2014م جرت العادة أن نحتفي باليوم العالمي للسياحة كل عام في نفس اليوم المخصص له وهو السابع والعشرين من شهر سبتمبر، ولكن شعار هذا العام 2014م يختلف عن الشعارات الماضية من حيث الأهمية والمضمون. شعار هذا العام يتكون من محورين هما: السياحة والتنمية المجتمعية/ منظمات المجتمع المدني داعم هام للتنمية السياحية فيما يختص بالشق الأول من الشعار، أعتقد أن السياحة تلعب دورا كبيرا وبارزا في التواصل الإنساني، وتحقيق السلام، وتعزيز الوحدة الوطنية، كما تقوم بتخفيف حدة الفقر وتحقيق التوافق الاجتماعي في أي مكان. لا شك أن السياحة تساهم أيضا في توفير فرص العمل للمواطنين، وتسويق المنتجات الريفية من صناعات تذكارية ومنتجات ألبان وخضر ولحوم وفاكهة وغيرها. ويساهم عائد النشاط السياحي في تجميل المدن وإصحاح البيئة، ويمكن الحكومات من رصف الطرق وتوفير كافة الخدمات الأساسية التي يحتاج لها الإنسان المعاصر من مياه نقية وطاقة وصحة وأمن وتعليم وغيره. وتنمي السياحة في النفوس مشاعر الولاء للوطن إلى جانب احترام الأوطان الأخرى. كما تربي الأجيال على حب الطبيعة والاعتزاز بالموارد والإمكانات السياحية في بلادهم وحمايتها من التلوث والتدمير. وتحفز أيضا الأفراد والجماعات على التمسك والدفاع عن حقوقهم في السفر والانتقال والاستمتاع بأوقات الفراغ والعيش في عالم يسوده السلام والحرية. كما إن السياحة تمثل تواصلا ثقافيا حسيا وتخلق أفضل العلاقات مع الشعوب الأخرى من خلال الاطلاع على الحضارات والثقافات الأخرى ومعرفة حياة شعوب العالم. ويحمل المد السياحي وانتقال السياح في كوكبنا الأرض بذور التغيير الاجتماعي الشامل مثل تقارب العادات والأفكار وتهذيب وصقل أساليب التعامل والسلوك وأنماط الاستهلاك والإنتاج وخلق روح التسامح وحب الآخرين إضافة إلى أن الاهتمام بالسياحة يعني إنقاذ مشاريع سياحية في المناطق النائية وتوفير الخدمات الأساسية في الأرياف. كل ذلك بالإضافة للبعد الإعلامي الذي تلعبه السياحة في التعريف بنمو وتطور وازدهار البلد المضيفة هذه الأدوار وغيرها تعكس أن السياحة صارت مؤسسة تربوية وثقافية وإعلامية وصحية وسياسية مما جعل كل بلدان العالم تدخل ساحة النشاط السياحي. أما عن الشق الثاني من الشعار وهو منظمات المجتع المدني داعم هام للتنمية السياحية فالمنظمات والجمعيات والهيئات الطوعية بمختلف أهدافها ومسمياتها هي داعم هام وأساس للتنمية السياحية في أي بلد حيث أن منظمات تنمية السياحة وجميعات أصدقاء السائح وجميعات حماية البيئة والمتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية وجمعيات حماية الحياة البرية والبحرية والنهرية وجمعيات فلاحة البساتين وجمعيات محاربة الغلاء وغيرها من الجمعيات والمنظمات والهيئات الطوعية ذات الصلة بالسياحة تلعب أدوارا متعددة ومتنوعة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الآتي: أولا: التوعية السياحية بين المواطنين وعلى وجه الخصوص في المناطق الريفية حيث تمثل التوعية السياحية رأس الرمح والركيزة الأساسية لقيام ونجاح واستمرار المشاريع السياحية وتقوم بتوعية المواطنين بدور السياحة في مختلف المجالات خاصة بين قطاعات الشباب والطلاب من منطلق أنهم قادة المستقبل. ثانيا: تقوم جمعيات ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة بالتنمية السياحة بدور كبير في حماية المناطق السياحية والمواقع الأثرية والتاريخية من الزحف الصحراوي والمد الزراعية والصناعي والعمراني وإبلاغ المسؤولين عن أي تجاوزات أو مهددات أو أفعال تؤثر سلبا على القيمة الجمالية أو العلمية لتلك المناطق والمواقع المذكورة أعلاه. ثالثا: تعمل منظمات المجتمع المدني على التعرف على المشكلات والعقبات التي تواجه جمهور السياح أو المستثمرين في قطاع السياحة أو العاملين في المنشآت السياحية. وتساعد في إيجاد الحلول المناسبة حيث أن المنظمات والجميعات تعمل في أوساط المجتمع وقادرة على التعرف على مختلف المشكلات ومواجهتها. رابعا: تساهم الجمعيات والمنظمات الطوعية في الأعمال الخاصة بنظافة المدن وإصحاح البيئة في المناطق السياحية أو الأسواق والأماكن التي يتردد عليها جمهور السياح سواء كانوا أجانب أو مواطنين. خامسا: المشاركة في وضع الخطط والسياسات والبرامج المتعلقة بتنمية وتطوير وازدهار النشاط السياحي بغرض تفصيل مبادئ الشراكة في صناعة السياحة وتقديم التوصيات والمقترحات الهادفة التي تساعد في ترقية الخدمات وازدهار السياحة بصورة عامة. سادسا: الترويج للعمل الطوعي بين الشباب والطلاب والمشاركة في المعارض والمهرجانات والكرنفالات وغيرها من الأحداث السياحية الجماهيرية. أخيرا ومن أجل أن تتمكن أجهزة السياحة الرسمية على مستوى المركز والولايات ومنظمات المجتع المدني العاملة في قطاع السياحة وفعاليات القطاع السياحي الخاص من إعداد ووضع الخطط والبرامج التي تشمل كلمات قادة العمل السياحي وإقامة المعارض والندوات والمهرجانات وإصرار النشرات التعريفية الخاصة بأهمية النشاط السياحي ودوره في المجالات المختلفة والتنوير بأهداف ومضمون الشعار المطروح وغيرها من الأنشطة والأحداث السياحية العامة التي تسلط الضوء على أهداف اليوم العالمي والشعار المطروح بالصورة المثلى رأيت أن أسلط بعض الضوء على اليوم العالمي للسياحة في السابع والعشرين من شهر سبتمبر القادم قبل فترة مناسبة من تاريخ الحدث حتى تجد الأجهزة الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وفعاليات القطاع الخاص الفترة الزمنية المناسبة للاستعداد لاحتفالات هذا العام بتكريم بعض منظمات المجتمع المدني والمنشآت السياحية المميزة وذلك من أجل تشجيع وحث الآخرين على الارتقاء بمستوى خدماتهم ومن عند الله التوفيق. عثمان إبراهيم محمد- خبير سياحي عضو الاتحاد العربي للمرشدين السياحيين