نفذ العاملون بالتلفزيون يوم أمس الخميس ما اصطلحوا بتسميته وقفة احتجاجية ، وذلك احتجاجا على تأخر "مستحقاتهم المالية" لعدة أشهر، إضافة لبعض الخلل الإداري حسب وجهة نظر العاملين وكذلك جاءت هذه الوقفة لتشكل رفضا واضحا لتشريد العاملين بدعاوي الهيكلة وقد ألمحت جهات عديدة ، وصرحت بعض هذه الجهات بأن سيف التشريد قادم لامحالة، خاصة بعد قرار دمج الإذاعة والتلفزيون في هيئة واحدة! ثورة الخميس لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ، طالما أن الأمور في الجهاز الحساس لا تسير نحو الأفضل، والأفضلية " خشم بيوت" لكننا نتحاكم الى ماقاله الوزير الجديد المهندس عبد الله علي مسار ساعة قدومه للوزارة.. ولكن ماذا قال الوزير؟ "قال وزير الإعلام المهندس عبدالله علي مسار، إن من أبرز أولويات وزارته كفالة الحرية للإعلام وتمكين الأجهزة الإعلامية من أداء دورها الرقابي، وضبط الخطاب الإعلامي للحكومة وتعهد بإجراء إصلاحات في الأجهزة الإعلامية. وتعهد الوزير في تصريحات صحفية عقب أدائه القسم ، أمام الرئيس بالقصر الجمهوري بوضع خطة يكون فيها الإعلام الخارجي رأس الرمح. بجانب إجراء إصلاحات حقيقية في الأجهزة الإعلامية تعتمد على البرامج والمقدرة لا الأشخاص مع بذل الجهد لتطوير العملية الإعلامية للتصدي للحملة الإعلامية الشرسة التي تتعرض لها البلاد على حد تعبيره . واضاف أن الإعلام سيكون معبرا عن التنوع في السودان ومكوناته، داعيا الى التغيير في برامج الإعلام لتتوافق مع برامج وتطلعات الأمة الثقافية والاجتماعية " كفالة الحرية للإعلام تعني أن الخبر مقدس، لكن انظروا أيها السادة كيف كانت تغطية التلفزيون لخبر أحداث نيالا التي لا يزال دخانها يتصاعد ، فقد أذاع التلفزيون في نشرة العاشرة مساء يوم الأربعاء خبرا من مخلفات العهد القديم قال فيه إن الشرطة احتوت أحداث شغب محدودة ولم يكن الأمر كذلك، والجميع يعلمون حقيقة الأوضاع ومن لم يحصل على الخبر من الصحف حصل عليه من الانترنيت او الهاتف المحمول، ونحن هنا نتساءل: لمصلحة من يفقد التلفزيون مصداقيته ومشاهديه؟ لقد زار الوزير التلفزيون أكثر من ثلاث مرات في الأيام القليلة الماضية وهو أكثر العارفين بما يدور في الكواليس، ولذلك فإن الجميع ينتظرون أن تكون قراراته قائمة على المؤسسية، لا الأشخاص وصراعات مراكز القوى في الإنقاذ ، لقد فشل المدير الحالي محمد حاتم سليمان في جعل التلفزيون" معبرا عن التنوع في السودان ومكوناته" كما أن برامجه لم "تتوافق مع برامج وتطلعات الأمة الثقافية والاجتماعية ". وفوق هذا وذاك يعاني العاملون فيه أوضاعا إدارية ومالية سيئة ويحتاجون لإدارة قوية تنقذ مايمكن إنقاذه من المشاهدين الذين فروا بأعينهم وآذانهم من هذه القناة كما يفر الصحيح من الأجرب، ولابد من أن تكون البداية بتغيير نمط ادارة التلفزيون قبل التفكير في تبديل الأشخاص ، إذ ينفع أن يذهب أحمد ويأتي محمد أحمد! ونقول أخيرا إن تظاهرات أهل التلفزيون كثرت وتعددت في الآونة الأخيرة ، وإني ارى تحت الرماد وميض نار وأخشى أن يكون لها ضرام!