ليس أمراً غريباً ولا عجيباً أن يختلف السياسيون داخل الحزب الواحد.. يتفرقون يتبادلون أسباب خلافهم.. كل يرمي بما يراه صحيحاً وداعماً لحجته ضد خصم اليوم.. رفيق الأمس وحبيبه.. وما يجري داخل حزب الإصلاح الآن مشهد من مشاهد عايشناها كثيرًا في تاريخ السياسة السودانية الحديث.. ولكثرة ما يقع بين قيادات وقواعد أحزابنا من خلاف وتباين في وجهات النظر.. لكثرة الخلافات هذه لم تعد مدهشة ولا مستغربة.. بل إن الحالة الاستثنائية ألا يتعرض حزب لمرض الخلاف وداء التصدع والانقسام. ما نعايشه هذه الأيام داخل الإصلاح الآن لم يكن مستبعداً عندي ولا مستغربا.. كنت من خلال المعايشة والمتابعة أنتظر تطاير سقف الحركة وتصدعها.. وخروج بعض قياداتها بتصريحات تحدث الدنيا والعالمين عن سيطرة مزعومة على مقاليد الأمور وتهميش قيادات وقواعد لها سهم وعرق في بناء الحركة وتأسيسها.. كنت أتوقع خروج الفريق الركن محمد بشير سليمان على منظومة حزبه الجديد.. فالرجل مشهور عنه عدم صبره على المراحل وتعجله في اتخاذ القرارات..! أقول هذا وفي قلبي مودة ومحبة للجنرال محمد بشير سليمان..فهو عندنا في مقام يستحقه.. نحفظ له سهمه وتاريخه في خدمة أمته وشعبه..ومع هذا فإن تاريخ الرجل وكسبه موضع حبنا.. أما مواقفه واجتهاداته السياسية فموضع نقدنا.. لا حربنا!! لو تم اختيار محمد بشير سليمان ضمن طاقم حكومة مولانا أحمد هارون لما ذهب الرجل لحزب غازي صلاح الدين الجديد.. لكن حالة الفراغ التي عاشها الجنرال بعد إعفائه من منصبه وسط أهله وعشيرته دفعته دفعاً لمبادرة الانضمام للإصلاح. لا نود الخوض في دوافع خلافات الجنرال مع غازي صلاح الدين.. لكن ما استوقفني حقاً هو اتهام الجنرال سليمان لغازي باستلام أموال من الاتحاد الأوروبي.. غازي قادر علي الدفاع عن نفسه.. أما صاحب هذا القلم فيقول للفريق سليمان: لقد أخطأت أيها الرجل الكبير.. غازي عندنا أبناء هذا الجيل من الحركة الإسلامية من الأطهار الذين لا يتأثرون كثيراً مهما هاجمهم المخالفون في مواقفهم السياسية.. لكننا ننتفض من دواخلنا عندما يصيبه رشاش غاضب في عفة نفسه وطهارة يده.. غازي من قلة في تاريخ الإسلاميين الحديث لم تشبع من الحلال ناهيك أن تمتد يدها لاستلام لعاعة من زيف الدنيا الكذوب!!