المحلل السياسي حسن إسماعيل ل(السوداني): الصادق المهدي استفاد من الاعتقال المهدي أزعجه دخول الترابي للحوار وحاول "فرملة"الأمر على غير ما توقع الكثيرون الذين استندوا على تمسك الرجل بالحوار الوطني حتى وهو حبيس بداخل سجن كوبر، الا أن زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي انقلب يوم امس مائة وثمانين درجة وترجم مواقفه الجديدة في خطاب القاه بخطبة الجمعة بمسجد السيد عبدالرحمن المهدي في ام درمان.. الاشتراطات الجديدة التي أذاعها المهدي للحكومة في الهواء الطلق وضعت الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام حول موقف الرجل، هل هو متمسك بالحوار ويناور فقط عبر تلك الاشتراطات الجديدة؟ ام أن الصادق لا يريد التراجع ولكنه فقط يمارس دور المرشد في تفريغ مشاعر الغاضبين في حزبه؟ وغيرها من التساؤلات المتناسلة التي طرحتها (السوداني) على المحلل السياسي والخبير المختص في شؤون حزب الأمة والانصار حسن إسماعيل سيد أحمد.. معاً لافاداته في هذا الحوار القصير. * برأيك ماهي الخيارات التي أمام الصادق المهدي؟ ليس لديه خيار غير الحوار وقد ظل في فترة من الفترات متمسكا بالحوار ولكنه تفاجأ بدخول حسن الترابي على الخط، والصادق يعتقد أن مجيء الترابي للحوار لسببين الاول هو نتيجة للضعف الذي اصاب المؤتمر الشعبي جراء مشاكله الحزبية والتنظيمية وهجرة الكثير من كوادره للمؤتمر الوطني، والسبب الثاني الذي يرى الصادق المهدي انه دفع الترابي للحوار هو محاولة الاخير ملء الفراغ داخل القصر الجمهوري عقب خروج نافع وعلي عثمان. ودخول الترابي للحوار ازعج الصادق المهدي بشكل او بآخر لان بينهما غيرة وحساسية تاريخية وقديمة. * هل الصادق المهدي يناور بتحركاته هذه؟ الصادق المهدي يرى اذا مضى الحوار باقتراح الترابي برئاسة الرئيس البشير للجنة (7+7) للحوار انه اذا شعر بنفوذ اكبر سيفرمل الحوار وقد صرح بأنه لن يسمح بتقارب الاسلاميين وسيعمل على ايقاف هذا التقارب بكل ما يملك من قوة لانه يرى أن ذلك التقارب لن يكون في مصلحة التحول الديمقراطي في البلاد، ويرى الصادق المهدي أن خروجه سيجعل صورة المسرح تقارباً بين الاسلاميين وليس حواراً.. والآن الصادق المهدي رفع من سقف اشتراطاته وهو يريد من ذلك ضمانات وحتى الذين التقوا به في المعتقل كان يعكس لهم هذه المخاوف الامر الآخر هو أن هناك صراعا بين الصادق المهدي وحسن الترابي على الحركات المسلحة واثارة المهدي لموضوع قوات الدعم السريع لتقريب المسافة بينه والحركات المسلحة. * هل استفاد المهدي من تجربة اعتقاله؟ بالتأكيد استفاد من الزخم الذي صاحب اعتقاله، وداخلياً عمل على فرملة مشاكل الحزب وتيار التغيير، لان الاخير كان له برنامج عمل تم تعطيله، وخارج الحزب وقف الاتهامات التي كانت تثار ضده بالتسارع نحو الحوار، ووجه رسالة قوية للمؤتمر الوطني انه متى ما شعر بعدم اطمئنان بشأن قومية الحوار الوطني فإنه سينسحب. وهذه كلها مناورات لان الصادق المهدي ليس له حزب معداً الآن للمواجهة، كما انه نفسياً ليس مع مسألة المواجهة. * هناك لقاء ثلاثي أحمد المهدي لجانب الصادق ومبارك كيف تقرأ هذا اللقاء؟ هذا اللقاء تم بدعوة وجهها أحمد المهدي الذي يحاول منذ فترة أن يلعب دوراً ابوياً لشؤون الانصار ولم يكن أمام الصادق المهدي رفضها ولكن اعتقد انها لا تتجاوز اطارها الاسري والاجتماعي بأي حال. * ألا تكون هذه محاولة لعودة مبارك للحزب؟ في هذا الظرف (لا) لان الصادق المهدي باعتقاله وخروجه وما وجده من زخم تراجع موضوع تيار التغيير والصادق المهدي غير حريص على هذه المسألة.