(الكارو)...تفاصيل إحالة ل(المعاش الإجباري).! الخرطوم: نهاد أحمد في إطار ترقية وتطوير الأسواق والشوارع بإحلال وإبدال الوسائل البدائية بوسائل حركة حديثة تساعد في إصحاح البيئة والنظافة وانسياب حركة المرور، دشنت محلية الخرطوم أمس تسليم الدفعة الأولى من مواتر النقل لشعبة أصحاب عربات الكارو بالسوق المحلي، والتى تستهدف في المرحلة الأولى إحلال وإبدال (200) عربة كارو تجرها الدواب بعدد (200) موتر نقل بضائع ومياه شرب عبر الأقساط المريحة لأصحاب الكارو، (السوداني) استطلعت عدداً من المواطنين حول هذا الموضوع فماذا قالوا؟ انسياب حركة: عبد الرحيم حاج أحمد -صاحب مركز الأسباط للإنتاج الإعلامي والنشر- قال ل(السوداني) إن الخطوة ستسهم في انسياب الحركة ونظافة الشوارع من مخلفات الحيوانات، وأضاف أن المنظر العام للعاصمة سيكون أفضل، مختتمًاً أنها لفتة بارعة تتمثل في تقسيط تلك المواتر لأصحاب الكارو، لأن بعضهم لا يستطيعون شراء المواتر. وسيلة نقل نظيفة: على ذات السياق يقول الموظف عيسى محمد ل(السوداني) إن القرار إيجابي إذا تمت طريقة الاستبدال وفق شروط مريحة لأصحاب الكارو لأن هذه هي معيشتهم ومصدر دخلهم، خاصة أنهم ممنوعون من دخول العاصمة ويعملون في الأطراف والأحياء وبالتالي وهم لا يشكلون ضغطاً على حركة المرور. ومن ناحية أخرى المواتر وسيلة نظيفة للنقل وإذا تم تعميمها بأقساط مريحة فهي توفر عائداً مادياً أسرع لمستخدمها ويمكنها أن تختصر الزمن وتكسب المال أسرع من الكارو، وستكون إضافة للكسب السريع ولن تشكل عرقلة في المرور لأنها أيضًا سوف تخدم في الأطراف. نظرة عامة: على ذات السياق تحدث الإعلامي والباحث ياسر عثمان حامد ل(السوداني) قائلاًً: (أرى أن النظرة التي قامت عليها فكرة استبدال عربات الكارو بمواتر للنقل الداخلي بولاية الخرطوم والتي تم تدشينها في اليومين الماضيين بُنِيَتْ على بعدَين، بُعْدٍ سياسي في إطار تشغيل الخريجين وتمليكهم وسائل إنتاج في ولاية تعانى من البطالة وتكدُّس الخريجين، أما البُعد الآخر فينبثق عن النظرة الجماليَّة للعاصمة ومواكبة الحداثة، وعليه فإنَّ المشروع سينجح لحدٍّ ما في تحقيق الهدف الأول، ولن يُوفَّق في الثاني حيث إنَّ المواتر ستزيد من الضغط المروري الذي تعاني منه العاصمة على مدار اليوم ولاسيما مناطق الأسواق والتجمُّعات البشريَّة والتجاريَّة الكبيرة، فضلاًً عن الإسهام المباشر فى التلوُّث البيئي، وازدياد حوادث المرور لأنَّ الذين سيتم تمليكهم للمواتر هم من الشباب ذوي الأعمار الصغيرة والخبرة الأقل)، ويضيف ياسر: (أرى أنَّ المُخططين للمشروع أغفلوا تمامًاً الجدوى الإقتصاديَّة والاجتماعيَّة حيث إنَّ قيمة النقل ستتضاعف مع غلاء وزيادة أسعار الوقود مما يضطر المستفيدين للجوء إلى خياراتٍ بديلة والتي قد يكون من بينها عربات الكارو وإنْ خالف ذلك النُظُم والقوانين واجتماعيَّا يأتِ ذلك على حساب آلاف الأسر التى يعولها أصحاب الكارو).