فضيحة مدرسة الريان الخاصة بالدخينات جنوبي الخرطوم، تظل هي أكبر فضيحة تواجهها العملية التعليمية بالبلاد على مر التاريخ، وستظل كذلك حتى نستيقظ فى ذات صباح على فضيحة أخرى مدوية، وفضيحة مدرسة الريان تستحق الوقوف عندها كثيراً لأنها مست أشرف وأنبل مهنة عرفتها الإنسانية، (قم للمعلم وفه التبجيلاً... كاد المعلم أن يكون رسولاً) ، تفاصيل مؤلمة وصادمة كشفت عنها فضحية هذه المدرسة التي احتالت على (50) طالباً ومنحتهم أرقام جلوس وهمية وامتحاناً مزوراً، وتم اكتشاف الجريمة بعد الجلسة الأولى لمادة القرآن الكريم، واتضح من التحريات أن مدير المدرسة أيضاً وقع ضحية لهذا التزوير عبر أحد معلميه الذي خدعه بلا وازع ديني أو أخلاقي ، وكشفت التحريات الأولية مع المتهمين أن المعلم ، أقنع المدير بتحويل المدرسة إلى مركز امتحانات عبر الاتصال بوزارة التربية، وسلم المدير الأستاذ المحتال مبالغ مالية للقيام بإجراءات تسجيل المركز بوزارة التربية والتعليم وتحديد أرقام جلوس للطلاب. وقام الأستاذ المتهم الأول في البلاغ بإحضار أرقام جلوس وهمية وسلمها لمدير المدرسة وجاء مستصحباً معه شخصاً زعم أنه يتبع لقوة نظامية واتضح أنه لاعلاقة له بأي قوات نظامية، كما قام بطباعة الامتحانات المزورة وتشميعها بالشمع الأحمر فى مطابع خاصة، تم ضم أصحابها إلى قائمة المتهمين. تقع هذه الفضيحة المدوية فى الخرطوم (محل الرئيس بنوم والطيارة بتقوم)، تداركت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم أوضاع طلاب المدرسة بإجلاسهم فى مركز طوارئ ومنحتهم أرقام جلوس لمتابعة الامتحانات، المحزن والمؤلم حقاً، والذي لن تجد له الوزارة حلاً ما أصاب هؤلاء الطلاب المحتال عليهم من ضرر نفسي بالغ ياترى كيف كانت عقولهم النضرة تتحمل ماحدث لهم من صدمة قد تكون أذهبت عنهم التركيز وجعلت كل ما ذاكروه يغادر من عقولهم الصغيرة لهول المصيبة، (اللهم أجرهم فى مصيبتهم وثبت عقولهم ووفقهم فى النجاح وعوضهم عن هول ما لاقوه في الحادثة) أما الجانب الأخطر فى القضية من هو المتهم الأول في هذه القضية الكارثية، إنها وزارة التربية والتعليم الاتحادية والولائية بلا تردد، كيف لمدرسة فى العام 2015 تنجح فى خداع (50) طالباً وتجلسهم لامتحانات مزورة وبأرقام مزورة، أين الرقابة من ذلك، وعلى من تقع مسؤولية ما واجهه هؤلاء الطلاب، الذين أوقعهم حظهم العاثر، فى مجتمع أصاب التزوير كل أشيائه بدءًا من العملة ومروراً بالشهادات، والسلع.و..و..و.. و (حتي علي كبك الفنان طلع مزور). توقعت أن يكون أول قرار للمسؤولين عن هذه الفضيحة الاستقالة والاعتذار للطلاب المساكين وتسجيل زيارات لأسرهم لتطمينهم وإزالة ما علق فى نفوسهم ونفوس أبنائهم، لكن يبقى أدب الاستقالة حلم بعيد المنال، ويبقى السؤال الذي يقض مضاجع الجميع هل أصبحنا نعاني من أزمة أخلاق لهذه الدرجة التي جعلتنا نعيش في واقع (غير حقيقي) طال التزوير كل مفاصله، اللهم ارفق بعبادك الضعفاء اللهم اجر الطلاب وأسرهم فى مصيبتهم وابدلهم خيراً منا، اللهم أمنح مسؤولينا أدب الاستقالة وثبته فى قلوبهم،إنه ولي ذلك والقادر عليه ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.