عقب مغيب شمس يوم البارحة، وبعد أدائي للفريضة بمسجد كافوري مربع واحد الحي الذي أقطنه فهو مسجد وسيم ومتواضع شيد بجهد وعرق نخبة متميزة وعقد نضيد من رجال الحي الأنقياء الاتقياء نذكر منهم رغم زهدهم (حمزة عفيفي، منتصر سراج، ياسر، عطية وشمس الدين) وآخرين غيبت أسماؤهم الذاكرة الهرمة فمعذرة. بعد أدائي للفريضة وترطب لساني بذكر الله. آويت إلى مضجعي المتواضع. أمضيت زهاء الساعتين محلقاً تارة ببصري وذهني في مؤانسة توثيقية عن مسقط الرأس مدينة الدويم منهل العلم والنور والابداع وتوأمتها بخت الرضا. وتارة أخرى امتطي حصان الذاكرة المثقل بالأحداث والأقوال عن المدينة، الدويم ترقد هانئة ساكنة على صدر سليل الفراديس نيلنا العظيم، متوسدة ذراعه الأيمن محتضنة بين ضلوعها إرثها العريق وتاريخها التليد. مدينة يعرفها كل أبناء الوطن وكل من نهل من معينها علماً ومعرفة ولكن شاءت الأقدار أن تمر بسنوات عجاف انهالت عليها سياط الغضب والغبن وهي تتجرع مرارة الصبر وتلوذ بالصمت تصارع الموت البطئ وفي خضم هذا الزخم من الأحزان والآلام رست بشاطئها الوارف سفينة الإنقاذ تحمل الآمال الخضر والطموح الباذخ. عرف الرئيس عمر حسن أحمد البشير مكانتها الرفيعة بين حسان المدن وما قدمته للوطن من عظماء ونجباء الرجال أثروا الساحات بعطائهم الثر فهم كثر ولكن تذكر منهم محمد أحمد المحجوب، سر الختم الخليفة ، د. خليل عثمان، عوض ساتي ، د. الطيب زين العابدين بروفسير الطيب حاج عطية ، البروفسير إبراهيم أحمد غندور، د. المتعافي والمرضي التجاني والسمؤال خلف الله ، السماني الوسيلة. مدينة بمثل هذا التألق والشموخ أوفت لها الإنقاذ منذ بزوغ فجرها، وأقولها صادقاً ويشهد التاريخ على ذلك أن البشير لم يبخل أن يسعى جاداً للوفاء لتلك المدينة العريقة واعادتها لسيرتها الأولى، وصدر قراره بضمها للشبكة القومية للكهرباء منذ عقدين التي غابت عنها ردهاً من الزمن وجسر المدينة العملاق يشهد على الوفاء وجامعة بخت الرضا تؤكد بلوغ الحلم. ولكبح جماح البطالة والعطالة قدمت الإنقاذ مشروع سكر النيل الأبيض ومشروع سكر مشكور ويتم تجديد شبكة المياه وتمت سفلتة الشوارع وإنارتها. وملسخ حديث فتحت أبوابه كما تمت صيانة معظم المدارس وإعادة تعمير المستشفى التعليمي وتعمير مصنع النسيج. وبالأمس جاء ابن الدويم البار البروفيسور إبراهيم غندور يحمل بين يديه حزمة من الإشراقات لمسقط رأسه أدخلت الفرحة والبهجة في نفوس أهله. وتمتد يد بيضاء أخرى من ابن عشقها وعرف قدرها وهو أحد أنقيائها وتقاتها هو الأخ الصديق يوسف الشنبلي الوالي قدم لها بالأمس أطباقاً من الذهب ولم تغب عن ذاكرته زائراً وسائلاً عنها وقدم لها الزرع الذي أينع نبته وانفرجت الأسارير. وهناك من ركن قصي نرقب الابن الشاب النضر محمد علي فضل الله المعتمد الهمام يعمل في صمت دون ضوضاء يحمل هموم أهله ويعمل جاهداً لتوفير المأوى لكل أسرة ولنقف معه جميعاً لتنفيذ برنامجه الطموح. إضافة لكل هذه الإشراقات كرمني الأخ رئيس الجمهورية لجهدي وعطائي الذي قدرة فهو تكريم للمعلم وللدويم ولبخت الرضا. فله مني عظيم الشكر والشكر لله أولاً. حسين الخليفة الحسن ابن الدويم