مستقبل الأبناء ما بين رغباتهم وقرارات أسرهم معلمة تناشد الأسر.. وأبناء يصرخون طالبة: تمسكت برأيي واخترت التخصص الذي يناسبني استطلاع/ مني مصطفي عبد الباسط يعتقد بعض الابناء ان مصيرهم ورغباتهم تحددها طموحات وتوجيهات آبائهم وان سلطة الآباء لم تتغير باختلاف الاجيال وتبدل المفاهيم. بل ان عدداً من الابناء اكد ان قرارات اسرهم هي بمثابة القوانين التي لا يمكن تجاوزها او حتي التراجع عنها، وهذا ما دفع ببعضهم لابداء تخوفه على مستقبله المهني. وقبل ذلك نوع التخصص الذي يدرسه في الجامعة.. الواقع يقول ان هناك طلاباً ضحوا بمستقبلهم الاكاديمي ارضاءً لرغبات اسرهم وبعضهم تمكن من اكمال دراسته الجامعية، والآخر لم يقوَ على ذلك. قدر كافٍ من الحريات طالبت الاستاذة فاطمة عبدالقادر الريح الاسر بضرورة منح قدر كافٍ من الحريات لابنائها ومساعدتهم في تحديد اختياراتهم ومساعدتهم على تكوين وجهات نظر خاصة بهم. ولفتت النظر الى اهمية عدم قتل طموحات الابناء والاصرار على تنفيذ رغبات الاب او الام.. وقالت فاطمة انه من المهم جداً ان نعرف لماذا تصر بعض الاسر على فرض آرائها على ابنائها كخطوة اولى مهمة تسبق وضع الحلول المناسبة على انها اعتبرت ان عملية تبادل وجهات النظر وقبول الرأي الآخر مهمة جداً وان ذلك يقود الابن او الطالب للاقتناع اما بوجهة نظر الاسرة او بوجهة نظره الخاصة وان كل يساعد في تبني قرارات سليمة تدفع الطالب نحو النجا. بالمقابل فقد اكدت الاستاذة فاطمة ان الضغوط التي تمارسها الاسر تجاه ابناءها تؤدي الى حدوث نتائج عكسية سلبية وان اهم هذه النتائج هي ادراك الابن بان حياته بلا هدف وتموت فيه رغبة تحقيق الذات مع احتمالية تعرضه لضغوط امامه الطريق للاصابة بعدد من الامراض النفسية. رغبات الأبناء: محمد مصطفى خريج جامعي.. لم يذهب بعيداً عن ما قالته الاستاذة محاسن فهو يعتقد ان عملية اختيار المجال او التخصص الاكاديمي تتوقف على رغبة الطالب وتطرقه بغض النظر عن نوع التخصص. وقال ان على الوالدين ادراك هذه النقطة جيداً. ولم يرَ محمد مصطفى اي حرج في ان تناقش الاسرة ابنها الطالب في مسألة التخصص مع ضرورة ألا تحاول الاسرة فرض رأيها على ابنها تفادياً لأية مشاكل او عقبات قد تواجه الطالب مستقبلاً. ووجه محمد رسالة للاسر ناشدهم فيها باتاحة الفرصة امام ابناءهم لاختيار دراستهم الاكاديمية وألا ينظروا للشهادة الجامعية والتخصص الاكاديمي نظرة مادية بحتة، مثلما هو سائد الآن. الحياة العملية: اما الطالبة راحيل مصطفي، جامعة ام درمان الاسلامية، فقد اشارت الى ان الرغبة هي التي تحدد اتجاهاً لطالب او الطالبة في الحياة بصورة عامة وعلى رأس ذلك الحياة العملية، لجهة ان التخصص الذي سيدرسه الطالب سيحدد مجالة العملي، بهذا فقد رأت اهمية ان يختار الطالب مجال تخصصه وفق امكانياته. لكن راحيل ابدت ايضاً اهتماماً بالنصح والارشاد الذي يمكن للاسرة ان تقدمه لابنائها، وقالت: الاسرة حريصة على مصلحة ابنائها وتمتلك خبرات تراكمية تعزز عمليات الاختيار السليم. وبالمقابل فقد شددت على ضرورة ألا تمارس الاسر اي نوع من انواع التسلط، بأن تصر على رأيها. وقالت انا اخترت التخصص الذي يناسبني ولم اجد اية معارضة من الاسرة، بل على العكس كانوا مقتنعين تماماً باختياري وكان هذا هو مدخلي نحو بلوغ النجاح من ناحية اكاديمية..راحيل ذكرت بأنها لو لم تختار تخصصها بنفسها، فإنه لم يكن بمقدروها تحقيق اي نجاح سواء في الجانب العلمي او العملي، وتابعت«بكل تأكيد فإن الرغبة عامل مهم له تأثير مباشر في عمليات تحقيق النجاح او احراز اي تقدم، واختيار التخصص له تأثير في الحياة العملية. فاذا لم يكن الشخص قد اختار تخصصه بنفسه، لن يحقق اي نجاح عملي ولن يكون متحمساً له وربما يكون متسيباً ما يعرضه لفقدان وظيفته. افكار صحيحة: واعابت تسنيم عبدالحفيظ عثمان على الاسر اعتقادها ان افكارها ووجهات نظرها هي الصحيحة وان افكار الابناء هي خاطئة وان كل قراراتها هي الافضل لمستقبل ابناءها على اعتبار ان هذه القرارات هي المدخل الوحيد للوظيفة المناسبة التي تساعد الابن على تحقيق طموحاته. تسنيم اوضحت بان رغبة الابن هي الاساس الذي يبني مستقبله ويحقق له النجاح ومن ثم السعادة العملية وانها لكل ذلك عارضت رأي اسرتها واختارت التخصص الذي يناسبها لكنها كانت حريصة على اقناعهم بوجهة نظرها. ضغوط نفسية: واتفقت معها صفاء صلاح الطالبة بجامعة النيلين. صفاء قالت انها كانت تتمنى دراسة الهندسة لكن النسبة التي تحصلت عليها لم تمكنها من تحقيق رغبتها. وعوضاً عن ذلك اختارت تخصصاً آخر.. واكدت صفاء ان دراستها للاحصاء ستساعدها على تحقيق طموحاتها وبناء مستقبلها بالرغم من انها كانت الرغبة الثانية. وقالت«بعد حصولي على البكالريوس اود الحصول على الماجستير وانا اعمل في مجال تخصصي. صفاء اشارت الى انها نست تماماً رغبتها الاولى وانها سعيدة الآن تماماً. وناشدت صفاء صلاح الاسر بترك حرية الاختيار لابنائهم وألا يمارسوا اية ضغوط عليهم، ورأت ان الحوار البناء مهم جداً لتبادل وجهات النظر.