(رغبات) الأسر تهزم (أمنيات) الطلاب الخرطوم: إسراء - منى كشفت جولة (فلاشات) وسط الطلاب المتقدمين للجامعات السودانية لهذا العام، عن اتجاه كبير لهم للتقديم للتخصصات التي ترغب فيها أسرهم، بخلاف المعتاد والمتعارف عليه في تقديم الطالب لرغبته في الدراسة، ذلك الأمر الذي قد يجعل الكثير من علامات الاستفهام تتسارع لتصل إلى نقطة مهمة للغاية وهي: (لماذا يدرس الطلاب بحسب رغبة أسرهم وليس عبر رغبتهم الشخصية؟). أحسن لي: الطالب علي محمد قال ل(فلاشات) إن رغبته كانت دراسة الطب، ولكن رغبة أسرته كانت تدور حول كلية الصيدلة، ويضيف أنه خضع لرغبة أسرته، وعن سؤاله عن سبب ذلك قال ضاحكاً: (والله ما عارف.. بس أنا شفت إني أسمع كلامهم أحسن لي).! خوف من الحرمان: أما الطالبة إيمان محمد فقد قالت إن رغبتها الأساسية كانت دراسة السكرتارية، وأضافت أنها أحرزت نسبة 4،79% وهي درجة كافية كانت ستتيح لها تحقيق رغبتها لكنها فوجئت برفض عام من الأسرة لذلك التخصص، بينما أشارت لها الأسرة بأن تقوم بالتقديم لتخصص البنوك والتمويل، وأضافت: (رضخت لرغبة أسرتي خوفاً من حرماني من دراسة الجامعة).! لست وحدي: أما الطالب عابدين أحمد فقد قال إن أسرته رفضت تماماً فكرة دراسته وتقديمه لكلية الفنون الجميلة بحجة أنه لن يجد وظيفة في المستقبل، وقال إنهم ضغطوا عليه بصورة كبيرة ليقوم بالتقديم لتخصص إدارة الأعمال، ويضيف: (رضحت لهم.. ولكني سأعود في المستقبل لدراسة الفنون الجميلة)، وزاد: (لست وحدي من حرم من رغبته في التخصص الذي يريده.. هنالك الكثيرون من أصدقائي قاموا بدراسة تخصصات لا تتناسب معهم على الإطلاق). أسباب خضوع: الخريج الجامعي أزهري الفاتح يقول ل(فلاشات) حول الموضوع إن هنالك أسباباً عدة تدفع الطلاب للرضوخ لرغبة أسرهم فيما يتعلق بالتخصص الجامعي، وأهمها إحساس الطالب بأنه مديون للأسرة ومطالب بسماع كلمتها لأنها من تقوم بدفع مصاريف الجامعة له وقد تعرضه مخالفة أوامرهم إلى حرمانه من الدراسة، ويضيف: (أنا شخصياً كنت أتمنى أن أدرس علوم طيران.. ولكنني وجدت نفسي في النهاية أرضح لرغبة شقيقي الأكبر وأقوم بدراسة الإعلام وذلك بعد أن اقنع كل الأسرة أن الإعلام له ألف نافذة يمكن أن أعمل من خلالها). ويختتم أزهري ضاحكاً: (أنا هسي خريج.. وما لاقي شغل.. طيب الحصل دا البيتحملو منو؟).