صراع البقاء والفناء الخرطوم: مشاعر أحمد - إيمان كمال الدين استراتيجي: لابد من بناء ميثاقٍ وطنيٍّ يحكم المعارضة والحكومة معاً. استشاري نفسي: يجب أن تستقلَّ الإرادة السياسية عن الشخصيات النرجسية المتصيِّدة للواقع السياسي تساؤلات ربما لم تبارح عقولنا منذ وجودنا على الأرض، ومؤخراً صار صوتها أعلى داخلنا بعد الربيع العربي، وهي عن إمكانية التغيير؟ متى؟ وكيف؟. أما السؤال المقترن بما قبله فهو: هل نجحت تلكم الثورات في خلق مجتمعٍ جديد؟ هذا الاستفهام ظلَّ يطرح نفسه أمام كل مجتمع وكما صاغهُ عالم النفس (إريك فروم) في حديثه عن إمكانية خلق مجتمع جديد "فإذا كان من الممكن ذلك فإن الأمر يتطلب أولاً الوعي بالصعوبات التي تعترض هذه المحاولة، والتي تكاد ترقى إلى مستوى الاستحالة، مما جعل الجهود المبذولة لإحداث التغييرات قليلة جداً، والبعض يصل لا شعورياً إلى مرحلة اليأس، وآخرون ما زال في نفوسهم أمل لكنهم لن يحققوا أي نجاح إلا إذا كانوا واقعيين حد العناد، قادرين على نبذ جميع الأوهام، مُقدّرين للصعوبات، يقظين، مختلفين عن الأشخاص الحالمين بأمور لن تكون." الحوار هو الأجدى إذا كانت الثورات لم تحقق ما قامت من أجله من اجتثاث وتغيير كامل للأنظمة الطاغية، فإن ثمة تساؤلات كثيرة تتبادر إلى الذهن منها: كيف يخطط الفرد والمجتمع لنهضة الأمة؟ وللإجابة على هذا السؤال تحدث ل(السوداني) الخبير الاستراتيجي حسين آدم كرشوم قائلاً: "إنَّ الثورات تحوَّلت من مسارها الحقيقي وأصبحت مجتماعتها في حيرة وبعض المجتمعات جدَّدت دعوة التغيير، ولكن هذه المرة عن طريق القوة العسكرية المسلحة، واكتفى البعض بإستخدام تعبئة الجماهير مرة أخرى، ويرجع سبب فشلها لعدم وجود خطة معدة مسبقاً لما بعد التغيير لإدارة الدولة بعد الثورة"، أما كيف يتم التخطيط للنهضة؟ فيرى كرشوم: "أن الحوار هو أجدى قنوات التغيير وأفضل وسيلة للنهوض بالأمة، وذلك عبر فتح قنوات اتصال مع الأنظمة الحاكمة لأن ذلك خير من الثورة عليها والتغيير بالعنف؛ فالحوار يُكسب كلا الطرفين قدرة التعرف على كيفية التفكير في القضايا المشتركة، ولابد من وجود مؤسسات حزبية قائمة على مبادئ وأفكار تستطيع أن تستلهم الأفكار التي ينادي بها المجتمع، وأن تكون قوية تعبِّر عن طموحاته وآماله، كما لابد من بناء ميثاق وطني يحكم المعارضة والحكومة معاً. الأثر النفسي على المجتمع السوداني وعن التأثير النفسي للثورات العربية وانعكاسها على المجتمع السوداني تحدث ل(السوداني) استشاري الطب النفسي والعصبي وأستاذ الصحة الاجتماعية د.علي بلدو قائلاً: أن الصراعات كان لها أثر وإشكالات مجتمعية غذَّت روح العنف والعنف المضاد وعدم احترام الآراء مما زاد من معدل الخصومة وعدم تقبل الآخر وضياع مجهودات كثيرة بسبب غياب الخطط والرؤى الاستراتيجية ذات المدى الطويل، وباعتقادي أن هذه الثورة مبتسرة وغير ناضجة من الناحية النفسية إذ يكمن الحل في فتح قنوات الحوار والاستماع للآخر وإنزال القيم الأساسية لأرض الواقع، وكذلك استقلال الإرادة السياسية عن الشخصيات النرجسية واللاعقلانية الذين يتصيدون الواقع السياسي العربي سواء كان في جانب الحكومة أو المعارضة، لأن استقلال هذه الإرادة سيمثل خطوة كبرى إذ لا يمكن للمواطن أن يفقد حاضرهُ ومستقبله في آن واحد.