وزير الخارجية يستقبل مدير عام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة    منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة
نشر في السوداني يوم 19 - 01 - 2012

.... يقال إن الربيع بن رفيع ويعرف (بابن الدغنة ) والدغنة هذى أمه وفى يوم حنين التقى بفارس العرب المعروف دريد بن الصمة وأخذ بخطام جمله وهو لا يعرفه فسأله دريد ماذا تريد ياغلام ؟ فأجابه الربيع وكان غلاما غرا لم ينبت شاربه بعد: أريد قتلك ثم هوى عليه بسيفه فلم يصب السيف دريدا الذى ابتسم وقال للغلام:( بئس ماسلحتك به أمك)!! ثم واصل دريد سخريته: اذهب وخذ سيفى ذاك من مؤخرة رحلي ثم أضرب به، وارفع عن العظام واخفض عن الدماغ فإني كذلك كنت أضرب الرجال ... ثم إذا أتيت أمك فاخبرها أنك قد قتلت دريدا بن الصمة فرب والله يوما قد منعت فيه فى نسائك !! يقال: فلما رجع الغلام الى أمه وأخبرها بقتله لدريد فناحت وولولت وقالت: أما والله فقد أعتق قبل هذا ثلاث من أمهاتك!! ولكن الفرق بين لؤم دريد ولؤمنا اليوم أن دريدا كان شيخا فوق الثمانين زاهدا فى حياته وليس له مايفعله أما نحن فأمامنا من معارك الإصلاح مايجعلنا نترك هؤلاء الأغرار يتخبطون بسيوفهم حتى يغرزوها فى حلوقهم دون أن نخبرهم مؤخرة رحلنا وسيفنا المركوز هناك فلا يزال أمامه الكثير ... ولكن فليذهب ابن الدغنة وليسأل كم اما أعتقنا له قبل هذا؟؟
ثم لا يظنن أحد أن مفردات العنوان أعلاه هى مجرد مفردات نابيات نحشدها هنا للشتيمة وتصغير مقامات الناس ،لا والله فقد اخترناها لتعيننا فى تقريب المعاني التى نريد أن نوصلها لمن يقرأنا ونحن نرد على رد السيدة نور الشام المنشور فى هذه الصحيفة يوم الاثنين وتستنكر علينا هجومنا على الإمام الصادق.
فأما المنخنقة فهى التى تختنق حتى تموت .. سواءً كانت فى (وثاقها ) الذى أوثقت به او بإدخال رأسها فى الموضع الذى لا تقدر على التخلص منه ... وأما الموقوذة فهى التى تضرب حتى تموت، وأما المتردية فهى التى تقع من جبل عال أو أي مكان مرتفع فتكسر عنقها وتموت أو تسقط فى بئر فتشرق وتدك رأسها ثم تهلك وتموت، وأما النطيحة فهى التى تنطح غيرها أو تنطحها غيرها فتموت (من هزالها )، ومن المفيد أن نقول إن الله قد حرم (التعرض لهذه السوائم الهالكة على هذا المنوال إلا إذا ذكيت وهذا لأن جسدها يكون قد حوى على دم متجمد فاسد يتسلل الى بقية الخلايا فيسمها جميعا، وأما التذكية فهى فري الأوداج والحلقوم حتى يضمن إن كان فى جسد السائمة الهالكة روح فتذبح وتحلل ولو بخروج القليل من دمها حتى لا يحتقن ويتعفن.
ثم نحن هنا لنفري أوداج مقال نور الشام وحلقومه ونجس مافيه من نقاط تنبض فنذكيها ونسيل دمها حتى نخرجه بمشيئة الله من دائرة الموقوذة والنطيحة والمتردية، نشمر عن ساعدنا ونسن رأس قلمنا ثم بالله بندأ.
