قبل يومين يفجر موسيقي قنبلة من العيار الثقيل وهو يؤكد في حوار على هذه الصحيفة أن مدير قناة فضائية شهير قام بإيقاف برنامجه بحجة ان الفتيات العاملات معه في فريق البرنامج (شينات).!...و....(السماحة) اليوم تصبح وبأمر بعض قادة الاعلام المرئي في البلاد من المطلوبات لاستيفاء (شروط البث).! وقبيل سنوات يخبرني مطرب شاب صاحب صوت قوي ومميز بأنه ابتعد عن الظهور في القنوات الفضائية السودانية لأنه استمع الى أحد صناع القرار في فضائية شهيرة ومشاهدة جداً وهو يهمس لمدير البرامج قبيل عرض حلقته قائلاً له: (ياخي انتو مالقيتو غير الفنان الشين دا).! وشاعر مرموق يهاتفني ذات صباح ليلومني على انتقادي الحاد لفنانة شابة، وعندما أسأله: (يااستاذ...ياخي الزولة دي ماعندها علاقة بالغناء)، يجيبني بمكر وخبث كبيرين: (آي صاح هي ماعندها علاقة بالغناء...بس سمحة ياخي).! ومن القصص الشهيرة جداً التى ترويها مجالس الفن، قصة ذلك الموسيقار الكبير والذى سئل ذات يوم عن رأيه بصراحة في (صوت) احدى المطربات، فرد عليهم بسرعة: (والله احلى حاجة في صوت الفنانة دي...عيونها)، و....(عيوني وعيونك...اسباب لوعتي).! والكارثة اليوم لم تعد تتمثل في (توطين) بعض قادة الاعلام المرئي لجزئية (السماحة) كعنصر اساسي لإفراد المساحات ومنح الاضواء، الكارثة اليوم تتمثل في لهث الفتيات الجنوني خلف كل مستحضرات التجميل لتحقيق تلك (السماحة)، والقناعة الراسخة التى باتت لدى معظمهن ان (السماحة) نفسها باتت تمثل (جواز مرور) لتحقيق كل الأهداف المرجوة والأماني المستحيلة.! غريب أمر الأنثى السودانية، حباها الله بكل خصال الجمال الرباني الطبيعي (الخالي من ثاني اكسيد الكريمات)، لكنها تصر على تشويه ذلك الجمال، باذلة من اجل ذلك جهدها ووقتها ومالها وكل مالديها من طاقة في سبيل ذلك، وغريب بالمقابل امر بعض قادة العمل الاعلامي المرئي في البلاد وهم يصرون على منح صاحبة البشرة البيضاء (اسبوتنق) للمرور من امتحانات المعاينات، بينما الأخريات تنتابهن هواجس الرسوب حتى قبيل دخول الامتحان نفسه.! جدعة: قبل مدة قال مدير قناة النيل الازرق حسن فضل المولى إن بعض المذيعات السمراوات اللاتي تقوم القناة بضمهن إليها (يتغير لونهن فجأة)، وإفادة الجنرال خطيرة جداً وتعكس الكثير من واقع الحال ومن خطورة تلك (القناعة) التى باتت تتزايد داخل أدمغة الفتيات وهي تصور لهن (اللون) كمعوض أساسي عن الثقافة والحضور والموهبة والتلقائية، وأخيراً نقول: (عزيزتي...أنتِ أجمل بكثير مما تظنين...وإن كنت تحلمين بالانضمام لفضائية فهذا لايعني ضرورة انضمامك الى صاحبات الألوان الممسوخة والبشرة المسلوخة).! شربكة أخيرة: أخاف أن يأتي علينا زمان نردد فيه خلف الشاعر (المغمور) محي الدين خوجلي قصيدته (المعطوبة) التى أسماها (ابيض اللون) وتحديداً ذلك المقطع (الهلامي) الذى يقول فيه وبكل اريحية: (مالي أرى كرعيك هاويات وكأنك في تاني دور).!