سلفا كير... تفاصيل زيارة دراماتيكية كانت الدقائق الأخيرة من عمر الزيارة، الأكثر أهمية للإعلاميين من الساعات التي سبقتها. وكانت تداعيات موقفين أبرز وأكثر تداولاً من نتائج المباحثات التي عقدت. موقفان أخرجا الزيارة من شكلها الروتيني: الأول، تعثر خطوات رئيس دولة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت على سلم الطائرة؛ والثاني أنه بعد أن دخل ووفده إلى الطائرة التي أُغلق بابها واستعدت للإقلاع؛ فُتح الباب مجدداً، إيذاناً بتأجيل رحلة العودة إلى جوبا، ومبيت الوفد الزائر في الخرطوم. كان الانطباع السائد، أن آلاماً ألّمت برئيس دولة الجنوب، بعد سقوطه وصعوده إلى الطائرة، خاصة أن أفراداً يتبعون لجهة ما، منعوا الإعلاميين الذين يقفون بعيداً عن الطائرة من رؤية سلفا وهو ينزل من السلم بعد إلغاء الرحلة، الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام التأويلات والتفسيرات. الخرطوم: لينا يعقوب *أعضاء وفد سلفا: الرئيس بخير ولا يعاني من أي تدهور في حالته الصحية *مراقبون: سلفا ربما تشاءم من الرحلة بعد تعثره فآثر تأجيل الإقلاع *مصادر: الطائرة التي قيل إنها تعطلت غادرت بعد هُنيهة من الزمن إلى كينيا *هل كان الوقوف الطويل للبشير وسلفا سبباً؟ *السلطات حذفت لقطات السقوط من كاميرات التصوير طُويت صفحة زيارة سلفاكير أمس، بعد أن جرت كافة مراسم الوداع الرسمية. توجه إلى سلم الطائرة، وبعد عدة خطوات تعثر وجثا على ركبيته، وعلى الفور سارع نحوه أعضاء وفده لمساعدته على النهوض مجدداً، وقد كان. مضى سلفا في الصعود إلى الطائرة، وقبل دخوله لوَّح بيديه للرئيس ومودعيه، وكأنه يطمئنهم بعد ما حدث. هذه اللحظات وحدها، كانت كافية لتغيير مسار الاهتمام بزيارة رئيس حكومة الجنوب، وسرعان ما تحولت إلى مادة خصبة للتداول. البحث عن سبب: في فندق كورنثيا، حيث كان الوفد موجوداً مساء أمس، ذهبت كي استفسر بعض المصادر من دولة الجنوب، عن الطائرة إن كانت في الصيانة وعن طبيعة العطل الذي أصابها؛ لكن كانت الإجابة واضحة "الطائرة غادرت إلى كينيا". فإن كانت الطائرة قد أقلعت وغادرت إلى كينيا، والتي تبعد مسافتها عن الخرطوم ذات المسافة تقريباً بين الخرطوموجوبا، حاولت البحث عن أسباب أخرى ربما تكون مقنعة أكثر من تعطل الطائرة، أدت إلى إلغاء الرحلة. بعض أعضاء الوفد، من سياسيين وإعلاميين، وآخرين من طاقم سفارة جوبابالخرطوم، أكدوا لي أن سلفاكير بخير ولا يعاني من أي تدهور في حالته الصحية، وما يقال أو يتردد في هذا الشأن مجرد شائعات. إذاً، افتراض أن سلفاكير بخير وصحة جيدة، وأن الطائرة لم يصبها عطل مفاجئ، لأنها أغلقت أبوابها وفتحتها، لينزل من سلفاكير لتغلقها مجدداً، وتعود أدراجها إلى كينيا، فهذا يعني وجود سبب آخر لا بد من محاولة الوصول إليه. التعثّر على سلم الطائرة، يبدو أنه كان بمثابة شؤم لسفاكير ميارديت المنتمي لقبيلة الدينكا المعروفة بإيمانها بالغيبيّات، كما يفسر البعض. فاعتقادات روحية كثيرة، يؤمن بها عدد ليس بالقليل من قادة الجنوب، ومنهم د.