جلست السيدة الفضلى فى مقعد المرأة (عموم المرأة ) من لدن أمنا حواء الى مقام السيدة الشابة توكل كرمان الناشطة اليمنية الفائزة بجائزة نوبل الأخيرة لتدعي أننا هاجمنا مقام النساء فى مقامها! لا ياعزيزتى فعلى العكس تماما فقد احتفينا برأى الفقهاء المتقدمين الذين يعتبرون المرأة متقدمة فى إحصاء الفترات والأيام والحقب أكثر من الرجل لأن الله هيأ خلقتها لهذا ولكننا أشرنا لعلتك أنت الذاتية فيما هو ميزة لبنات جنسك وذلك أنك أثبت وبدرجة الامتياز قدرتك على خلط الحقب التاريخية القريبة التى لم يمر عليها أعوام وبحثنا فلم نجد سببا إلا أنك ممن انقطع رجاؤهن فى ما يحمله التاريخ القريب والحاضر الماثل والمستقبل المطل، نعم فما بعثرتيه بجهل لا يبرره إلا أنك ممن لا يعددن ولا يحصين ولكن يبرزن للجدل الأشتر والمشاكسة العوراء، أما رابحة الكنانية عليها رحمة الله فهى مكان تقديرنا برمزيتها السامقة والحاضرة عندما توجهت ببلاغها للمهدي عليه السلام والذى كان واضحا كالصراط لا يوزع صلواته بين مسجد القيادة العسكرية (صبحا) قبل أن يفرك الفجر عينيه وبين مسجد ودنوباوي ظهرا عندما يبسط البسطاء قلوبهم ويكفون عقولهم فليتك خيطا فى ثوب رابحة. أما النرجسية التى دفعتك لتظني أن نقدنا لك وتعريضنا بجهلك هو إنما مس لكل جنس النساء فتلك نرجسية نعرف صليل أصواتها ونفرز همس أنفاسها المتقطع ونشم رائحة إبطيها ثم نعرف صاحبها يقينا لا تشبها يا... (صاحبة الاسمين)
ثم تصرخ نور لاكما تفعل عشيقة مهند فى المسلسلات التركية المحبوكة السيناريو لدغدغة المشاعر أنت لست بأنصارى لأنك لا تشبهنا ولا يشبه منبتك تربتنا، وكأن الأنصارية هذه كوب من شراب الكركدى البائس الذى توزعونه على من ترحبون بمقدمه وتمنعونه عمن يضيق به صدركم ويلح فى نقدكم وكما هتف احمد مطر ذات يوم (آه لو لم يحفظ الله كتابه) فالحمد الله أن السيد الصادق لم يدع أنه من كتب الراتب الذى تربى عليه آباؤنا ونهض شاعرنا يهتف له
وحاة تمرا زرعناه ومرقنا زكاتو بالشوال
وحاة راتبا قريناهو وهبنا بركتو لمرسال
أنحن ديونا بنقضيها والمليم قصادو ريال
ثم تعالوا لنتبع نور وهي تسير ورأسها الى الأرض ورجليها الى السماء فتحصي سقطاتنا كما تدعي، تعالوا (لنعدل) رأسها ونريها خطل منطقها وقد كنا نظنها بعين حولاء واحدة فإذا بها تكتب بغير عيون فأولا من أين جئت ببدعة أن الذى يخرج على قيادة حزب ويتحفظ على مواقفها ويفضح ارتجاجها بأنه لايحق له بعد ذلك الخروج أن يستمرىء نقدها ؟ فلماذا إذن عاد الصادق المهدى ينقد (رئيسه) فى الاتحاد الاشتراكي جعفر نميري بعد أن عاد ونكص بقسم ولائه للحزب الواحد ؟ ثم من قال لك إن على الناس ألا يعتلوا حائط بعضهم بعضا وينتقدوا الأحزاب الذين هم خارجها ؟ فماذا يفعل الصادق المهدى بنقده (المغشوش) للمؤتمر الوطني ونقده (المدسوس) للمؤتمر الشعبي ، لماذا ينهض كل يوم بسن واحدة ليضحك على أحزاب المعارضة بأسنانها الاثنتين هجوما ومطاعنة وسخرية وهو عاجز عن تصريف أزمة بحجم قطاع الشباب فى حزبه فتطاردهم قوات المغول وتمنعهم من دخول داره ؟
أما تجربة الإصلاح فقد أشبعناها نقدا ومراجعة وتقويما قبل أن تسألينا عن ذلك ، وهى عموما قد تبركت بدعوة الخليفة الشهيد وهو يدثر جهاده بمقولة ناصعة إن سقطت الدولة فلتبق الدعوة، والدعوة الى الإصلاح حية نارا يحمل شعلتها كل شاب وشابة يتحركون داخل الحزب ويمنعون سرقته وماحركة الارتجاج العنيف التى تحرك الأرض تحت أقدام آل البوربون الذين لا يتعلمون شيئا ماهى إلا بقية أنفاسنا ومستلفة نارها من موقدنا وسترين مسيرة الإصلاح يامسكينة حتى تبلغ غايتاها لا يهم إن كان على رأسها مبارك أو حسن فحسبنا من الفكرة غايتاها لا تفاصيل تمرحلها (ياشاطرة )
