الشيخ النيل أبوقرون في قول صريح ل(السوداني ) : *بيان مجموعة أبي حمزة مجرد ارتزاق ،ولن يرهبني ويغير في نهجي يقول الشيخ النيل أبوقرون إن سقف أفكاره واجتهاداته المكتوبة وغير المكتوبة تهدف إلى تنزيه الذات المحمدية من مناقص ألصقها بها الموروث من مصادر النقل أو ألبسها له المفهوم الخاطئ للنص، فالنص كما يقول وحده المقدس لا المفهوم ولا التفسير. وينفي النيل عن نفسه جملة وتفصيلاً فرضية تمذهبه الشيعي، ذلك الاتهام (الفتوي) الذي ظل يلاحقه في حله وترحاله، بل يمضي أبوقرون -خريج كلية القانون والقاضي والوزير السابق - في حواره هذا مع السوداني - إلي الاستدلال بنقاط خلافه مع المذهب الشيعي المتهم به أصلاً ، وفي نفس الوقت ينفي أن يكون قد وجه إساءة إلى صحابي أو صحابية طوال مسيرته الفكرية. ويسخر أبوقرون - الذي التقيته في (منزلته) بقرية أبوقرون بمنطقة شرق النيل- ممن وصفوه بالزندقة أو طالبوا بمحاكمته بتهمة الردة، بل يقول (ما أصعب وأخطر من يتصدى للفتوى اعتماداً على أنه من رابطة العلماء الشرعيين أو رابطة كبار العلماء الشرعيين ثم يشرع للناس من الدين ما لم يأذن به الله ويكفر به أقوامًا ويدخل به النار من يريد إدخاله كأنه وكيل عن الله). الحوار مع الرجل تشعب وتفرع، لكن ابتدأ من آخر المستجدات المتعلقة بشخصه: حوار : عبد الحميد عوض * عبد الحي يوسف وصفني ب (الزندقة) وتفسيره يدل على جهله أو كذبه. *(.....) هذه هي القصة الكاملة لزيارة شبشة، والمذهب الشيعي ليست حبوب (ببلعوها) لم أتابع قضية مريم - أبرار وحكم الردة خطأ * *قوانين الشريعة الإسلامية في 83 لم تكن بها نص عن الردة، والقضاة جاءوا من عندهم بإعدام محمود محمد طه * لهذه الأسباب أنا ضد الدولة الدينية ومع الدولة المدنية *أصدرت مجموعة مجهولة بياناً وضعتك ضمن قائمة أنت في المرتبة الثانية فيها بعد أبرار الهادي المحكوم عليها بالردة قبيل إطلق سراحها، وهددتك المجموعة شخصياً بتصفيتك جسدياً كيف قرأت البيان ؟ وهل أثر فيك ؟ لا، لا لم يؤثر هذا البيان فيّ بشيءٍ ، لأني مؤمن تمام الإيمان بأن لكل أجل كتاب والموت واحد، والقدر محدد، والتهديدات ومثل هذا الكلام لايهزني ولايؤثر في عقديتي ولا في نهجي. *لكني لا حظت وأنا أهم بالدخول عليك بعض التحصين الأمني، بابان حديدان مغلقان بقوة، ثم سلم ومدخل آخر، أليس في ذلك ما يؤكد وجود ترتيبات أمنية حتى ولو أنها جاءت من حواريك ؟ الله سبحانه وتعالى، قال خذوا حذركم ، والإنسان مطلوب منه الاحتراز لكن هذا ليس معناه أنني خائف. *وهل زاد الحذر بعد بيان جماعة أبي حمزة ؟ لا، إطلاقا بل هذه الإجراءات قديمة جداً، أنا لا أخشى إنسان ولا مجموعة ولا غيرهما. *إذن ما هو تفسيرك للبيان موضوعياً ؟ في رأيي هذا البيان عبارة عن وهن فكري (بس) ، وضعف فكري وفيه ارتزاق من تلك المجموعة. *ارتزاق لأي جهة تقصد ؟ الجهات التي تؤيد التكفيريين أيًا كانوا ، هذا أمر اعتدنا عليه منذ أن بدأنا مشروعنا هذا. *هل تقصد دول أم مجموعات ؟ إن كانت دولاً أو مجموعات، كلاهما على حد سواء. *ألا تستطيع أن تسمي ؟ لا لن أسمي ، التسميات قد تؤدي إلى اتهامات، والاتهامات تحتاج إلى أشياء محددة. *هل ترى العمل الموجه ضدك خارجي أكثر من كونه داخلي ؟أم العكس ؟ خارجي وداخلي. *ألم تتخذ أي إجراءات قانونية حيال هذا البيان؟ أو حتى طالبت الدولة بتوفير أكبر قدر من الحماية لشخصك ؟ أنا لن أطالب الدولة بأي شيء ، والدولة مفروض تهتم هي بحماية المواطنين وحقوقهم وتحمي المجتمع بصورة عامة، لكن شخصياً لم أطلب منها شيئاً. *هل تعتقد أن الدولة تقوم بذلك الدور ؟ والله ليس لدى علم (ما عارف) * الا تعلم حتى بالنسبة لحالتك هذه ؟ لا أعلم، وليس هنالك شيء محسوس. *هل تعرضت من قبل لمحاولة اعتداء او اغتيال ؟ لا،إطلاقاً. *كيف تفسر رفض مواطنين في مدينة شبشة بولاية النيل الأبيض قدومك إلى المدينة ؟ (شوف) كل مسيد فيه خلافات داخلية، كل مسيد كل مسيد (كررها) كل المساجد الموجودة بها خلافات داخلية ، سمانية قادرية في الشمال والجنوب كلهم، وفي شبشة عندهم مشاكل بين أخويين يتنازعان على خلافة واحدة، كما هو الحال عندنا نحن في أبوقرون، عندنا واحد يتهمنا بالتشيع، ويشتمنا في الصحف، أعود لقصة شبشة حيث وجهت لنا دعوة من أحد المشايخ في شبشة أحد أبناء الشيخ برير مما أزعج الآخر والذي ظن أن تلك الدعوة تقلل من قيمته وقدره وترفع من قدر الآخر لاعتقاده أنه الخليفة الأول وكان يجب أن تكون الدعوة عبره هو ، وحصل هنا الاختلاف وخشينا إذا ذهبنا أن تزيد الفرقة والشتات بينهما، بقرارة نفسي آثرت عدم الذهاب إلى هنالك درءًا للفتنة. * لكن ما جاء في الصحف غير ذلك، حيث قيل إن هنالك مواطنين تظاهروا رفضاً للزيارة باعتبارها جزءاً من أدواتك لنشر المذهب الشيعي في السودان ؟ وهل المذهب الشيعي مجرد حبوب يعطوها للناس (يبلعوها) =يضحك= ويواصل: نحن كنا نفكر في الزيارة ومدعوين بدعوة من الشيخ البصري، لكن الشيخ الآخر هو الذي اعترض باعتبار أن الزيارة ستقلل منه وترفع قدر الشيخ الآخر، هذا هو كل الموضوع. *الأجهزة الأمنية حسب ما جاء في الأخبار هي التي منعت الزيارة استجابة لمطالب المتظاهرين، فهل اتصلت بك الأجهزة الأمنية وطلبت منك عدم القدوم لشبشة ؟ لالا لم تتصل بي أبداً، وليس هنالك أحد اتصل بي ، بل أنا الذي قررت أن لا أذهب. *نعود إلى بيان مجموعة أبي حمزة ، هي وضعتك ضمن قائمة ضمن المحكوم عليهم بالردة أبرار يوسف و موسى هلال و صلاح عووضة و محمد المرضي التجاني وغيرهم، هل هنالك أي علاقة تجمعك بالمجموعة المذكورة أو أي رابط ؟ لا، لا، لا ، وهذا يدل على أن هؤلاء الذين يكتبون البيانات يصوغونها بلا أي حجج أو منطق، بل قالوا عن واحد من المجموعة إنه شيعي، وفي نفس الوقت اتهموه بأنه ضد آل البيت، وأضافوا من عندهم تهمة ثالثة بأنه ملحد، فبالله عليكم كيف يكون الشخص شيعي وضد آل البيت وملحد، أليس ذلك منطقاً أعوجاً. *سؤالي قائم هل لديك أية علاقة بأي واحد منهم ؟ هم شخصيات عامة. *هل تعتقد أن في الأمر ثمة جوانب سياسية تربط بينكم كمجموعة ؟ أنا أفتكر أن كل ذلك كان خواء فكرياً (بس). * أعود معك إلى قضية أبرار الهادي أو مريم إبرهيم في الرواية الأخرى، أنت في القائمة في مرتبة بعدها، كيف كنت تنظر إلى القضية في تجلياتها القانونية والدينية؟ من ناحية قانونية لم أطلع على القضية ، ولا على الحيثيات والتحريات لذا لن أستطيع أن أحكم. *لكن ماذا تقول عن حكم الردة ؟ حكم الردة خطأ، الردة أصلاً ما واردة *لكن في عام 1983 ، أنت كنت واحد من الذين شرعوا واستنوا قوانين الشريعة أو التي يعرفها البعض بقوانين سبتمبر ، ألم يكن فيها رده ؟ إطلاقًا، ما كان فيها ردة، أنا فعلا واحد من المشرعين الأساسيين أؤكد لك لم يكن فيها أي مادة تنص على الردة ، حتى الحكم الذي صدر في حق الأستاذ محمود محمد طه بالردة، كان حكم حكم به القضاة من عندهم ، وأدخلوا الردة من عندهم ، وأكرر جازماً لم تكن في قوانين 83 ردة. *إذن لماذا صمتم على الحكم بأعدام محمود محمد طه بالردة؟ نعمل شنو نستأنف يعني. لا كنتم مسؤولون بارزون في رئاسة الجمهورية ؟* نحن كنا نعتقد أن القضاء مستقل. *أنت مشرع رئيس لتلك القوانين، وجزمت بتنفيذ خاطئ للقانون الذي وضعته في قضية كبيرة كهذه، ألم تبرز أي احتجاج للرئيس نميري على ذلك الخطأ ؟ أنا لن أتدخل في شؤون القضاء، أنا قاضي لمدة خمسة عشر عاماً ما كان مني أن أتدخل في عمل قاضٍ آخر. *لكن الحكم نفسه جاء إلى رئاسة الجمهورية للإجازة ، وكان بحاجة لتوقيع نميري ، في تلك اللحظة ألم تكن سانحة للتدخل لأنه تحول من قضائي إلى تنفيذي ؟ أنا ليس لي علاقة بالحكم، أنا مشرع ؟ *أكرر كنت قريباً من نميري ألم يستشيركم ألم تحتجوا لتوقفوا إعدام محمود ؟ حبيبي ، أي قضية تذهب بقنوات قضائية عادية حتى المحكمة العليا بعد ذلك تذهب لرئاسة الجمهورية أنا لا أتدخل في حكم قضائي. *هل أفهم إنك ضد إعدام محمود محمد طه ؟ بقولك (القانون الوضعتو أنا لم يكن فيه ردة) *أنا أسألك الآن هل أنت الآن ضد أو مع إعدام محمود ؟ وأنا برد عليك أن القانون الذي وضعته ليس فيه ردة. *أعيد السؤال بشكل آخر هل الحكم علي محمود كان صحيحاً ؟ لم يكن صحيحاً. *طيب إذا كانت الأجهزة القضائية في دولة أنت وزير فيها تعمل خارج القانون هل هذا ليس كافٍ لأن تبدي اعتراضاً أو موقفاً آخر بما في ذلك الاستقالة؟ يا أخي حرية القضاء هي الأساس عندي ، ما ممكن أتدخل في حكم قاضي وأقول له حكم غلط أو ما صاح. *لكن من جانبك، هل كنت تعتقد أن القوانين التي شاركت في التشريع لها هي قوانين شريعة إسلامية؟ جداً. *لكن في كتاباتك الأخيرة، ظللت تدعو إلي قيام الدولة المدنية: أليس في ذلك تناقض مع موقفك بالمشاركة في وضع قوانين الشريعة أو ما عرف بقوانين سبتمبر وما بين ما تدعو له من دولة مدنية؟ (أبدًا) ، لأن الناس عندهم فهم خاطئ ، بفتكروا لما تطبق الشريعة أن الحاكم يتحول إلى الشريعة نفسها، بالعكس التطبيق الحقيقي للشريعة الإسلامية يتساوى أمام القانون فيه الحاكم والغفير. *وتطبيقها في العام 83 هل كان بالمفهوم الذي تتحدث عنه ام بمفهوم آخر ؟ التطبيق في عام 1983 ، القضاة لم يستوعبوا بداية تطبيق التشريع وأي تشريع في بدأية تطبيقه تحدث فيه الأخطاء لأنه لا سوابق قضائية يعتمدوا عليها. *وإذا طلب منك المشاركة في قوانين جديدة .. تضع قوانين.. هل ستكون نفس قوانين سبتمبر ؟ هي قوانين الشريعة، وليس قوانين سبتمبر، نحن ما قمنا به هو تقنين للشريعة الإسلامية وبالتأكيد ما في أي زول بقدر يحصر ذلك التقنين عند فهمه هو . *هل يمكن أن تكررها ؟ هي موجودة أصلاً *عن أبرار مرة أخرى والضجة التي أثيرت حول ردتها من عدمها، هل تخيلت يومًا من الأيام أن تكون في مكانها متهماً بالردة ؟ لا لا . *رغم المطالبات المتكررة بمحاكمتك وأبرزها من عبد الحي يوسف الذي اعتبرك مجرد (زنديق) ؟ عبد الحي يوسف هذا قال إن النيل زنديق وكلمة زنديق فسرها خطأ إما قصده الكذب على الناس أو يكون جاهل بمعنى كلمة زنديق فإنسان مثل هذا هل يمكن أن يعتبر عالم حتى يطالب بشرعية ثانية. ( نواصل)