اجتماع الجمعية العمومية للحوار الوطني.. البشير.. تفاصيل خطيرة تقرير: محمد البشاري تصوير: سعيد عباس برودة الأجواء داخل القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة، لم تؤثر في سخونة القضايا والردود التي طرحت داخل اجتماع العمومية للحوار الوطني، الذي التأم بقاعة الصداقة، مساء أمس؛ غير أن جملة التساؤلات التي وضعها أعضاء الجمعية العمومية على منضدة رئيس الجمهورية، وجدت الإجابات الشافية. مشاهدات اللقاء قبيل انطلاق اجتماع الجمعية العمومية للحوار الوطني، كان طاقم المراسم القائم على ترتيب اللقاء يعمل بدقة في تنظيم دخول ممثلي الأحزاب السياسية والحركات الموقعة على السلام ووسائل الإعلام. نحو (82) حزباً سياسياً وحركة موقعة على السلام، كانوا حضورا في اللقاء، غير أن أكثر ما أثار فضول بعض الإعلاميين لحظة دخولهم وطوافهم بالقرب من مواقع جلوس ممثلي الأحزاب وجود أسماء لأحزاب ليس لها أي حراك سياسي في الساحة السياسة. قيادات الأحزاب ذات الوزن الثقيل بدأت تتسرب إلى داخل القاعة الرئاسية، حينما دخل إلى القاعة قيادات الصف الأول في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أحمد سعد عمر والفريق عبد الرحمن السعيد وتاج السر محمد صالح، بينما لفت انتباه الكثيرين دخولُ مساعديْ رئيس الجمهورية بروفيسور إبراهيم غندور كممثل للمؤتمر الوطني، والأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي جلال يوسف الدقير كممثل لحزبه، وموسى محمد أحمد كممثل لحزبه. غندور الذي يُعدُّ ممثل المؤتمر الوطني احتلّ الموقع المخصص لحزبه على اليمين من موقع رئيس الجمهورية رئيس اللجنة العليا للحوار الوطني، بينما جلس خلف غندور القياديّان بالمؤتمر الوطني حسبو محمد عبد الرحمن ومصطفى عثمان إسماعيل. تلا دخولَ مساعديْ الرئيس دخولُ رئيس حركة "الإصلاح الآن" د.غازي صلاح الدين، الذي الذي انخرط في حديث جانبي مع نائبه في الحركة وممثل حزبه في آلية الحوار حسن عثمان رزق، قبل أن يجلس في الموقع المخصص له. الترابي.. ظهور مغاير عقارب الساعة كانت تشير إلى الثامنة والنصف مساءً، حينما توجّهت كافة الأنظار إلى مدخل القاعة الرئاسية، والسبب هو دخول نجم الحوار الوطني كما يُطلق عليه البعض، وهو زعيم المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي، الذي دخل برفقة نائبه في الحزب إبراهيم السنوسي، ومن خلفه عدد من أفراد التأمين. الترابي الذي حضر إلى الجلسة الافتتاحية للبرلمان نهاية الأسبوع المنصرم بجلباب (رمادي)، كان مثار تعليق الكثيرين، ويبدو أنه يريد التخلي عن عادته بالظهور في كل المناسبات بجلبابه الأبيض، حينما ظهر بالأمس وهو يرتدي عباءة باللون (البني). الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر، الذي جلس خلف الترابي انخرط في حديث هامس مع الترابي. الترابي كان آخر الحاضرين للقاء، قبل دخول رئيس الجمهورية لبداية فعالية اجتماع الجمعية العمومية للحوار الوطني. رئيس الجمهورية حرص عند دخوله إلى القاعة على مصافحة زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي الذي يجلس إلى يساره بابتسامة، وكذلك مصافحة القيادي بالحزب الاتحادي الأصل الفريق عبد الرحمن السعيد الذي يجلس على يمينه. غياب الأمة القومي والشيوعي اللجنة المكلفة بتنظيم فعالية الجمعية العمومية لم تنسَ تخصيص مقاعد لرئيس قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى، وموقع لممثلي حزب الأمة القومي، وموقع لممثلي الحزب الشيوعي، وموقع لحزب المؤتمر السوداني، على الرغم من الرفض القاطع لتلك المجموعة للحوار الجاري، لكن يبدو أن القائمين على أمر ترتيب الجمعية لم ينسوا أن آلية الحوار (7+7) قد وجّهت الدعوة لأكثر من (100) حزب سياسي وحركة موقعة على السلام لحضور اللقاء، ومن بين المدعوّين رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني والحزب الشيوعي وحزب المؤتمر السوداني. تلك الدعوة لم تجد أذناً صاغيةً من حزب الأمة القومي والحزب الشيوعي وزعيم المعارضة فاروق أبو عيسى