وتتحدثين عن حزب أنشأنا ناره والريح تولول خلفه فمات كما تظنين، ولكن حدثينا عن حزب وجده الصادق المهدي حيا وفتيا (حزبا فاعلا تاركا) يتراص رجاله من المطار الى بيت الضيافة ويعيدون محمد نجيب الى بلده مذهولا وهو يقنع بشعار استقلال السودان الى حزب كهل تستدعى قيادته السيدة هالة عبد الحليم وتوبخه وتريه خطل موقفه ثم يقبل منها ويعتذر وينوب ليتململ أئمتنا فى قبورهم من لدن الامام المهدي الى المغدور الامام الهادي، أرينا ماباله هذا الحزب الذى وجده الصادق مشاءً بين الناس بالخير والمبادرات العظام فأحاله الى مجرد قصعة تتداعى عليها أسرة صغيرة وتجيره لصالحها ، حزب ينتقد الترابي علنا ويعجب بسلوكه سرا ، نعم فإذا الترابى ادعى أنه من قال اذهب الى القصر حاكما وسأذهب الى السجن حبيسا فهاهو السيد الصادق معجب بذات السجع وهو يقول لابنه : (اذهب الى القصر مساعدا وسأبقى فى المعارضة مشاغبا)
ثم نور الشام الشام (التى لو أنطقها الله الآن لنفت علاقتها بنورك) تطاعن السيد مبارك بقصة مصنع الشفاء، مبارك عندما قال ذلك كان مساعدا للسيد الصادق وقائدا للعمل الخارجي ولم يردنا ما يفيد أن الصادق يومذاك أخرج تصريحا أو بيانا يفصل فيه مبارك لأن تصريحه مفارق لروح الوطنية التى تتلبس الامام، ولكنه صمت حتى عاد وأخرج مطاعنته تلك يوم الخلاف الكبير والخروج الداوي وكأن الانقاذ يومها سجلت المصنع للرجل ضمن التعويضات المعادة إليه تحت طاولات التفاوض! ودون أن نرد نحيلك الى إجابات مبارك نفسه فى الحلقة الشهيرة فى منبر سونا ثم أحملي سؤالنا الى السيد الصادق لماذا لم يفصل مبارك يوم قال تصريحه ذاك ؟ ولماذا يقبل عودته الآن نائبا له دون أن يطلب منه بصق هذا التصريح ؟ إذا أجابك الامام يانور فأرسلي لنا رده على أي أثير تشائين ، ولكن دعيني أقول لك شيئا ففى سيرة السيد الصادق المهدي السياسية أسوأ بكثير مما فى هذا التصريح ولكن جله لا يصلح للنشر هنا عبر هذا السجال ولكنها سيرة لم تبدأ بإخراجه لرجل ناضج من البرلمان ليدخل اليه عبر شهادة تسنين تفيد بالكاد انطباق الشرط العمري لدخوله اليه بدلا عن النائب المسكين فأخليت للزعيم الدائرة وفاز فيها بالتزكية !! ولا تمر فقط عبر خروج الامام الصادق المريب قبل أن تقذف الجزيرة أبا بساعات ولن تنتهى بالطبع لاتهامه ابن عمه والرجل الثانى فى الحزب بالعمالة للأمريكان لمجرد خلاف الأخير معه فى خط الحزب السياسي والتنظيمي ،
ثم تزحف هذه السيدة باعتراف ضمني داو تعترف فيه بتناقض الامام ثم تكد رأسها الموجوع وذهنها المعلول حتى تلتمس له العذر فماهو عذر تناقض الصادق ؟ تقول إن كل الساحة متناقضة !! وتحيلنا لنتابع الصحف حتى نتبين ذلك ثم نعذر الامام ، ولا أدرى هل سيوبخك الرجل على هذا الاعتراف أم سيعتقك لوجه الله ولكن دعينا نحن لنشكرك جزيلا على هذا الاعتراف ثم فتحملى صفعتنا هذه ، فماهو مقام الصادق المهدى فى المسرح السياسي؟ أهو أحد منتجي الفعل السياسي أم مجرد تابع له ؟ فإن كان أحد الفاعلين فى مسرح السياسة فهو مدان مع آخرين بإرباك الساحة وزحمها بكل هذا التناقض وهو مطالب بتصحيح هذا وما مقالاتنا وقسوتنا عليه إلا دعوة فى هذا الاتجاه فتعالي لتنفخي معنا فى هذه النار التى نريدها للإنضاج لا للإحراق وسنقاسمك الأجر إن شاء الله !!
