بروفسير موسى محمد موسى لك التحية والتقدير الذي يليق بك شخصيا وأثمن تناولك المتواصل والهادف لقضايا الإنتاج الزراعي ومجرياته (في مشروع الجزيرة العملاق) ومن منطلق شخص مجرب وممارس ومعايش لأهله وطريقة حياتهم ويحمل بين جنباته هموم الوطن الكبير. لقد وقفت كثيرا في ما جاء بعمودكمم بجريدة "السوداني" في يوم الخميس الموافق 19/1/2012م بعنوان "برشلونة في المناقل" لتشجعي فريق برشلونة المتميز وحبي لأهلي في المناقل وهو يخاطب بعد رحبة أغنية الفنان "القلع" يختمها بقطعها "المساكين ليها رب" وفيها يستشعر العناية الإلهية التي أنفذت مزارعي الجزيرة هذا الموسم (وليس المناقل وحدها) نتيجة عوامل طبيعية لضعف الأمطار وأدت إلى تدني توفر المرعي والكلأ. وأضيف عليها عوامل تتعلق بندرة المنتج من الحبوب الزيتية من الفول السوداني والسمسم والقطن الذي رد له الاعتبار بالتزامات قالت بها شركة السودان للأقطان، وقعت بردا وسلاما على المزارعين (إذا تحققت) الأسعار المعلنة للمنتجين (دون لف ودوران) أو ظهور أي مستجدات طارئة خاصة بعد أن خفضت الشركة تقديراتها من عائد القطن من مبلغ 700 مليون دولار في اغسطس الماضي، بداية الموسم، إلى 300 مليون دولار حاليا جل هذا المحصول لا زال في الغيط ويتطلب جنيه جهدا مقدرا حتى وصوله للمحالج، ودعواتنا أن نشهد تحسنا في الأسعار عند بيع المحصول تفتح شهية المزارعين وتدفع بالخطة الثلاثية للإنقاذ الاقتصادي. وأما المنتج من محصول الذرة فقد كان ضعيفا بدرجة غير مقبولة لأسباب ذكرتها في مقالك. وكان التعويض في ارتفاع أسعار (القصب) وزيادة ملحوظة في أسعار الحبوب وهذا ما رفع معنويات المزارعين وحقا كان الفول السوداني ملك المحاصيل (بكل مكوناته) التي وردت منك. والكل في انتظار العائد الموعود من القطن الذي يسعى لاستعادة عرشه ومما لا شك فيه أن هذا الموسم كان متفردا في طبيعته وأن المحاصيل وما صحابها من غلاء غير مشهود لمنتجات الحبوب والزيوت واللحوم في الأسواق كان المنفذ للمزارع، لقد رأيت في ما ذهبت إليه في استعارتك المقولة بأن"مصايب قوم عند قوم فوائد" أمرا لا بد أن نقف عنده فالمصائب المرتبطة بتكريس الغلاء مستهدفة أولا. لمستهلكي الذرة على نطاق القطر وهم كثر وأصحاب مصانع الزيوت ومربي الماشية ونهاية بالمستهلكين عامة بمن فيهم المزارعون أنفسهم. أملنا الكبير أن تكون لنا المهمة والإرادة للارتفاء بإنتاجنا بكل مكوناته من هذه المحاصيل المهمة وهو أمر مكن بصورة مستدامة في بيئة مواتية مثل الجزيرة كما كانت سابقا حتى تكون المعادلة المطلوبة للمنتجين والمستهلكين معا هي (فوائد قوم عند قوم فوائد) وبذلك تنصلح الحالة الاقتصادية والمزاج الاجتماعي للجميع بإذن الله. ختاما علينا أن نقر بأن الفوضى المماثلة حاليا في المشروع نتيجة حرية قرار المزارع في زراعة محاصيله دون اعتبار للمستجدات القضية المعروفة وإن أدت إلى مردود إيجابي محدود حاليا قطعا لا تقضي في النهاية إلى استدامة الوفرة المرجوة وعافية المشروع. والله الموفق وزير الدولة للزراعة سابقا (مزارع)