والمؤتمر السوداني، حيث تغيّبوا عن حضور اللقاء، وظلت مواقعهم خالية، تلك الأحزاب لم يكن غيابها عن اللقاء وليد اللحظة، وإنما كان نتاجاً لاشتراطات وضعتها مسبقاً بأنها لن تنخرط في الحوار الجاري إلا بتهيئة المناخ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات الصحفية والسياسية، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات. وبغياب تلك الأحزاب عن لقاء الأمس، أرسلت رسالة مفادها أنها لن تدخل في الحوار الجاري، إلا بإنفاذ اشتراطاتها التي حددتها. مداولات ساخنة الساعة كانت تقترب من التاسعة حينما دخل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وعزف السلام الجمهوري قبل أن يبتدر رئيس الجمهورية حديثه بقوله إنهم لا زالوا يقدمون الدعوة لكل الأحزاب السياسية والحركات المسلحة للانضمام للحوار، ومضى ليقول بأنهم سيظلون يسعون بجدية لإقناع الأحزاب والحركات المسلحة الرافضة للحوار للانضمام له، مشيرًا إلى أن هنالك مجهودات مستمرة مع حملة السلاح عبر الوسيط الإفريقي ثامبو أمبيكي إلى جانب ما سمّاها بالمحاولات الجادة التي يقودها الرئيس التشادي إدريس ديبي لإلحاقهم بالحوار، الرئيس اتجه لتقديم عضو آلية الحوار أحمد بابكر نهار الذي قدم التقرير المرحلي لعمل آلية الحوار تلاه تقرير حول خارطة طريق الحوار قدمه عضو آلية الحوار أحمد بلال عثمان ومن ثم قدم عضو الآلية أحمد سعد عمر تقريراً حول اتفاق أديس أبابا. أعضاء الجمعية العمومية للحوار الوطني أجازوا خارطة الطريق واتفاق أديس أبابا وتقرير عمل آلية الحوار. أحاديث كثيرة ونقاشات كثيفة دارت من ممثلي الأحزاب بشأن الانتخابات وضمانات إنفاذ مخرجات الحوار وإعلان باريس الموقع بين زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي والجبهة الثورية. الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي في مداخلته اقترح أن يسمي كل حزب (6) أشخاص منه لتمثيله داخل اللجان ال(6) المعنية بقضايا الحوار، غير أن رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى انصب جل حديثه حول الانتخابات لكن أبرز ما طرحه الرجل هو مطالبته لرئيس الجمهورية بإيقاف كل ما يتعلق بالانتخابات من إجراءات إلى حين الفراغ من الحوار، بينما طالب بعض ممثلي الأحزاب بأن يكون رئيس الجمهورية هو الضامن لتنفيذ مخرجات الحوار بدلاً عن ما أوردته خارطة الطريق بأن الضامن للحوار هو الإرادة السودانية، وبرزت مطالبات من عدد من ممثلي الأحزاب بضرورة زيادة عدد ممثلي الأحزاب داخل آلية الحوار. ردود البشير... رئيس الجمهورية المشير عمر البشير تولى الرد على التساؤلات الساخنة التي طرحت داخل اللقاء. ولعل أبرز ردود الرئيس كان بشأن إثارة البعض لإعلان باريس داخل اللقاء. رئيس الجمهورية وصف إعلان باريس بأنه خط أحمر وعملية خطيرة جداً، وشدد على أن إعلان باريس هو اتفاق على استلام السودان بالقوة بواسطة الجبهة الثورية بتخطيط من إسرائيل. البشير قال إنهم في الحكومة يمتلكون تفاصيل ومعلومات عن إعلان باريس. ومضى البشير ليكشف النقاب عن تلك التفاصيل حينما قال إنهم خططوا لاستلام الفاشر وإعلانها عاصمة مؤقتة للسودان، وأضاف: "دايرين ليهم رئيس وجابوا الصادق المهدي وقع معاهم كشخصية قومية". وأكد البشير خلال مخاطبته الجمعية العمومية للحوار بقاعة الصداقة أمس أن الإجراءات بشأن قيام الانتخابات في موعدها ستستمر طالما أن هناك دستوراً وقوانين تحكمهم لكنه قال إنهم ملتزمون بمخرجات الحوار، وعزا الرئيس استمرارهم في إجراءات قيام الانتخابات لجهة أن مؤسسات الدولة ستصبح فاقدة لشرعيتها بحلول أبريل المقبل، ودعا البشير آلية الحوار لتحديد موعد للمؤتمر العام للحوار لكنه اشترط ألا يتجاوز نهاية الشهر الحالي، البشير أغلق الباب أمام أي تدخل للاتحاد الإفريقي أو مجلس الأمن في الحوار الوطني الجاري، مشددًا على أن الاتحاد الإفريقي لا سلطة له على الحوار، ومضى الرئيس للتأكيد بأن الحوار الحالي هو حوار سوداني سوداني، مؤكداً على أن المؤتمر العام للحوار ستطرح بداخله أي قضية.