فرانسيس دينق الذي اختار (طائر الشؤم ) اسماً لروايته الأشهر. التعثر كأنه طائر شؤم آخر أعطى إحساساً بخطر قادم يُهدد أمن وسلامة الرحلة، الأمر الذي جعل الحسابات تعاد مجدداً داخل الطائرة بين سلفا وبعض رفاقه. سبب آخر ربما كان حاضراً؛ فالمدة التي قضاها سلفاكير ووفده داخل الطائرة تقارب (22) دقيقة، أجرى خلالها بعض المسؤولين السودانيين اتصالات من مدرج الطائرة مع سلفا وأعضاء وفده وهم داخل الطائرة، لإثنائه عن الرحلة بغرض الاطمئنان على صحته أكثر، وإجراء الفحوصات اللازمة له، الأمر الذي أدى إلى إخراج الأمر بتلك القصة. أما حذاء سلفا، ربما كان أيضاً سبباً في تعثره وسقوطه! وقوف رئيسين! المراسم أوقفت الرئيسيْن المشير عمر البشير والفريق سلفاكير ميارديت فترة طويلة من الزمن في الصالة الرئاسية، بعد أن وصلا متأخريْن بعض الشيء من بيت الضيافة. ما درجت عليه العادة، أن الرئيس البشير وأيّاً من ضيوفه الرؤساء يجلسون لمدة تتراوح بين 5 و20 دقيقة في كراسي جميلة موضوعة خصيصاً للضيوف، وما إن يحين وقت إدلائهما بتصريحات حتى يطلب منهما القدوم إلى المنصة. لكن بالأمس، كان الرئيسان واقفيْن أثناء تلاوة البيان الختامي المشترك من قبل وزير الخارجية علي كرتي، والذي أعاد قراءته وزير خارجية دولة الجنوب برنابا بنجامين باللغة الإنجليزية. بعد ذلك، جاء الرئيسان ليدليا بتصريحات صحفية، وبيَدِ كل منهما عصا يحملها في يده.. تحدثا عن الزيارة وشكرا جميع وسائل الإعلام التي جاءت للتغطية، وانتهى اللقاء بابتسامات متبادلة بين الرئيسيْن والحضور، دون تلقّي أسئلة. صاحب القبعة السوداء سلفا البالغ من العمر 63 عاماً، كان يرتدي قبعة سوداء وبدلة أنيقة سوداء أيضاً مع ربطة عنق بنية اللون، بدت صحته جيدة رغم إرهاق السفر. بعد أن شاهد عدد من الإعلاميين تعثّر سلفا على سلم الطائرة، انتظروا في ذات المكان ليشاهدوا إقلاع الطائرة. وبعد مرور قرابة عشرين دقيقة، جاء أفراد من الأمن وسلطات المطار وطلبوا من جميع الإعلاميين الدخول إلى داخل القاعة حتى لا يشاهدوا سلفا وهو يهبط من السلم. الأمر بدا مُربكاً للجميع، فما المانع من أن يرى الصحفيون رئيس دولة جنوب السودان وهو ينزل من على السلم؟ دقائق أخرى وأدخل ذات الأفراد جميع المصورين إلى القاعة، لمشاهدة التسجيلات والصورة الملتقطة، وإن كانت بها لقطة سقوط سلفاكير. في الوقت الذي كانت فيه الإجراءات الأمنية مشددة، وجدت فرصة التقدم على الجانب الآخر لمشاهدة ركوب سلفا ووفده العربات الرئاسية، وقد كان. كان رئيس دولة الجنوب يمشي بمفرده، ولا يسنده أحد، لم يقف كثيراً مع الرئيس البشير في الخارج، إنما تبادل أحاديث قصيرة معه، وهمَّ بركوب سيارة رئاسية. السيارات التي أقلّتهم إلى المطار، كانت في ذات مواقعها لم تتحرك، بدأت التشريفات الرئاسية تطلق صافرات الإنذار وغادرت وراء بعضها مسرعة إلى فندق كورنثيا. هدوء وحذر وهناك، بدت الأجواء هادئة، في (لوبي) الفندق.. ظهر سفير السودان في جوبا د.مطرف صديق، ورفيقه في نيفاشا يحيى الحسين.. تساءلت إن وصل طاقم طبي خاص في جناح إقامة سلفاكير، لكن لم تكن هناك إجابة شافية.. وزير الدفاع كوال ميانغ رفض الإدلاء بأي تصريحات رغم الحديث الجانبي له مع بعض الحضور.. بعض أفراد التأمين، انتشروا في (اللوبي) وفي طابق إقامة سلفاكير، بعض المسؤولين كانوا حضورًا، ينتظرون وصول النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق ركن بكري حسن صالح. وما أن وصل النائب الأول، حتى صافح عدداً من الإخوة في الجنوب وتوجه إلى المصعد للاجتماع مع سلفاكير، وهو اللقاء الذي تم التنسيق له بعد ساعة واحدة فقط من وصول سلفا إلى فندق كورنثيا. ويبدو أن القصد كان، التأكيد بأن سلفا بخير ويواصل لقاءاته ولا صحة للشائعات التي تتحدث عن تدهور صحته. فسفير الخرطوم في جوبا د.