*التعصب الرياضي لا يزال في تنامٍ مع الأسف الشديد، ولعل ما يدور في الشارع الرياضي يكشف لنا عن كثير من الممارسات الخاطئة من قبل (بعض) المنتمين إلى الرياضة سواء أكانوا لاعبين، أم إداريين، أم محللين، وتلك بلا شك معضلة يجب أن توجد لها الحلول الناجعة حتى لا تتطور أكثر فأكثر، ولعل أكبر مشكلة هي المكايدة التي ظهرت في الايام الماضية ودونكم اللافتة التي رفعها بعض جمهور الهلال إلى جانب المانشيتات المتعصبة بعد تعثر أي من طرفي القمة وهذا قطعاً، يؤثر سلباً على مستقبل التشجيع في بلادي لأن هنالك مجموعة كبيرة في حجمها صغيرة في عمرها تتعامل مع ما يكتب ويصدر من البعض على أساس أنه مسلمات لذلك فهم أكثر من يتأثر وهم الشريحة التي يجب أن توجه لها الرسائل، حتى نحصنهم من الانسياق وراء موجة التعصب، وحتى نخفف حدة التوتر لديهم مما يشاهدون ويسمعون ويقرأون أحياناً في الإعلام. *كل المتابعات أكدت أن بعض الكتابات التي يسود بها بعض المحبراتية صفحات الصحف مؤخراً تزيد للأسف من ظاهرة التعصب الرياضي داخل المجتمع السوداني، وأن لوسائل الإعلام والإعلاميين وجماهير الأندية دورًا كبيرًا في إثارة التعصب الرياضي بين مشجعي الفرق الرياضية. إذ أكدوا أن من مسببات مشكلة التعصب أن جماهير الفريق الخصم تسيء لفريقهم، وأن مشكلة أخرى تتمثل في استضافة الإعلاميين في البرامج الرياضية تكثر فيها الإساءة إلى الأندية التي يشجعونها او للاندية الخصم. وطالبنا أكثر من مرة بإيقاف الإعلاميين الذين يثيرون التعصب بين الفرق الرياضيةو ضرورة إيقاف كل إعلامي يثير التعصب بين الفرق الرياضية، ونجدد مطالبتنا بضرورة سن القوانين والأنظمة الصارمة التي تجرم التعصب الرياضي، مع تمنياتنا بالزام لاعبي الفرق الخاسرة بمصافحة لاعبي الفرق الفائزة، و إلزام اللاعبين بتبادل قمصانهم بعد كل مباراة للحد من مشكلة التعصب الرياضي إلى جانب تقنين تواجد رجال الشرطة في ملاعب كرة القدم. *ومعلوم للجميع وجود الرغبة الكبيرة والملحة للسواد الأعظم من جماهير الرياضة بالبلاد للحد من ظاهرة التعصب الرياضي، من خلال ضبط البرامج الرياضية التي تثير جماهير الأندية وترفع من حدة التعصب الرياضي، ووضع قوانين رادعة لمثيري التعصب من مشجعي الأندية الرياضية أو منسوبي تلك الأندية أو أي جهة أخرى لأن مستوى الوعي عند الجمهور ارتفع كثيرًا وهذا يمثل مؤشراً للنهوض برياضتنا للوضع الذي نريده بدلاً عن الوضع الذي تعيشه الرياضة الآن، لأننا في حاجة ماسة لتغيير كل الأساليب والممارسات التي تغذي التعصب الرياضي، مع وضع قوانين صارمة تحد من انتشارها، وفي المقابل جعل الرياضة بيئة جاذبة ومحببة لكل عشاقها، فلا مانع من التشجيع واختيار النادي المفضل من الأندية فجميعها أندية هذا الوطن الغالي. ولكن..! عندما يتسبب التشجيع في التفريق بين الزملاء والأصدقاء والأقرباء ويثير المشكلات، فهو ما يجب أن يعالج بواقعية ومنطقية ووفق منهج علمي مدروس. *نحن شعب طيب ومتسامح وإذا اجتهدنا في إبعاد منغصات الإخلاق الرياضية أياً كان مصدرها جمهور ،اعلام ،اداريين او رجال شرطة مع الرهان على الوعي فإن أملنا سيكون كبيرًا بواقع أفضل ومحفزات أخرى يُسلط عليها الضوء من خلال البرامج التلفزيونية الرياضية وأن يتم التوسع في نقاشها من خلال الإعلام الرياضي، وتكون موضوعاً رئيساً لندوة كبرى تُقام في إحدى الجامعات بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة. *على الجميع أن يزيد من جلد الذات،لأن التصحيح يكون بالاعتراف بوجود أخطاء ووضع اليد على الجرح ومن ثم تعديلها، وبكل تأكيد وقوفنا ضد التعصب بكل ما نملك من قوى سيجعلنا نعود إلى جادة الطريق ويعود جمهورنا للتشجيع المثالي كما عهدناه في السابق، وهذا سينعكس إيجابياً على مستويات الأندية وسيخفف من حدة التعصب الرياضي بين الأندية، كما آمل أن يكون شعارنا (الرياضة تجمعنا)، (الرياضة توحدنا) وأن تكون الرياضة جامعتنا.