إليكم..................... الطاهر ساتي استيراد وتصدير الدجل! * قبل أسابيع، وفي برنامج رياضي بفضائية مصرية، عندما سأله المذيع عن أسباب تدهور فريق كرة القدم بالنادي، لم يجد هذا المسؤول -غير المسؤول- من الأسباب غير أن يقول بلا حياء: (عاملين لينا سحر).. وعندما ضحك المذيع بسخرية، صاح فيه غاضباً: (بتضحك ليه؟، احنا اتأكدنا، ما فيش سبب غير السحر، الفريق مسحور).. وإلى هنا ليس في الأمر عجب، وعالم الرياضة -كما تعلمون- يضج بالدجالين والأناطين وبالجهلاء الذين يؤمنون بهم لحد القداسة.. ولكن المُدهش هو ما ختم به المسؤول بنادي الزمالك ترهاته: (ح نجيب فكي من السودان علشان يفك السحر).. وكل الحوار -لمن يشاء- موثق بموقع اليوتيوب..!! * ومن صريح هذا المسؤول الرياضي، يبدو أننا حين فشلنا في الاكتفاء من القمح والفول والعدس وتصديره، برعنا واشتهرنا في مجال تصدير الدجالين، و إلا لما قال: (ح نجيب فكي من السودان).. وكذلك بدول الخليج، حدث ولا حرج، إذ للدجل السوداني والشعوذة الوطنية (سوق رائج).. ولا ينافسنا في سوق الأناطين والدجالين بالخليج إلا بعض دول غرب إفريقيا وقبائل هندية، أي بقليل جهد وتدريب -وشوية مؤتمرات- نستطيع أن نكون الرواد في عالم الدجل والمشعوذين.. وفي سبيل الريادة، ليس هناك ما يمنع السلطات عن تأسيس مشروع تزكية الدجل أو اللجنة العليا لتطوير الشعوذة..!! * ولكن هناك معيقات وعقبات تحول دون تطوير وتصدير دجلنا السوداني وشعوذتنا الوطنية لحد احتكار (البورصات العالمية)، وعلينا -كسلطة رابعة وكده- تنبيه السلطات الأولى والثانية والثالثة، وحثها على إزالة المعيقات والعقبات التي تقف أمام نهضة فخر الصناعة الوطنية (الدجل والشعوذة).. أولاً، أي العقبة الأولى، ببعض صحف الخرطوم، منذ أسابيع، إعلان لما أسموه بمركز الطب البديل، وتديره شخصية عربية، يدعو الناس إلى الإقبال عليهم للتداوي من أمراض السرطان والفشل الكلوي والجنون -وغيرها من الأمراض العضوية والنفسية– بال (رقية)، ثم بالإعلان شيخ عربي ملتحي.. هكذا بلغ الحال، إعلان في الصحف..!! * ثم إعلان آخر، بفضائية البحر الأحمر، يُبشر أهل الولاية بوصول الشيخ العربي الملتحي -ذاااتو- إلى بورتسودان، ويدعوهم إلى الاتصال بأرقام هواتف (على الشاشة)، للحجز والاستعلام ثم الحضور للعلاج من كل الأمراض النفسية والعضوية ببركة هذا الشيخ العربي الملتحي (المعجزة) حسب إعلاناته.. أي تطور الأمر من إعلان بالصحف ثم مركز بالخرطوم إلى إعلان في الفضائية ثم مراكز ولائية، وهذا الانتشار السريع والواسع ما لم تستطع إليه وزارات الصحة عبر مشافيها ومراكزها.. وعلى كل حال، مثل هذا الوافد -عربياً كان أم أجنبياً- يهدد الدجل السوداني ويُشكك في سلامة وصلاحية الشعوذة الوطنية.. علينا حماية هوية دجلنا وشعوذتنا من تغول الوافدين بدجلهم وشعوذتهم، وذلك لكي لا نصدر إلى الأندية المصرية ودول الخليج دجلاً غير دجلنا وشعوذة غير شعوذتنا و (نطلع من السوق)، ثم لكي لا يقال عنا بأننا فشلنا حتى في صناعة الدجل والشعوذة.. وعليه، يجب إغلاق مركز هذا الشيخ العربي الملتحي عاجلاً، ونحتكر صناعة وتصدير الدجل والشعوذة، وبهذا نصبح أمة ضحكت -من جهلها- الأمم..!!