تمكنت وزارة النفط وبجدارة من حشد أكثر من (52) شركة نفط عالمية في الملتقى العالمي لترويج المربعات غير المرخصة، الذي بدأت فعالياته أمس الاحد بفندق السلام روتانا بالخرطوم والذي تستمر انشطته حتى نهاية يناير الجاري يتم خلالها تمليكهم المعلومات التي يحتاجونها والتي على اساسها يتم اتخاذ قرار الاستثمار وملء استمارة العطاءات وتسليمها بعد انقضاء هذه الفترة، والتي يتوقع أن تلحق خلالها شركات لم تحضر الجلسة الافتتاحية. حرصت على حضور الجلسة الافتتاحية، من اجل تفرس الوجوه ومعرفة وقائع اليوم الاول، فكانت المفاجأة أن شركة أمريكية كانت حضوراً من بين الشركات المشاركة بحسب توقيعات الحاضرين، بجانب شركات كندية، واسترالية، وبريطانية، وبرازيلية، وفيتنامية، ومن الصين، والهند، وماليزيا، والكويت والامارات، وغيرها من الدول، الامر الذي يؤكد أن الاستثمار لا يعرف الحدود ولا العداوات السياسية. واظن انه لهذا السبب قال د.عوض الجاز وزير النفط لدى مخاطبته فاتحة الملتقى، انهم لا يعتمدون في فرز عطاءات المتقدمين برأي مسبق سلبي كان أم ايجابي، وانما يعتمدون على المقدرة الفنية والمالية والخبرات في المجال المعني، وانهم لا يعترضون قبول اي دولة للاستثمار في البلاد. ومن خلال اللقاءات العابرة مع بعض المستثمرين الذين جاءوا السودان لاول مرة تبين لي أن الانطباع الخارجي عن السودان، سيء إلى درجة أن كل القادمين اليه لاول مرة يندهشون من مشاهداتهم بعد خروجهم من المطار مباشرة، ليبدأوا رحلة تغيير انطباعاتهم المسبقة، ولذلك يصعب عليك أن تمسك منهم رأيا قاطعا يصفون به ما يعايشونه، ولكن جميع من قابلتهم ابدوا استحسانهم للملتقى، وانهم لم يتوقعوا انه كذلك، كما أن هناك حماسا عاليا من بعضهم للاستثمار في هذا البلد. صحيح أن هناك كثيرا من المؤتمرات والملتقيات المشابهة عقدت بالخرطوم وتفرقت، ثم تبخرت بلا شيء، وبلا عائد ملموس على عامة الناس، كما يبدو حتى الآن، ولكن هذا الملتقى قد يختلف عن سابقاته، لانه مؤتمر تسويق مباشر (يفتح الله، ويستر الله) وفي النهاية تكون هناك نتيجة معلومة للجميع بعد الفترة المضروبة للتسوق، والامل يحدونا أن تدخل صناعة النفط هذه المرة شركات نفط عالمية راكزة، وتدخل معها، احدث تقنية في صناعة النفط في العالم.