بقلم/ عبد الرحيم المبارك علي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته ما لكم لا تناصرون ؟! حينما يكون الضغط الإسلامي هو الغائب الوحيد في كل ما يمارس على الحركات الإسلامية في الوطن العربي، فلابد أن يكون هنالك (شيء ما) في الدول العربية واجب التحري والتصحيح، والضغط الذي أعنيه يتجاوز التصريحات والإدانة وبيانات الشجب والاستنكار واستمطار اللعنات على الظلمة المعتدين، لقد كان مدهشاً وصف هذه الحركات بالإرهاب، ولعلنا نذكر في هذا الصدد قول المولى عز وجل (ترهبون به عدو الله ...) إما المفارقة المحيرة، فهي أن الأنظمة العربية لا تتسم بذلك القدر المبالغ فيه من الهدوء وبرود الأعصاب إلا عندما يتعلق الأمر بعناصر حركة الإسلام ويكون العدوان صادر من طرف أجنبي، أما إذا كان المساس بالطرف قد وقع من جانب آخر عربي، فسرعان ما ينفذ الصبر وتهب العواصف الهوجاء، فتنطلق البيانات الملتهبة، وتتوتر الحدود، وتتقلص الوشائج واحدة تلو الأخرى، ولسنا بحاجة إلى استدعاء النماذج التي تدل على صحة ما تقول ..فالذاكره العربية حافلة بأمثال تلك الصفحات المحزنة، وليت الأثر الناشئ عن وقوع الخلاف يقف عند هذا الحد، ولكنه يتجاوزه وينعكس مباشرة على تضييع مصالح الجموع وإهدار حقوقهم، وما كان للأجنبي ان يمارس هذا الصلف في المنطقه العربية، إذا لم يكن على ثقه من أنه يواجه جبهة ممزقة وحافلة بالشروخ والتصدعات، بذات القدر أحسب أن مختلف صور العدوان التي تصب على حركة الإسلام في تونس، أو ما يلقاه الإخوان في مصر، أو ما تتعرض له الجماعات الإسلامية في ليبيا، وصولاً إلى مأساة المسلمين في سوريا، ما كان لها أن تقع لو أن الأجنبي الذي يقارف تلك الأعمال أدرك أن للعالم العربي وزناً يعمل له حساب أو إرادة ذات صوت مسموع. لا نستطيع أن نحمل كامل المسؤولية جامعة الدول العربية إزاء التراخي الظاهر حول الهموم والمحن التي تتنزل على الحركات الإسلامية كل حين، فهي مقيدة بإطار إرادات حكومات الدول الأعضاء فيها، تقوي بقوة تلك الإرادات وتضعف بضعفها، ولكن على منظمات المجتمع المدني أن لا تسكت وتستسلم .. وتترك أمرها لغيرها .. ليس من المعقول أن يكون الوطن العربي مثل ذلك الحجم والوزن، وتظل فاعليته مثل ذلك الضعف .. مالكم لا تناصرون ؟!وعن (العمل الطوعي) سنحكي باذن الله تعالى .