ظهرت مرة أخرى أزمة المواصلات مرة أخرى بعد أن تنفّس الجميع الصعداء بانفراجها خلال الأيام الماضية نسبياً. لكن يبدو أن أزمة المواصلات ستستمر مجدداً وذلك لما شهدته المواقف خلال اليومين السابقين من تكدس المواطنين في انتظار ما يقلّهم حيث استمر وقوفهم لساعات وساعات دون جدوى، وأصبح المواطن يعاني الأمرّيْن بسبب المواصلات فمهما أبْكَرَ بالخروج من المنزل دون فائدة سيظل واقفاً إلى أن تسطع الشمس ويتأخر من زمن عمله أو الطلاب من زمن مدارسهم أو جامعاتهم، وليت هذا الانتظار الطويل من أجل إيجاد مركبة تقلهم يكون في صباح اليوم فقط؛ لكن عند نهاية الدوام أيضاً تتفاقم الأزمة أكثر من بداية اليوم. وعلى الرغم من كثرة الحافلات التي تعمل في خطوط المواصلات لكن أحياناً يستغل سائقوها الوضع ولا يوجدون في مواقف المواصلات عندما يرون اكتظاظ الركاب فيها، والبعض الآخر يرفع تعرفة الخط لسعر أزيد لمعرفتهم أن الركاب لن يمانعوا نسبة لوقفهم لساعات طوال، فبالتالي يريدون وسيلة لإيصالهم بأي ثمن كان حتى ولو كان ضعف سعر التعرفة. الناظر إلى حال من ينتظرون المواصلات على مختلف فئاتهم يجد المسن والمسنة والمرأة التي تحمل طفلها، فما ذنبهم حتى يتدافعوا ويكاد يقع بعضهم من أجل الحصول على مقعد يوصلهم إلى المكان الذي يقصدونه، ما يجعلنا نظن أننا لسنا في القرن الحادي والعشرين. وعلى الرغم من التصريحات التي صرحها والي الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر في بدايات العام بأن أزمة المواصلات ستنفرج نهائياً وكان أول الحلول إنزال عدد من الباصات التي استوردت من الخارج إلى مواقف المواصلات؛ على الرغم من إنزال تلك الباصات التي أطلق عليها "باصات الوالي"؛ إلا أن هذا كله لم يجدِ في انفراجها. وأصبحت البصات التي تم إنزالها تعمل في المواقف قليلة، وإن وجدت لا يفضل الأغلبية ركوبها نسبة للازدحام الذي يكون بداخلها لأنها تشحن أكثر من طاقتها، والتساؤل الذي يدور اليوم: أين تلك الباصات التي أوجدت لانفراج أزمة المواصلات؟.. ولماذا لم تسهم في انفراجها؟.. نعم.. على الجهات المسؤولة أن تجد حلولاً أكثر جدوى حتى تحل مشكلة المواصلات التي أرهقت الجميع.