محاسن أحمد عبد الله التنافس على كرسي السلطة أصبح امرا ليس بالصعب ما دام أن هناك أشخاصا قد أعطوك الثقة وقاموا بترشيحك، ليبقى المحك الحقيقي على أرض الواقع العملي، ومدى تطبيقك لما رفعته من شعارات قبل أن تؤدي القسم وتدخل دهاليز الحكم. دراسة الأمور بواقعية شديدة بعيدا عن الحساسيات دائما ما تكون نتائجها مثمرة، ولكن عندما تكون هناك احتكارية للرؤى لدى البعض وإتاحتها للغير وفقا لظروف المصلحة، هذا ما يؤكد النقيض وإجهاض ما هو أصلح للأوضاع وتوسيع دائرة الحقد والكراهية فينفجر ما بداخل القلوب من غبن بدلا من احتوائه وتخفيف حدته، فلن ينتهي الأمر عند هذا الحد على غرار (عفا الله عما سلف) ولكن الأسئلة الملحة والتساؤلات المنطقية سوف تعتمل بمعدلات غير طبيعية بلا شك وذلك من منطلق أساسي يقوم على أن ما حدث هو انتهاك صارخ للحريات وحق التعبير المشروع. ظللنا لسنوات نحصد جحيم ما خلفته الحروب ويتضح ذلك جليا فيما نعيشه الآن من تفكك وفقر مع افتقاد عنصر الأمانة الذي أصبح غير متوافر بالمرة وبالتالي فإن هذا يؤكد أن الحروب التي قامت ستدخل التاريخ على أنها أكذوبة كبرى من بداياتها إلى نهايتها وأنها كانت عملا خاطئا وغير مبرر. أما بالنسبة لنا لا نملك إلا أن نطالب الضمير الحكومي الحر بأن يستيقظ ويسعى لإجلاء الحقائق مهما حدث ومهما كلفها الأمر لتوضيح الصورة الحقيقية أمام الجميع ورفع الظلم عمن تم اغتيالهم قهرا وعمدا مع عدم التأكيد باستفادة أي من الطرفين في تلك الحروب، لأن الفاعل سيكون مفعولا به ولن نخرج من هذه الدائرة أبدا. من يهمهم الأمر الىن في الانتخابات يعدون عدتهم ومن كان لديه طموح سياسي فدائرة الترشح واسعة، لكن المثير للتأمل أن أمر الترشح ليس بالأمر السهل، فهو بمثابة قضية موسمية تعاد مناقشتها كلما مرت البلاد بتحولات جذرية، فهو مرتبط بمصير وطن مرهون بسلام حقيقي وشامل، وهو ما لم يعد يثق فيه الشعب إلا في ظل مساحات أكبر من الحريات وحسن النوايا ومعالجات الكثير من القضايا العالقة من ضحايا الصراع العسكري والمؤسسات الخدمية، ونهاية بترسيخ الأيديولوجية الثقافية والعقائدية بعد أن تعددت المدراس الشيعية التي تحاول نفث سمومها في كل الاتجاهات. دائما ما يكون التركيز على إزالة الهواجس الأمنية التي تطرحها بعض الأحزاب وزيادة الطمأنة حتى يجني الوطن ثمار الديمقراطية على صعيد الإصلاح السياسي كنتيجة طبيعية لروح الشعب الذي يكره الشعارات الزائفة، كما يجب التعامل مع التحديات الصعبة بأساليب أكثر عمقا ووعيا وجرأة لتتويج مرحلة جديدة من الديمقراطية بالصورة التي نتطلع إليها، فأنت حينما تؤدي القسم يجب أن تعلم أنك وضعت في موقف لا يحسد عليه أمام الله وعباده..(أقسم بالله العظيم). يجب أن تتحد إرادة الحكومة مع رغبة الشعب في أن يقدم عملا سياسيا نظيفا والبعد عن شعارات الماضي الهشة، ومن المهم جدا إزالة التشويه عن صروح القضاء لأنه يعتبر حارسا للشرعية ونبراسا للنزاهة والحيدة. ها هي معركة النفس الطويل بدأت خطواتها الأولى بتنفيذ الأحكام وترسيخ دور المؤسسات في اتخاذ القرارات وصنع السياسات العامة، لن يستطيع أحد أن يوقف عجلة الزمن أو أن يقمع روح التغيير أو أن يصادر تطلعاتنا إلى المستقبل أو أن يحبس الأفكار الخلاقة لصالح الارتجال والعشوائية وكبت الحريات، لأن ما بداخلنا رغبة أكيدة بعدم الرجوع إلى الخلف مهما كانت الحسابات فما نبحث عنه مستقبل سياسي مشرق وغد أفضل لهذا الوطن العزيز على قلوبنا..و (أقسم بالله العظيم) أحبك يا سودان. بدون قيد: عزيزي.. وجع ما جاثم على صدري رغم (تميمة) حبي التي أخبئها بينهما.. لقد حفني دخان سيجارتك راسماً حرفي في الهواء، فمنحتك أنفاسي عطرا يزيل عنك الرهق والعناء