مطرف صديق نفى في المطار أن يكون رئيس دولة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت قد تأثر صحياً جراء انزلاق قدمه أثناء صعوده درجات سلم الطائرة وقال إن إرجاء العودة كان نتيجة العطب الذي أصاب الطائرة مؤكداً أن سلفا بخير ولا يحتاج إلى عرضه لطبيب للمعاينة، وأنه سيغادر صباح اليوم. نتائج إيجابية ما حدث لن يقلل من نتائج الزيارة والتي توجت بعدد من التوصيات، فالرئيسان المشير عمر البشير ونظيره سلفاكير ميارديت وجها اللجان المشتركة والمعنية بتنفيذ اتفاق التعاون الموقع بين البلدين وعلى استئناف اجتماعاتهم فورًا وعلى رأسها اللجنة الأمنية السياسية خلال نوفمبر الجاري، في وقت خلصت فيه المباحثات الثنائية بين وفدي البلدين إلى تكوين سبع لجان، فيما جدد الرئيسان الاستمرار في دعم عمليات النفط في حقلين وتمكين الفنيين من إعادة تشغيل حقل الوحدة، إضافة لاتفاقهما على تفعيل الآليات المتفق عليها لإيقاف الإيواء والدعم للحركات المسلحة توطئة لفتح المعابر العشرة. ووجه البشير وسلفا في بيان ختامي لمباحثات استمرت لساعات بعودة اللجان فورًا لاجتماعاتها ورفع تقرير إلى القمة الرئاسية عن طريق اللجنة العليا، وأشار إلى أن الطرفين وافقا على تكوين سبع لجان شملت اللجنة التنفيذية المشتركة واللجنة الفنية فيما وجه الاجتماع الثنائي بين البشير وسلفا بانعقاد الآلية السياسية والأمنية خلال نوفمبر الجاري مع تفعيل اتفاقية الترتيبات الأمنية لتحديد الخط الصفري المؤقت وفقاً لما اتفق عليه في السابق لجهة إنشاء المنطقة منزوعة السلاح وإعادة انفتاح القوات خارجها. وأضاف كرتي أن الطرفين اتفقا أيضاً على تفعيل مفوضية الحدود المشتركة وآلياتها وتسمية الرئيس المشترك من جانب جوبا في إشرافية أبيي فضلاً عن اتفاقهما على تأمين الدعم التنموي للجنوب والدعم لمواجهة الفجوة المالية للسودان فضلاً عن إعادة التذكير بموقف السودان في استقبال النازحين من الجنوبيين والمساعدة في توصيل المساعدات لهم عبر السودان. ================ حوادث مشابهة لسقوط الرؤساء والمشاهير *رئيس الفيفا جوزيف بلاتر، سقط بعد أن فقد توازنه في درج أثناء احتفال، وثقته أجهزة الإعلام والكاميرات. *الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش سقط عن دراجته خلال رحلة كان يقوم بها في مزرعته في (تكساس) ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة في الوجه واليد والركبتين. *وزير خارجية بوركينا فاسو، جبريل باسوليه، تعرض لحالة إغماء مفاجئة أمام الكاميرات، وذلك خلال مؤتمر صحفي في أنقرة مع نظيره التركي أحمد داؤود أوغلو الذي بادر إلى مساعدة ضيفه فور ملاحظته يسقط مغشياً عليه. *رئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب تعرض ل"دوار" أثناء تأدية "صلاة الجمعة" في الجامع الأزهر، الأمر الذي أفقده توازنه للحظات. *رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انسحب من تجمعات انتخابية في وسط تركيا لينال قدرًا من الراحة بعد أن تأثر صوته بصورة مفاجئة إثر خطب طويلة ألقاها. *رئيسة وزراء أستراليا (جوليا جيلارد) تعرضت هي الأخرى لموقف مُحرِج لدى زيارتها للهند بعد أن تعثرّت في زُهرِية للورد وضعت في طريقها وهي متوجهة إلى المكان الذي حرق فيه جثمان (غاندي)، ونتيجة تعثُّر جوليا كسر كعب حذائها وسقطت بوجهها على أرض الحديقة وسارعت الكاميرات الصحفية التي كانت تُغطِّي الزيارة إعلامياً في التقاط الصور والمقاطع للواقعة وعلى الفور أقبل المرافقون لها لمساعدتها على النهوض.