هل ستردد شعوب دول الربيع العربي أغنية فنان أفريقيا الأول وردي عليه رحمة الله من كلمات جيلي عبد المنعم . لم يكن إلا لقاءً وافترقنا كالفراشات على نار الهوى جئنا إليها واحترقنا . ذلك على الديمقراطية التي بحثت عنها في ثورات الربيع العربي .فكان أن شاعت الفوضى وعم الخراب في الكثير منها ، الذي ضرب أحيانا بعض البنيات التحتية في هذه الدول، وتعطلت كثير من المشاريع والخدمات. كان طيفا وخيالا ورؤى ثم ودعنا الأماني وأفقنا فعلى ماذا أفاقت دول الربيع العربي على التعددية والديمقراطية أم على الخراب والدمار. لقد كانت أسباب هذه الثورات الأساسية تتمثل في انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المعيشية . نجحت الثورات بالإطاحة بأربعة أنظمة ، فبعد الثورة التونسية استطاعت الثورة المصرية اسقاط الرئيس السابق محمد حسني مبارك ثم قامت الثورة اليمنية بإسقاط نظام الرئيس على عبد الله صالح والكل يعلم مصير الرئيس الليبي السابق معمرالقذافي. تميزت هذه الثورات بظهور هتاف ظهر لأول مرة الشعب يريد اسقاط النظام. إن من الغفلة التعويل على الأجهزة الأمنية في قيام وتماسك الأنظمة السياسية العربية فلقد كشفت الاحتجاجات الشعبية العربية عن هشاشة البنية السياسية العربية التي انهارت بمجرد انهيارالمؤسسة الأمنية وكأن القمع هو الذي يحمي تماسكها الشكلي. مما أشاع كثير من الفوضى ووفر الظروف المناسبة لتنامي دور العامل الخارجي في التدخل بحجة حل النزاعات الداخلية للدول . لذا أن من الأصوب بناء الأنظمة السياسية على الديمقراطية والحريات والتبادل السلمي للسلطة والمشاركة السياسية والتمسك بالحوار وتقبل الآخر . لتتجنب هذه الدول هذه الفوضى والفتن في المستقبل والخراب الذي ضرب بالبنيات التحتية لبعض هذه الدول .إن الدول العربية سترفض التدخل الخارجي لو كانت استفادت أساساً من دروس التجربة العراقية بعد الاحتلال الأميركي عام2003 . حيث ساعدت هذه التجربة في التعرف على حقيقة الموقف الأميركي من تطبيق الديمقراطية ومصلحة الشعوب العربية إضافة إلى تنامي الطائفية وأشياء أخرى في بناء الدولة العراقية على أسس انهيار التشكيلة الاجتماعية الوطنية. كانت المجتمعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حالة من الاستقرار النسبي خلال العقدين الماضيين، وإن لم تكون ديمقراطية بالضرورة. ولقد حافظت بعض الأنظمة القائمة على وضع سياسي مستبد، مسيطرة على الاحتجاجات الشعبية التي كانت تندلع بين الفينة والأخرى عن طريق القمع أو الإصلاحات السطحية. وما كان لأحد أن يتوقع انفجار عدد من الدول العربية وانهيار الأنظمة القائمة فيها بتلك الصورة المذهلة كما حدث عام 2011. كذلك لم يتوقع احد التغيرات واسعة النطاق التي أعقبت ذلك، والمتمثلة أساسا في الإطاحة برؤساء دول واندلاع حروب، وما نتج عنها من أزمات إنسانية واقتصادية ولقد اتسمت دول الثورات العربية عموما بالفوضى، وفي أحوال كثيرة بالعنف، بعدما كانت تتسم بسيادة الديكتاتوريات والطغاة. واليوم تشهد سوريا أشنع أعمال عنف ارتكبها رئيس دول شعبه في التاريخ الحديث.وتوقعات كبيرة بانقسام سوريا الى دويلات وتعم ليبيا الفوضى أما مصر فظلت يشوبها الاضطراب وعنف الشارع لما يربو على ثلاث سنوات. وحتى في حالات النجاح النسبي مثلما حدث في تونس واليمن، ما زالت هناك عراقيل تعترض سبيل معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصاد الراكد وبناء عليه تحوّل الكثير من التفاؤل الذي عبّر عنه المتابعون في بداية ما يسمّى بالربيع العربي الى الحذر بل الى اليأس . كل ماحدث في المنطقة العربية كان من نتائج أوهام تلك السياسة العربية، فلم يستطيع زعماء تلك الدول قراءة الأحداث قراءة صحيحة والإستجابة لها . فيرى كثير من المحللين أن التغيرات الحادثة سوف يكون لها تأثير طويل الأمد.كما سيترك تغيرا في الخريطة الجغرافية، فالجغرافيا تتغير وممارسة النخب السياسية باقية كما هي.مما لأشك فيه أن شعوب هذه الدول ستكمل بقية الأغنية مع الراحل محمد وردي بالذي أودع في عينيك إلهاما وسحرا والذي أبدع فيك الحسن اشراقا وطهرا لا تدعني للأسى يدفعنى مدا وجزرا أثقلت كفي الضراعات وما تقبل عذرا يا حبيبا بت أشكو حرقة الوجد اليه وتوسلت نذرت العمر قربانا لديه ماله لو عاد والقلب رهين بيديه وعيوني ظامئات للهوى من مقلتيه يا لقلبي عاد من بعد النوى يطوي شراعا بالهوى يبعث في الروح حنينا واندفاعا مرحبا يا شوق أغمرني شجونا والتياعا فوداعا للذي شيدته بين الضلوع فتداعى