلوب ويرى عمر حاوي أن فيه تراجعاً كبيراً عن الأقوال السابقة للحزب، وأضاف قائلاً: "أعتقد أن إطلاق سراحه سيؤثر على الحوار والدفع به لطالما أن هناك صفقة تمت". الشعبي.. حوار مختلف حزب المؤتمر الشعبي قال إن القاء القبض على الإمام الصادق المهدي "عطل" الحوار في الفترة الماضية. وقال الحزب على لسان أمينه السياسي كمال عمر عبد السلام ل(السوداني) إن جميع الأحزاب تحولت للحوار من أجل إطلاق سراح الإمام الصادق المهدي. ويؤكد كمال عمر أن إطلاق سراح الإمام الصادق يعد مكسباً كبيراً جداً لمناخ الحوار الوطني، وتمنى لو أن الخطوة تبعتها خطوات أخرى لإحداث انفراج كامل في المناخ السياسي للبلاد، ويمهد الطريق لانطلاق الحوار الوطني، الذي قال إن له أعداءً كثراً بالداخل والخارج. الوطني: إطلاق سراح يمهد للحوار حزب المؤتمر الوطني هو الآخر رحب بإطلاق سراح زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي. وقال القيادي بالحزب حامد ممتاز ل(السوداني) إن حزبه يرحب بالخطوة الجريئة والشجاعة التي قامت بها الحكومة بإطلاق سراح المهدي مؤكداً أن تلك الخطوة سيكون لها الأثر الإيجابي على المناخ السياسي، بجانب أنها ستكون مواكبة لمسيرة الحوار الوطني الشامل بوصفه حواراً مجتمعياً لكل القوى السياسية والمجتمع السوداني، وشدد على أن اللاعبين السياسيين في الحوار سيكون لهم أثر إيجابي على المناخ السياسي بالبلاد، وجدد الدعوة لكل القوى السياسية للمضي قدماً في مسيرة الحوار الوطني بحسبانه الوسيلة المثلى للاستقرار السياسي، والذي ينبغي على جميع الأطراف السياسية العمل على تدعيمه والعمل على إيقاف النزاعات المسلحة والتوافق على دستور دائم وثوابت وطنية.