نال (القعوي) -ومفرده (قعوية) بالعامية السودانية أو بالعربية الفصحى (ضفدعة) وجمعها ضفادع- شهرة واسعة النطاق بعد تصريح لوزير الصحة بولاية الخرطوم بروفسور مأمون حميدة عندما طالبه بعض النواب في مجلس تشريعي ولاية الخرطوم ببدء حملة (رش) مكافحة لتلافي الآثار السالبة للفيضانات، فرد قائلاً: (البعوض والذباب ديل حقِّنَّنَا وممكن نكافحهم لكن الضفادع دي ما تبعنا وحقوا الشعب يستفيد منها وهي بالمناسبة بروتينات مفيدة). وحظي التصريح بردود فعل واسعة النطاق في (الأسافير)، وهناك من اعتبروه تصريحاً مستفزاً للوزير، بأنه يطالب السودانيين بأكل (القعوي)، فانبرى عضو هيئة علماء السودان محمد هاشم الحكيم في صفحته على الفيسبوك وأفتى بأن أكل لحوم الضفادع حرام وقال: (الضفادع ليست بحرية، بل برمائية، وأكلها وقتلها حرام). حميدة قال أمس الأول حسب ما حملت الصحف بعد الحملة الشرسة التي تعرض لها في المواقع الإلكترونية إنه لم يدعُ الشعب السوداني إلى أكل الضفادع، وترك الاستفادة منها على العموم. وأن حديثه حمل أكثر مما يجب في الوسائط الصحافية والمواقع الإسفيرية. ودخل على الخط الخبير المتخصص في عالم الحيوان بروفسور محمد عبد الله الريح بأن الضفادع السودانية غير صالحة للأكل لأن التي تؤكل وهي من نوع آخر اسمه «رانا اسيكولنتا» لها أرجل ضخمة جداً ولا يؤكل منه إلا الأرجل فقط ويعتبر من أرقى الوجبات في فرنسا وبعض الدول. وأوضح بروفسور محمد عبد الله الريح أن بالسودان نوعين من الضفادع أحدهما أملس يمكن أن يؤكل من الأرجل ولكنه ضعيف ونوع آخر له غدة سامة في رأسه لا يصلح للأكل، ويستخدم في التشريح بالمعامل، والطيور لا تأكل هذا النوع من الضفادع لأن جلدها خشن وتسمى الضفدعة (العلجوم). في الحالة (الضفدعية) دي الواحد بقى متحير يصدق منو، لكن كلام بروفسور محمد عبد الله الريح هو الأقرب إلى التصديق لأن (الراجل خبير)، وأجمل حاجة في تعليقه (عجبتني) أنه كرعين (القعوي) حقنا ضعيفة ذكرتني (بكرعين لعيبة كورتنا). أما الوزير حميدة الذي يصر على ضرورة الاستفادة من البروتينات التي يحملها (القعوي)، نحتاج إلى تصريح آخر يوضح كيفية الاستفادة منها يعملوها (شورية، شاورما، يشووها، يسلقوها)، وبما أنه الوزير قال إنه ما دعا الناس لأكل (القعوي) لكنه طالب بالاستفادة من (بروتيناتها)، لكن فنفترض أنه (كلام هيئة علماء السودان وبروفسور محمد عبد الله الريح)، شلناه ورميناه في البحر وحاولنا نعمل وجبة (قعوي)، بالتأكيد حتكون الوجبة عايزة زيت (عشان تكون مسبكة)، لكن (الزيت جيب الناس الزيت)، بعد ارتفاع سعر رطل الزيت إلى (16) جنيهاً، القعوي المسكين دا خلّوه في حاله (شوفوا قصة الزيت دا). ومن هذا المنبر اطمأن جيوش (القعوي) التي تنادي (قاق قاق قاق) في أحياء الخرطوم حيث المياه الراكدة بأنها لن يصيبها أي مكروه، لأنه بصراحة الناس عشان أسعار الزيت ما حتقرب ليها (قعوية) للكلفة الباهظة للوجبة، ونؤكد لجيوش (القعوي) أنها ستقضي أيامها كخريف أي عام وتعزف (السيمفونية مساء كل يوم قاق قاق قاق) دون أي إزعاج من بني البشر، و(كية في أي زول ماعاجبو الكلام دا) حتى تنشف البرك بفعل (الشمس) والحمد لله رب العالمين إنه البلد دي فيها شمس (ياما إنت كريم يا رب) لو ما كدا (كان الرماد كال حماد).