انتشر خلال الأيام الماضية خبر وصور للشيخ الذي يعالج مرضاه عن طريق(العض) بمعنى أنه يعضُّهم على أجزاء متفرقة من الجسد. وعلاجه (فقط العض) ولا علاج سواه، مهما كان نوع المرض . وتختلف بعد ذلك عدد العضات وأماكن العض ومدة العضة. ويتبادر إلى الذهن سؤال حول: هل تختلف العضة عند الرجال من العضة عند النساء؟ وإذا كان الشخص يعاني من صداع، فهل تكون العضة في الرأس؟ وفي حالة آلام المعدة تكون العضة في البطن؟ وإذا كان أحدهم يعاني من مرض السكري أو كسر في الساق أو فشل كلوي أو التهاب في الرئة أو حتى آلام ولادة، فكيف وأين تكون تلك العضات؟ وهل هناك (عضَّاضَات) جاهزة أم أن أسنانه تلك تنتقل من جسد إلى جسد ومن يد إلى أخرى، مرة عضة عميقة بجميع الأسنان والنواجذ، وأخرى بالأسنان الأمامية فقط؟ والذي يحير في الأمر، استجابة المواطنين لمثل هذه الخرافات والخزعبلات، واعتقادهم الجازم بأن تلك العضة بإمكانها رفع معدل لياقتهم الصحية وعلاج ما بهم من علة ومرض، فتعامل عدد غير قليل منهم مع الخبر بجدية، وذهبوا لذلك الشيخ ليمارس العض على أجسادهم. إن الخرافات والدجل والشعوذة في كل يوم تتجه نحو منعطف جديد تصبح فيه الفكرة جديدة ومبتكرة بحيث تحدث صدمة في التعامل مع منطق الخرافة الحديثة . فهذا المشعوذ لا يتوانى عن طرح فكرة ساذجة يراهن فيها على بساطة تلك العقول وهشاشة قناعاتها الطبية وميلها للتسليم بالمعجزات . وأعتقد أن هؤلاء المواطنين البسطاء سرعان ما سيكتشفون ضحالة وقذارة الفكرة. ولكن تبقى المشكلة، في غياب الجهات الصحية والرقابية عن تلك الممارسات، أم تراهم يعلمون وقد فرضوا على الرجل ضريبة عض ودمغة أسنان. ******************** تلاحقت ردود الأفعال يوم أمس على مقالنا (استقيلوا) حيث اتصل بنا اللواء السر أحمد عمر الناطق الرسمي باسم الشرطة، والعقيد صلاح مهران مسؤول المكتب الصحفي للشرطة، ونقل لنا السيد اللواء متابعتهم واهتمامهم بموضوع الطفلة (ن) واتصالهم باللواء طبيب فوزي مدير مستشفى الشرطة الذي أصدر توجيهاته بالإسراع في إجراء العملية والاتصال بوالد الطفلة المواطن (محمد آدم) وإخباره عن تحديد يوم الأحد لإجراء العملية . أيضا وصلنا تبرع سخي من اثنين من الضباط ذوي الرتب الرفيعة بالشرطة السودانية، تبرعوا من حرِّ مالهم لصالح الطفلة الرضيعة (ن)، ورفضوا أن تُذكر أسماؤهم . أيضاً، وصلنا تبرع بمبلغ ألف جنيه من فاعل خير، كما تبرع أحد جرَّاحي الأطفال بإجراء العملية مجاناً. نسأل الله أن يثيب الجميع خيراً على إنقاذ روح هذه الرضيعة، وأن يجعل هذا الأمر في ميزان حسناتهم. كما نرفع القبعات تحيةً وتقديراً لموقف ضباط الشرطة السودانية . سهير عبد الرحيم هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته