فيما أعتقد مصيبة عزام أن المريخ وعي درس كمبالا * تجربة الأحمر أمس أمام (تلفونات بني سويف) ومباراة اليوم أمام الإعلاميين وبرامج الجهاز الفني من خلال معسكر لقاهرة، ومن ثم الدوحة وختاما بكمبالا سيتي؛ جميعها تعتبر خير إعداد للفريق للصراع الأفريقي الخالص الذي يواجه من خلاله مريخ السودان عزام التزاني في تمهيدي البطولة الأفريقية أبطال الدوري في الموسم الأفريقي الماضي. لم يُفلح مريخ السودان في تجاوز عتبة التأهيلي بعد أن خرج على يد كمبالا سيتي اليوغندي بعد معسكر الدوحة ومباريات أمام أفضل الفرق الأوروبية على رأسها باير ميونخ الألماني. والأحمر مطالب هذا العام بتجاوز حالة النّحس التي لازمته حتّى في دياره الموسم المنصرم، إذ أنّه لم يُعاقب فقط على مستوى عدم التأهل لدور ال(32)، ولكنّ العقوبة الحقيقيّة كانت من جمهوره الذي تذوق مرارة الخروج غير المتوقع بعد أن أدار له الحظ الظهر بفعل الفشل في تحقيق الفوز في استاد الخرطوم وتقبل الخسارة بهدفين نظيفين. ولعلّ الفرصة الأكبر الآن للأحمر هي الوقوف على إخفاقات الموسم الأفريقي الماضي. *وأعتقد أن مجلس إدارة نادي المريخ ومكوناته المختلفة قد وضعت هذا الخروج المبكر وغير المتوقع في حسبانها، ونصب أعينها، ويظهر ذلك جليا من خلال معسكرالفريق الذي يتواصل هذه الأيام من القاهرة وبإعداد بدني ومباريات كمرحلة أولى ومن ثم مرحلة ثانية بالدوحة ومباريات للترويج والاحتكاك العالمي أمام باريس سانت الفرنسي وشالكه الألماني ومرحلة ثالثة مهمة ومفصلية ومفيدة جدا في يوغندا والتباري مع كمبالا سيتي وفريق آخر. *معسكر مبالا مهم جدا يا غارزيتو لتشابه الأسلوب والمستوى الأفريقي الذي يلزم الأحمر في الموسم الأفريقي الجديد. فمراحل الإعداد التي تستمر هذه الأيام بنجاح تأهيل للموسم الجديد، وتعدّ فرصة تاريخيّة لرفاق تراوري لبناء جيد وجديد لانطلاقة لا تعرف التوقف أو الانكسار، ولعبور عقبة عزام التنزاني؛ فالرّهان في تصوّري هو الاستقرار أوّلاً وأخيراً، وتحقيق الآمال والطموحات تتطلب قليلاً من الصبر وكثيراً من العمل، والفوز بالبطولات ليس مستحيلاً إذا أدركت الجماهير أن الاستعجال ليس الحلّ الأمثل، إذ أن عددا كبيرا من المدربين تداولوا على تدريب الأحمر.. ولعلّ في التجربة الألمانيّة لكروجر وخروجه من التمهيدي الأفريقي أكثر من عبرة، لذلك ندعم الاستقرار والصبر على قطف الثمار ويبقى الأحمر واحداً من أرقام الكرة الأفريقية، وعلوّ كعبه أفريقيَّاً على كل فرق البلاد إلى جانب امتيازه على عدد كبير من فرق القارة محفوراً في ذاكرة الجميع. *أرضية الأحمر الصلبة وآمال وطموحات جماهيره وضع يقتضي التفكير فيه، وإعادة تهيئة مناخ من الثقة وتوظيف المهارات التي تتوفر للاعب الأحمر لتجاوز فكرة بناء أكثر من تشكيل لفريق ينافس على عدد من البطولات. ولا أعتقد أن الفريق الذي أنجب جيل مانديلا وسيكافا عاجزٌ عن مواصلة مشوار البطولات في زمن الاحتراف بعد أن استقدم أفضل اللاعبين الأجانب كما يملك جيلا جديدا من اللاعبين القادرين على إعادة ترميم صورة الأحمر أفريقيَّاً والمضيِّ برفاق بكري المدينة للغايات المأمولة. *ولعلّ أخطر ما يتهدّد الأحمر في الموسم الجديد وتحت قيادة غارزيتو هو تحويل نجوم الفريق إلى فئران تجارب، من خلال عدم منح الإطار الفني لنجومه الوقت الكافي والانسجام الأفضل لإنتاج التوليفة اللازمة لدخول المنافسات. *إذا كان الجنين يقضي تسعة أشهر ليخرج إلى النّور، فهل يعتقد الفاهمون في علم الكرة أن تكوين فريق بطولات يلزمه زمن أفضل وإتاحة فرص أوسع للاعبيه؟ ثمّ إن الشّعور العام لدى المدرّب، هو أن رأسه مثبّت جيّداً تحت مقصلة الهزيمة، بل إن بعضهم يُبقي على أمتعته جاهزة للسفر في اليوم التالي للخسارة، ولو تعلّق الأمر بمباراة وديّة فإتقان ثقافة الرّبح والخسارة من شأنه أن يجعل الأمر أكثر مهنيّة في التعاطي مع حالة الخسارة والفوز معاً.. ثمّ إن الجمهور بحاجة إلى أن يتعلّم الصبر لتتحقق ثمرة العمل.. لنصبر شهرين فقط على الإطار الفني، وسنشعر حينها أن شيئاً ما يتغيّر، وأنّ شيئاً ما سيحصل و(يا عزام حتلعن حظك العاثر الذي وضعك أمام خصم لا يرحم).