صوب مواطنون انتقادات قاسية تجاه حكومة ولاية الخرطوم بسبب تصاعد أزمة المواصلات في الولاية مطالبين بحل عاجل للأزمة وتشديد الرقابة على اصحاب الحافلات و»الهايسات». واعرب مواطنون عن سخطهم الشديد من استمرار أزمة المواصلات التي استفحلت خلال الاسبوع الماضي ووصلت ذروتها خلال يومي أمس وامس الأول، منتقدين عدم وجود تنظيم بالمواقف وارتفاع تعرفة النقل بصورة غير معلنة في اوقات الذروة، مشيرين الى انه ليس هناك اي جهود محسوسة من حكومة الولاية. وكان والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر قد قال في احتفال بمناسبة افتتاح موقف شروني قبل نحو 5 اسابيع، ان أزمة المواصلات ستحل بشكل كلي فى غضون اسبوع ، معلنا حينها عن مجموعة من الضوابط والاجراءات لحل الأزمة منها ابدال المواقف الثابتة بمواقف متحركة، كما اعلن عن ادخال اكثر من 70 بصا جديدا لنقل المواطنين. وما تزال أزمة المواصلات متصاعدة رغم وعود حكومة الولاية باحتوائها. وشهدت مواقف المواصلات بالخرطوم في «ميدان جاكسون» و»استاد بالخرطوم» ندرة وازدحاما ومطاردات من الركاب لوسائل النقل بغية الظفر بالمقاعد. واضطرت بعض الأسر لتأجير سيارات الأجرة «امجاد وتاكسي» بأسعار عالية، وقالت سيدة فى العقد الخامس ل»الصحافة» انها اضطرت لتأجير امجاد لتقلها الى منزلها بحي المربعات قرب الفتيحاب في امدرمان بصحبة طفليها بمبلغ 60 جنيها، واضافت «نعمل شنو قاعدين 3 ساعات مافي مواصلات». وقالت طالبة جامعية قادمة من احد« الولايات، بينما كانت تتجول في الموقف بحثا عن وسيلة تقلها الى ذويها، انها تفكر في الانتقال الى السكن في الداخلية بسبب أزمة المواصلات، وانها تقف احيانا لاكثر من ساعتين في انتظار حافلة تقلها، وذلك رغم اعتراض اقاربها الذين تسكن معهم في ضاحية الحاج يوسف على انتقالها للداخلية. كما اضطر عدد من المواطنين من فئات مختلفة واغلبهم من الشباب والطلاب والذى يسكنون امدرمان للسير باقدامهم وشوهدوا وهم يعبرون كبري امدرمان. بينما اضطر اخرون يسكنون في مناطق متقاربة الى تشاطر قيمة اجرة عربة «الامجاد» وتحولت بعض سيارات «الامجاد» للعمل ببعض الخطوط «طرحة» بمبلغ 6 جنيهات للراكب الواحد، وقال شاب انه و7 اخرين ركبوا امجاد الى سوق ليبيا بمبلغ 6 جنيهات لكل شخص. واستغل بعض اصحاب حافلات المني بص «الهايس» الازدحام والندرة ورفع بعضهم التعرفة الى اربعة جنيهات لخط العُشرة جنوبي الخرطوم، و3 جنيهات لسوق ليبيا بامدرمان، وما بين 2-3 جنيهات لخط الشقلة والمربعات، كما تضاعفت اجرة الحافلات وتجاوزت التعرفة المحددة من قبل النقابة بفارق كبير. وعمد اصحاب «الهايسات» الى تقليص خطوطهم التي يعملون عليها استغلالا للفوضى العارمة في الموقف حيث ركب بعض المواطنين 3 خطوط للوصول الى منازلهم، وقال مواطن من منطقة مايو، جنوبي الخرطوم ل»الصحافة» ان حافلات مايو اوصلتهم فقط الى السوق المركزي ليستقلوا من هناك مواصلات ثانية الى منطقة الصهريج القريبة بسعر مشابه، ومن ثم استقلوا من هناك حافلة اخرى الى نهاية المحطة للوصول الى مساكنهم. ونقل اصحاب بعض السيارات نصف نقل المواطنين العالقين بالموقف الى امدرمان، كما اضطر اخرون الى ركوب سيارات نقل كبيرة لنقل البضائع للوصول الى امدرمان. ويتحكم «الكمسنجية» الذين يقفون بالعشرات على ارصفة موقف جاكسون، في تحديد السعر لاصحاب المركبات العامة، وفضل بعض «الكماسرة» العمل ك»كمسنجية» في اوقات الذروة للاستفادة من مضاعفة تعرفة النقل. وقال احد الكمنسجية بموقف جاكسون ان دخله اليومي يبلغ نحو 80 الى 70 جنيها وفي بعض الايام يصل الى 130- 150 في اوقات الازدحام. وعزا مواطنون غاضبون استغلال اصحاب الحافلات وتحكم الكمنسجية في زيادة التعرفة في اوقات الذروة الى سوء الرقابة من قبل سلطات ولاية الخرطوم ، وطالبوا بحل عاجل لأزمة المواصلات، وقال احدهم «اذا كانت حكومة الولاية غير قادرة على حل مشكلة المواصلات فعليها ان تعترف ويغادر المسؤولون كراسيهم ليدعوا اخرين يجربون حظوظهم».