ناهد بشير الطيب الفن التشكيلي وتشكيل الملامح لا شك أن سمعة وصيتاً عظيمين قد أحاطا بالفن التشكيلي في السودان، سواء بالداخل أو الخارج، حيث احتفت المدن الأوروبية وغيرها، وتنامت الدهشة وتفتحت أعين الرضا، في وجوه باريس وفينا وبرلين ومدريد ولندن، ومدن عربية وأفريقية؛ تلك المدن التي طافها تشكيليون في قامة إبراهيم الصلحي وحسن موسى وشبرين وحسين جمعان وراشد دياب والباقر موسى، حيث عرض هؤلاء أعمالهم التي لاقت اهتماماً ومتابعة مشرقة بإبداعاتها وتوقيعات الشموس على أوتوغراف الخطوط والضوء والظل. ربما كان مرد ذلك الرواج للفن التشكيلي، هو ما يعمر هذا الوطن من قوس قزحية وتعدد ثقافات وأعراق وتقاليد واستبطان هرمونية ذلك من قبل التشكيليين في بلادي، مما ألهمهم إبداعاً متفرداً عبر مدرسة السوداناوية التي أسستها مجموعة من التشكيليين واستفادت من إرث وحاضر مكوننا الثقافي وا?ثري والفلكلوري الجامع؛ وقد تأسست مدرسة الواحد التي استمدت من الصوفية وتراثها العريق ما ألهم خطى مسيرتها، ومدارس أخرى غير المدرستين آنفتي الذكر، وجميعها عبرت عن مراحلها في حركة تشكيلية وثابة ومضيئة. لا ننكر دور الفن التشكيلي وحركته الجمالية في بلادي. وما أنا بصدده هنا هو مناشدة الفنانين التشكيليين الاستمرار في عرض الهواء الطلق الذي ابتدرته مجموعة منهم بالتنسيق مع ولاية الخرطوم، حيث كان يقام معرض الهواء الطلق كل يوم سبت بشارع النيل، لكنه توقف ثم انتقل حالياً قبالة المتحف القومي. وقد عرفت من الفنان التشكيلي محمد ا?شرف أبو سمرة -وهو من القائمين على أمر معرض الهواء الطلق والمهمومين بنجاحه- خلال حواري معه في برنامج (كيف حاله) الذي أقدمه العاشرة مساء كل يوم أحد؛ عرفت منه اهتمامهم كتشكيليِّين بإقامة هذا المعرض، بل جعله بوابة رعاية للأطفال والموهوبين ولا يشترطون صفة أكاديمية، فكل من يأنس في نفسه موهبة رسم وتلوين متاح له عرض أعماله، ومؤكد أنه سيستفيد أيما استفادة من نصح وإرشاد الحاضرين من الفنانين التشكيليين. وجانب آخر قد تطرقت فيه عبر الحوار آنف الذكر مع الفنان أبو سمرة، وهو جانب يتعلق بدور الفن نحو مجتمعه، ألا وهو تجميل العاصمة، وقد نقل لي الفنان أبو سمرة استعداده واستعداد مجموعة كبيرة من زملائه.. لإضفاء لمسات جمالية على وجه العاصمة وشوارعها وميادينها بما يليق، فهل نطمح في ميقات تعلن فيه ولاية الخرطوم مشروع الجمال.. فينتثر التشكيليون في شوارعها رسماً وتلويناً وتزييناً؟.. نعشم في ذلك! من خلال ما أوجزته أعلاه في علاقة الفنون عامة بمجتمعها، انتقالاً من الذات إلى الموضوع، ومن الخاص إلى العام، تندرج المسألة بكلياتها تحت عنوان وطني كبير، هو الانتماء، فالفن التشكيلي والغنائي والمسرحي وغيرهم رسائل للوصول والاتصال بالنبض الجماهيري؛ فالمسرح الدرامي المتجول مثله مثل معرض الهواء الطلق مطلوب كما مسرح الغناء، وفي ذلك تلاحم مع المجتمع وترويح عنه، فالفن في أبعاده ومؤثراته وتأثيراته الاجتماعية والوطنية صار دوره بناء وتنمية وتربية للذائقة الجمعية في ابتداع المضامين الهادفة. هى مناسبة نناشد فيها وزارة التربية والتعليم لتطوير منهج التربية الفنية في المدارس لترغيب ا?طفال في الرسم والخربشات بأنامل بريئة، واستعدادهم الفطري للتعلم، مما يتطلب تدرجاً منهجياً في مادة الرسم والتلوين بدءاً من الروضة و صفوف ا?ساس والثانوي، بما يحفظ التسلسل المناسب للدراسة. تحليق أرضي: ينمو العشب على أكف الضفاف. ومن اصطفاق ا?مواج، تدوزن المسافات أوتار الغناء السابح، ويرفع الحرف قبعته لوردة ا?بجدية الناطقة