ولكن بمثل اعترافك المهم أعلاه دعيني أنا أيضا أبادلك اعترافا باعتراف ، نعم فأنا خلال الثمان سنوات الماضية غيرت لافتتي الحزبية مرة ونصف ! فقد خرجت على الصادق الى الإصلاح ثم خرجت على الإصلاح بقيادة مبارك عندما فكر فى العودة الى الصادق (لألف لفة صغيرة ) لأنضم الى القيادة الجماعية بقيادة الصادق الهادي وخلال هاتين القفزتين كان لدي قناعتين مهمتين تمسكت بواحدة وازددت بها تمسكا بعد ردودك المتردية علينا ولكني غيرت واحدة منها، فأما القناعة التى ازددت بها تمسكا فهى أن السيد الصادق المهدي لا يصلح للقيادة حتى تصلح ماء البحر المالح للشرب وهذا لأن السيد الصادق كما قال أحد الفلاسفة عن نفسه ( كنت قبل الزواج أملك خمس نظريات عن تربية الأبناء ، أما الآن فأنا لدى خمس من الأبناء ولا أملك نظرية واحدة) فالسيد الصادق قبل الوصول الى الحكم دائما مايكون لديه ألف نظرية لحل أزمات الحكم حتى اذا اعتلى منصته أصبح محاطا بألف أزمة ولا يملك نظرية واحدة لحلها، فأما القناعة التى أبدلتها فقد كنت أظن أن استعادة الديمقراطية تبدأ بهز عروش الإنقاذ وإسقاطها على أي جنب ولكني لاحظت أن الأهم من ذلك هو قفل الأبواب الحزبية التى تدخل عبرها هذه الانقلابات العسكرية وإلا مافائدة أن يتناول مريض معتل عقار السعال وصدره مكشوف لكل تيارات البرد ؟ نعم يانور كلما فتح الربيع العربي عينيه على السودان فلمح شبحي الترابي والصادق يحتلان مسرح البديل عاد وأغمضهما وأصبح زاهدا فالرجلان أقدم من كل الذين أطيح بهم فى بلدانهم ! والآن ألن تشكريني كما شكرتك على هذه الاعترافات القادمة من مكامن عميقة للنظر والتأمل والتجريب ؟
ثم تضحكنا نور وتبكينا فى آن واحد وهى تقول إننا نكتب مهاجمين حزب الأمة التماسا للنجومية وادراكا للأضواء (ياحليلك ) !! فربما يفعل ممارسون آخرون للسياسة هذا التماسا لما ذكرت ولكننا نكتب بدوافع أخرى أيتها الغافلة، نفعل هذا لأننا نشعر أن الأرض تميد من تحت أقدام وطننا وأن السيد الصادق هو بعض قشور الموز التى تختبىء تحت أقدام هذا الوطن المترنح ، نكتب بكل هذه الحدة لأن الممسكات الوطنية أصبحت هشة ومتردية تماما ككتاباتك وأن أصابع الزعماء(وأولهم الصادق) مشغولة بتبادل الاتفاقات والتسويات المشبوهة وقبض الثمن ، نكتب لأننا نشم رائحة الحريق وزعماؤنا (وأعمرهم الصادق ) يعبثون على خط الغاز بكل أعواد الثقاب ، نكتب بحاسة شم وغريزة متقدة تستشعر الزلزال القادم ولأننا لانملك أوطانا بديلة وليس لدينا جنسيات ثنائية ولا طائرات خاصة نلج اليها عبر صالة كبار(المغادرين) ونحط فى بيوتنا الأخرى وشققنا فى القاهرة ولندن ! نعم يانور نحن حريصون على أمن هذا البلد وعلى استمرار أن يبقى صالحا للحياة لأنه ليس لدينا معارف وسط زعامات الدنيا يستقبلوننا فى قصورهم الفخيمة كما سيفعل زعماؤنا وهم يطلون غدا بعد أن يشعلونا ويتفرجون على احتراقنا من بعيد ، ليس امامنا الا أن يظل هذا البلد صالحا لايوائنا وايواء أولادنا من بعد لأننا لم نعرفهم بعد على (عشة القذافي) وعلاء مبارك أو غيرهم من القادمين من أبناء الزعماء الجدد ! نحن لا نملك حسابات احتياطية فى بنوك أعجمية بالعملة الصعبة ولا نملك جوازات سفر غير التى يتربع عليها صقر الجديان ولا تنزل فى حساباتنا تحويلات باسم أهلنا الانصار من بنوك ايران وقطر والرياض ولا نملك الا بستان النخل الذى يثمر عافية كل عام ، ثم نملك فى يدنا هذه العصا الغليظة لابعاد (ام جركم) التى أكلت خريفها حتى أتخمت ثم تتطفل على أكل خريفنا ونخلنا ولكن هيهات
حاشية
إننى لم أعكر صفو حياتهم أبدا ، إننى فقط أريهم الحقيقة فيرونها جحيما
( هارى ترومان )
يجيئون فى الليل كخيوط الضباب
وكثيرا ما يأتون فى وضح النهار دون أن يراهم أحد
يتسللون خلال الشقوق
وثقوب المفاتيح دون ضجيج لا يتركون أثرا ، أو قفلا مخلوعا أو فوضى
إنهم لصوص الزمن
خفاف ولزجون كثمرة الليتشى الصينية
يشربون زمنك ويبصقونه بنفس الطريقة التى تقذف بها النفاية
لاتراهم أبدا وجها لوجه
وهل من وجوه لهم ياترى ؟
(بريمو ليفي)
حسن اسماعيل
هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.